المفهومية في التشكيل العربي مساهمة في إغناء الرصيد النقدي

أصدر إبراهيم الحجري، الكاتب والناقد المغربي، أخيرا، كتابه الجديد "المفهومية في التشكيل العربي، تجارب ورؤى"، عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة. ويعتبر هذا الكتاب الفائز بالجائزة الأولى في النقد التشكيلي، مساهمة جادة في إغناء الرصيد العربي النقدي للفن وتتبع التجارب والاتجاهات الجديدة في عالم التشكيل العربي . يكن الباحث يشك من ناحية، في صعوبة تناول هذا التيار الحديث الذي ما تزال المغامرات الفنية فيه شحيحة، ومشوبة بالتحفظ والحذر، بحكم تقويضه شبه الكلي لمعايير وتقاليد الاتجاهات السابقة عليه، والتي حقق فيها الإبداع العربي تراكما لا بأس به، هذا على مستوى الإنتاج، أما من ناحية المرجعيات النقدية والمصدرية، فهي تكاد تكون منعدمة باللغة العربية، الشيء الذي يضطر معه الباحث إلى التعامل مع اللغات الأجنبية في مظانها الأصلية، لضبط المفاهيم والأدوات التي يمتاز بها التيار المفهومي في الفن عن باقي التيارات السابقة عليه أو المجايلة له. ويعتبر المجهود الجبار الذي يقوم به «بينالي الشارقة»، في التعريف بالتيارات المعاصرة في الفن، وبيان مميزاتها وأساليبها للمتلقي العربي، خطوة رائدة في النهوض بالوعي البصري العربي، وخلق رواج وحراك فني يمهد لتنمية ذوقية مواكبة ومتتبعة لما يستجد في الساحة العالمية من تيارات واتجاهات فنية. لذلك، فالفضل يعود إلى هذه المؤسسة في تكريس هذا الحراك النقدي والفني، ويجب أن تكون قدوة في العالم العربي على هذا المستوى. إن من حق المتلقي العربي أن يعرف ما يجري على مستوى الغرب من حراك فني، وما يتداول من تيارات واتجاهات فنية سواء كانت هذه التيارات صالحة، للتبني عربيا أم غير صالحة. فما يدور هناك يعنينا بالأساس، خاصة في فهم الآخر من خلال توجهاته الفنية، وما ينتجه فنانوه من أعمال إبداعية. ولربما كان انتقال الفن المفهومي للمنطقة العربية أسرع من انتقال المدارس الأقدم، فقد استغرق عشرين عاما فقط؛ حيث ظهر المفهوم في المنطقة في نهاية الثمانينات أو بداية التسعينيات من القرن الماضي، من خلال بعض الفنانين الذين تلقوا دراستهم الأكاديمية في الخارج حينها، وتأثروا بهذا الاتجاه الجديد، فساهموا في الترويج لثقافة الفن المفهومي في المنطقة عبر مركز «بينالي الشارقة»، النافذة التي فتحت لاستقطاب الاتجاهات الفنية المحدثة، من خلال توفير الإمكانات الفنية والمادية التشجيعية. وقد خصص إحدى دوراته الأخيرة حول «الفن المفهومي» أو «فكر الفن»، وعكس هذا الاحتفاء دخول الفن المفهومي إلى المنطقة العربية عبر البينالي، غير أن ظهور هذا الاتجاه في الإمارات سابق عن هذا التاريخ من خلال أعمال الفنان حسن شريف الذي قدم هذا الفن بعد أن اكتشفه أثناء دراسته في الخارج، وربما كان بوعي ودراية تامة بكل أبعاده الفكرية، ولكن إعادة صياغة هذا المفهوم من خلال أتباع حسن وتلاميذه مختلف بحسب درجات الوعي الفكري والإبداعي في ما بينهم. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

المفهومية في التشكيل العربي مساهمة في إغناء الرصيد النقدي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتداءات يومية بحافلات البيضاء والأمن عاجز

تافيلالت تحتضن ملتقى سجلماسة لفن الملحون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات