25 سنة سجنا لمتهم بقتل أستاذة بصفرو

سرق سيارتها واستغلها في نقل الركاب وداسها بها حين باغتته متلبسا أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، أخيرا، المتعلق بوفاة أستاذة للغة الفرنسية داسها سارق سيارتها بمدينة صفرو، الحكم بعد مناقشة الملف وإدراجه في المداولة الاثنين الماضي، في تاسع جلسة منذ تعيينه لأول مرة.وقضت هيأة المحكمة بإدانة «م. د» شاب في عقده الثالث ، ب25 سنة سجنا وإرجاع السيارة المحجوزة لفائدة ذوي حقوق الهالكة، بتهم تتعلق ب»القتل العمد والسرقة». وحكمت عليه بأداء 30 ألف درهم، لكل واحد من المطالبين بالحق المدني. وكان «م. د» المتزوج الذي له سوابق عدلية، واقفا قرب محل تجاري بطريق عين الشقف بفاس، حين ركنت الضحية سيارتها بجانب الطريق، فاستغل انشغالها بشراء حاجياتها من المحل، ليتوجه نحو السيارة وينطلق بها بسرعة جنونية، دون وجهة محددة، ما صعب عملية تعقبه من قبل مواطنين. وطيلة أيام استغل «م. د»، السيارة المسروقة لنقل الركاب إلى إيموزار كندر وصفرو والنواحي، لتدبر تكاليف البنزين. ولم يتردد في اقتراح القيام برحلات استجمام على أصدقائه، دون أن يبالي ببحث مصالح الأمن عنه، إثر شكاية من الأستاذة التي أدلت بأوصافه الدقيقة. وفي منتصف يوم الحادث الذي يعود إلى صيف 2010، تناهى إلى علم الأستاذة، خبر جولان سيارتها بمدينة صفرو التي قصدتها لتقديم شكاية ضد السارق، ما جعلها تستعين بقريب لها للبحث عنها. وأثناء وجودهما بساحة باب المقام، عاينا السيارة مارة بجانبهما، ما جعلها تحاول إيقاف سائقها. ولوحت الضحية، للسائق الذي كان يستعد لإفراغ السيارة من ركابها، بيديها مشيرة إليه بالتوقف. لكنه عاد بضعة أمتار إلى الخلف، قبل أن ينطلق بسرعة جنونية ويدوسها بعد تعرفه عليها، ويلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، فيما أوقف الركاب الذين استمع إليهم في محضر قانوني من قبل الشرطة. ولم يعد المتهم إلى منزل والديه، بل قصد ورشة بناء بحي الزليليك ضواحي فاس، للعمل وتدبر مصاريفه الشخصية، إلى أن ألقي عليه القبض بعد أسابيع من ذلك، إذ اعترف بتفاصيل الحادث، في محضر أقواله لدى الاستماع إليه من قبل الضابطة القضائية وأثناء مثوله أمام قاضي التحقيق. حينها تحدث عن مفاجأته لسيارة من نوع رونو 11 تعترض سبيل السيارة المسروقة، مقرا بنقله ركابا من فاس مقابل 10 درهم لكل واحد منهم، قائلا «رجعت إلى الخلف محاولا الفرار، ففوجئت بسيدة تعترض سبيل السيارة طالبا مني التوقف، فتبين لي أنها صاحبة السيارة، فقمت بدهسها وفررت». وزاد «حاول الركاب إرغامي على التوقف ونزع مفتاح السيارة، لكني هددت الجميع قبل أن أفرغ الحمولة بعيدا عن المدينة». لكنه تراجع عن ذلك أثناء الاستماع إليه من قبل رئيس هيأة الحكم، قائلا «والله ما شفتها كاع»، موردا رواية جديدة للحادث، متحدثا عن مهاجمته من قبل 5 أشخاص مسلحين. وتحدث عن سيارتين نزلوا منهما قبل أن يقصدوه محاولين الاعتداء عليه، قائلا إن الضحية التي تحدث عن تفاصيل بنيتها الجسدية القوية، ف»مسكينة ما بيني وبينها والو»، مؤكدا أن والدته أخبرته بوفاتها، بعدما كان اعترف أمام الضابطة بسرقة هاتف من السيارة التي استغلها في النقل السري. وسبق للشاب أن تورط في حادثي سرقة سيارتين بالطريقة ذاتها، واحدة في ملكية والده. وبدا مرتبكا في روايته للحدث وما سبقه وأعقبه، وخلال جوابه على أسئلة هيأة الدفاع والنيابة العامة، خاصة فيما يتعلق بحيثيات دهسه الهالكة وتهديده الركاب بالتعنيف ومكان إنزالهم. وأورد زوج الهالكة تفاصيل سرقة سيارة زوجته ودهسها، استنادا إلى رواية مرافقيها، فيما التمس دفاعه، 5 ملايين سنتيم لكل واحد من المطالبين بالحق المدني، متحدثا عن الخصال الحميدة للأستاذة وأسرتها، مؤكدا أن المتهم «شخص غير عاد وخطير، ملتمسا إدانته. وأكد أن نتائج التشريح الطبي أكدت وجود انفجار في رئتي الضحية وقفصها الصدري، مشيرا إلى أن «الفعل خطير ويستوجب عقابا شديدا» و«ما رأيت مجرما من هذا القبيل، في حياتي»، فيما التمس ممثل النيابة العامة إدانة المتهم وفق فصول المتابعة لخطورة الفعل الجرمي المتورط فيه. أما دفاع المتهم فركز في مرافعته على سوابقه، قائلا «يجب ألا نقف عن «ويل للمصلين»»، متحدثا عن معاناته من اضطرابات نفسية، لأنه «غير سوي»، وحمله «تراكمات وأفكار شاذة»، و»لنا ملف طبي من مستشفى ابن الحسن، يفيد تلقيه العلاج فيه في 5 يوليوز 2010». وتحدث عن «عقدة» لموكله مع السيارات إلى درجة سرقة والده، مشيرا إلى بعض الأخطاء التي ارتكبتها الهالكة في تصرفها، إذ «كان عليها أن تتوجه إلى الأمن، عوض اعتراض سبيل السيارة»، ملتمسا إجراء خبرة طبية نفسية على المتهم، لمعرفة ما إذا كان يتمتع بكامل قواه العقلية. وقال دفاعه إن ظروف وشروط المادة 392 من القانون الجنائي المتابع بها موكله، غير متوفرة، و«الأمر يتعلق بإيذاء عمد أو قتل خطأ»، مؤكدا أنه حوصر من قبل أشخاص حاولوا الاعتداء عليه، ما نتج عنه قتل الضحية دون نية، ملتمسا تمتيعه بظروف التخفيف. حميد الأبيض (فاس)

25 سنة سجنا لمتهم بقتل أستاذة بصفرو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهرجان"جوهرة" بالجديدة يتوقع 4 ملايين متتبع

فك لغز حريق وجثة امرأة بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات