التحقيق مع متهم بقتل ثلاثة مشردين بآسفي

المتهم المتشبع بالفكر المتطرف صرح أنه أراد تخليص المواطنين من مضايقاتهم أحال الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، أخيرا، متهما بقتل مشردين على قاضي التحقيق، قصد تعميق البحث معه بشأن المنسوب إليه، في وقت برزت عدة معطيات جديدة في القضية التي اهتز لها الرأي العام المحلي، بعدما ظل المتهم، المتشبع بالفكر المتطرف، مجهولا رغم ارتكابه ثلاث جرائم قتل . حسب معطيات دقيقة حصلت عليها «الصباح» من مصادر رفيعة المستوى، فإن المتهم المتحدر من حي اعزيب الدرعي بآسفي، هو الذي ارتكب جريمتي قتل راح ضحيتها مشردان، إضافة إلى ضحية آخر، توفي هو الآخر بقسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي. ولم يخف المتهم، خلال استنطاقه من قبل الوكيل العام للملك، بأنه كان ينوي التخلص من كل المتسكعين والمشردين، الذين يجوبون شوارع المدينة، ويحدثون الفوضى ويقلقون راحة المارة، بتعبيره. واستنادا إلى المصادر ذاتها، نفى المتهم نفيا قاطعا أن يكون تعرض لأي اعتداء جنسي أو جسدي من طرف المشردين، موضحا أنه فقط يكن لهم حقدا دفينا والتفكير في التخلص منهم بأية طريقة كانت. وأوضحت المصادر ذاتها أن المتهم، المزداد سنة 1984، أقر أمام ممثل النيابة العامة بأنه كان يشتغل بأحد محلات المأكولات السريعة، ولاحظ أن أغلب المتسكعين يقضون مضجع المارة والزبناء على حد سواء، ويطالبونهم بمدهم بالصدقات، وكل من يرفض، يكون جزاؤه السب والشتم، فقرر بعد تفكير طويل التخلص منهم، عن طريق وضع حد لحياتهم، وبالتالي تخليص المواطنين من المشاكل التي تتسبب فيها هذه الفئة من المجتمع. وأقر المتهم بقتله الضحية الأول بحي قرية الشمس، والثاني بحي البلاطو بالمدينة الجديدة قرب إحدى الوكالات البنكية، في حين وضع حدا لحياة آخر ضحاياه قرب مقهى، على بعد أمتار قليلة من المركز التربوي الجهوي محمد الخامس بالمدينة. وكانت عناصر الشرطة القضائية تسلمت المتهم الذي تم إيقافه من طرف عناصر الدائرة الأمنية الثانية، بمساعدة مجموعة من المواطنين، الذين لحقوا به بعد توجيهه طعنات قاتلة لأحد ضحاياه الذي كان منحنيا على حاوية للأزبال.وحسب المعطيات التي تتوفر عليها «الصباح»، كان المتهم يعيش وحيدا بغرفة منفردة بإحدى العمارات السكنية بحي لالة هنية الحمرية، بعدما رفض البقاء بمنزل أسرته بحي اعزيب الدرعي. واستمعت الشرطة القضائية إلى والد المتهم، في محضر رسمي أثناء إنجاز مسطرة البحث التمهيدي، بناء على تعليمات النيابة العامة، لفهم أسباب جرائم التسلسل التي ارتكبها ابنه، فأفاد الأب بأن ابنه انقطع عن الدراسة في المرحلة الابتدائية، بعدما عجز عن مواكبة الإيقاع الدراسي، ما جعله يتوجه نحو الجانب الديني حيث أصبح مواظبا على أداء الصلوات الخمس، والإطلاع على الكتب الدينية. ويضيف والد المتهم، في تصريحاته المضمنة في محاضر البحث التمهيدي، أن ابنه أصبح عصبيا للغاية، وأضحى يلزم شقيقاته بضرورة ارتداء الحجاب، وعدم التبرج، مما تسبب في وقوع العديد من المواجهات بينه وبينهن، وهو الأمر الذي جعل الأب يفكر في كراء غرفة منفردة لابنه بحي لالة هنية الحمرية، رغبة منه في وضع حد للمناوشات التي تقع بينه وبين شقيقاته. وانتقلت الشرطة القضائية للأمن الإقليمي، إلى الغرفة التي يكتريها المتهم، ووجدت بها الملابس التي كان يرتديها أثناء قلت أحد ضحاياه، في حين صرح بأن ملابس أخرى تخلص منها في حاوية الأزبال. كما حجزت الشرطة دواء لإبادة الفئران والماء القاطع، أفاد أنه كان يرغب في استخدامه في الانتحار، بعدما يئس من الحياة، وفقا لتصريحاته التمهيدية. شحنة إيديولوجية تشبع المتهم بالفكر المتطرف، من خلال إطلاعه على العديد من الكتب السلفية، التي كانت تروي نهمه، وتعوض فشله الدراسي، وخلص إلى أن الطريقة الوحيدة للتخلص من المشردين وما يتسببون فيه من مشاكل للمواطنين، هي قتلهم. محمد العوال (آسفي)

التحقيق مع متهم بقتل ثلاثة مشردين بآسفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جرائم في المدن

عشر سنوات لموظفتين متهمتين بالتزوير بسيدي بنور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات