بنكيران: سألغي العمل بصندوق المقاصة

رئيس الحكومة أكد لـ "الصباح" أهمية البحث عن صيغ ملائمة لتفعيل سياسة الدعم المباشر لحماية الفئات المعوزة يمثل، اليوم (الثلاثاء)، عبد الإله بنكيران، أمام مجلس المستشارين، في إطار جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة التي منحها الدستور الجديد للبرلمان بغرفتيه. وقالت مصادر مطلعة إن مواضيع محاربة الفساد والريع والرشوة ستكون حاضرة ضمن محاور النقاش، إضافة إلى موضوع غلاء الأسعار الناجم عن ارتفاع أثمان المحروقات. وعلق رئيس الحكومة على الأمر بأنه «مستعد لشرح الأسباب التي دفعت الحكومة إلى اتخاذ هذا القرار الصعب في ظل ظرفية اقتصادية تنذر بحدوث شلل عام يهدد القدرة الاستثمارية للدولة وينعكس سلبا على الأداء الاقتصادي للبلاد» . وأضاف بنكيران، في تصريح لـ«الصباح»، أن ما يشغل باله اليوم هو الفئات الفقيرة المتضررة بغلاء المعيشة، والتي يبلغ عددها 8 ملايين نسمة، حسب إحصاء المندوبية السامية للتخطيط، وكشفت عنها الدراسة التي أنجزتها حول خارطة الفقر والهشاشة بالمغرب، وهي الفئات الاجتماعية التي يرى بنكيران أنها المعنية بالدعم المباشر للدولة ونظام المساعدة الطبية. أما في ما يتعلق بالفئات الوسطى، المتضررة أكثر من هذه الزيادات، فيرى بنكيران أن الفقراء اليوم يحظون بالأولوية في برنامج الحكومة، مشددا على أن حكومته ستلغي العمل بصندوق المقاصة مطلقا، مهما كلفه ذلك من ثمن ومهما بلغ حجم المخاطر الاجتماعية المترتبة عن قرار من هذا القبيل، مقابل إيجاد بدائل عملية لفائدة الفئات الفقيرة المذكورة، عبر البحث عن الصيغة الملائمة لتفعيل سياسة الدعم المباشر، معتبرا أن الدعم تستفيد منه اليوم أساسا الفئات الغنية والشركات الكبرى، المستهلكة أكثر للمواد الأساسية المدعمة من قبل الدولة. بالمقابل، قلل رئيس الحكومة من حجم المخاطر الاجتماعية المتوقعة بسبب رفع أسعار المحروقات، بعدما قرر مهنيو النقل رفع أسعار نقل الأشخاص والبضائع، علما أن عددا من القطاعات أسعارها مقننة، وتحتاج الزيادة فيها إلى ترخيص مسبق من قبل السلطات الوصية، وهو ما دفع رئيس الحكومة إلى تشكيل لجنة حكومية لتدارس إجراءات موازية من شأنها تخفيف حدة الانعكاسات المتوقعة لرفع أسعار المحروقات على باقي السلع والمواد والخدمات الأساسية الأكثر استهلاكا.من جهة أخرى، كشفت مصادر حكومية مطلعة أن الحكومة تتجه نحو تحديد لائحة مائة سلعة ومنتوج لمعرفة أسعارها الحقيقية، والتدخل من أجل وضع حد للمضاربات التي تدفع الوسطاء إلى الركوب على الزيادة في أسعار المحروقات بسن زيادات مهمة في مختلف المواد والسلع، وهو ما من شأنه التأثير سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين. كما أشارت المصادر ذاتها إلى أن الحكومة مترددة في التوجهات العامة التي ستحكم مستقبلا إصلاح صندوق المقاصة، وخطر ضرب القدرة الشرائية للفئات الوسطى المهددة بمسلسل التفقير التدريجي بدورها.كشفت المصادر ذاتها أن وضع التوازنات المالية للدولة لا يبعث على الارتياح، مضيفة أن معدل عجز الميزانية بلغ ما بين يناير وماي 2012، 8،1 في المائة، وتتهم جهات حكومية حكومة عباس الفاسي بالوقوف وراء هذه الاختلالات، والتي تبرز بجلاء من خلال ارتفاع مستوى مديونية وتراجع معدل تغطية الصادرات للواردات، فضلا عن الزيادة في تحملات صندوق المقاصة والتي بلغت ما يناهز 52 مليار درهم. وتنوي حكومة بنكيران، من خلال الزيادة الأخيرة، توفير 9 ملايير درهم إضافة إلى 11 ملايير درهم اخرى تتجه نحو خفضها من مخصصات صندوق المقاصة عبر سن تدابير ضريبية جديدة للوصول إلى سقف 32 مليار درهم المخصصة لصندوق المقاصة في قانون المالية قبل الشروع في إصلاحه السنة المقبلة. ويعتبر بنكيران أن الإجراءات التقشفية التي تنوي الحكومة فرضها، سيرا على نهج الحكومة الإسبانية، ضرورية في الوقت الحالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على مستوى التوازنات الاقتصادية العامة، رغم تكلفتها الاجتماعية الباهظة، ويشدد بنكيران بالقول في هذا الصدد "إذا استمرت تحملات صندوق المقاصة على هذا النحو، فإننا سنصبح مثل اليونان ولن نجد ما نؤدي به أجور الموظفين مستقبلا".رشيد باحة

بنكيران: سألغي العمل بصندوق المقاصة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عبد الهادي بلخياط يعتزل الغناء

وكيل للملك يشارك نزلاء إصلاحية البيضاء غداء جماعي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات