وفد أجنبي يزيد معاناة مستخدمي الطرق السيارة

يبدو أن قضية مستخدمي الطرق السيارة بالمغرب تشبه إلى حد كبير مسلسلا دراميا تتسم حلقاته بالتشويق والإثارة، وكلما أضاء وميض مبادرة لحل النزاع سرعان ما ينطفئ. بالأمس القريب، علق المستخدمون آمالا كبيرة على مبادرة وزير التشغيل عبد الواحد سهيل الذي وعد الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل في إحدى جلسات الحوار الاجتماعي بالعمل على القيام بوساطة بين جميع الفرقاء الاجتماعيين لإيجاد حل توافقي في أقرب الآجال ، يرضي جميع الأطراف، لكن لا شيء من ذلك حدث، حتى أن وزارة التجهيز والنقل، وعلى لسان أحد مستشاري عزيز رباح، نفى علم الوزارة الوصية بذلك. والمثير للانتباه أن فشل المبادرات المتعاقبة لم ينل من عزيمة المضربين المرابطين أمام مقر الوزارة الوصية، بل إنهم لم يلبثوا أن أضافوا جرعات إضافية إلى احتجاجاتهم، ما كان سببا في خروج مبادرات أخرى إلى الوجود، آخرها اتصال كريم علي، مستشار رباح بالمكتب الوطني لنقابة المستخدمين لدعوته إلى اجتماع بغية إنهاء النزاع داخل مراكز الاستغلال، غير أن هذه المبادرة قدر لها أن تلقى المصير نفسه بعد أن عمد المستشار إلى تأجيل موعد الاجتماع مرتين، متحججا باستقبال الوزير لوفد أجنبي قبل إلغائه في آخر لحظة، مكتفيا بدردشة قصيرة مع المحتجين، متهما مكتبهم النقابي بإخفاء الحقيقة عنهم وعدم إطلاعهم على عرض الشركة و الوزارة الوصية. من جهته، اعتبر المكتب النقابي للمستخدمين أن ما يروج له المستشار كان بهدف جس نبض مناضليه ومناضلاته واختبار مدى صمودهم ومحاولة منه لزرع بذور الشك واليأس في صفوفهم، ناهيك عن توسيع الهوة بين المكتب وقاعدته. واستنكرت نقابة المستخدمين بشدة استمرار الشركة الوطنية للطرق السيارة في خرق القانون على مرأى ومسمع من حكومة أخذت على عاتقها تطبيق القانون، فإقدام الشركة على بعث مفوض قضائي إلى بيت كل مستخدم، مطالبا إياه بضرورة الالتحاق بالعمل في أجل أقصاه 48 ساعة، وإلا سيكون مصيره الفصل بشكل نهائي، هو بمثابة ترهيب واستغلال الظروف الاجتماعية الصعبة لضحايا الشركة، لتشتيت وحدة النقابة المواطنة ذات المطالب الاجتماعية الصرفة، كما يفيد أحد أعضائها الذي تساءل باندهاش قائلا: ما هي العلاقة الشغلية التي تربطنا بشركة المناولة الجديدة المتعاقدة، أخيرا، مع الشركة الوطنية حتى تبعث لنا مفوضين قضائيين، علما أننا في إضراب والإضراب حق دستوري مشروع؟ويبقى أبرز حدث ميز النزاع القائم في الآونة الأخيرة بدون منازع إقدام شركة الطرق السيارة ممثلة في رئيس محطتها بالجديدة على تأسيس نقابة جديدة منضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية ضمت قلة من مستخدمي ومستخدمات المحطة المذكورة الذين كانوا ضحية لترهيب وترغيب رئيسهم في العمل الذي تربطه وشركات، علاقات غير مفهومة، رغبة منه في توجيه صفعة إلى النقابة التابعة للاتحاد المغربي للشغل المطالبة بفك الارتباط مع شركات المناولة، حسب ما أكدته مصادر نقابية متهمة الشركة بتمييع العمل النقابي وإشعال فتيل الأزمة، بدل البحث عن حلول ناجعة إرساء للسلم الاجتماعي داخل المرفق العمومي. بين تأرجح النزاع القائم داخل شركة الطرق السيارة بين التصعيد والتصعيد المضاد تستمر معاناة المضربين وأسرهم في صمت رهيب في غياب يد المساعدة وعدم اكتراث الوزارة الوصية بأنين وآهات هذه الفئة الأكثر تضررا باعتبارها الحلقة الأضعف في نزاع عمر طويلا ومازالت آفاق انفراج أزمته غامضة، غير واضحة المعالم ومبشرات حلها ضعيفة جدا في الوقت الراهن.عبد الله الكوزي

وفد أجنبي يزيد معاناة مستخدمي الطرق السيارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شركة مهددة بالإفلاس بسبب المكتب الوطني للصيد

عمال "جليك" يطالبون بـ"تحرير" أعمالهم الاجتماعية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات