اعتداءات يومية بحافلات البيضاء والأمن عاجز

عصابات من القاصرين المنحرفين المدججين بالأسلحة البيضاء تخرب وتستهدف المستخدمين والركاب لا يكاد يمر يوم واحد بالدار البيضاء دون تسجيل عدة حالات اعتداء على خطوط حافلات النقل الحضري التابعة لشركة «نقل المدينة» يذهب ضحيتها الركاب والمستخدمون. وكشفت مصادر مطلعة ل»الصباح» أن الخط رقم 11 يظل أكثر الخطوط تعرضا للاعتداء، واصفة إياه بأنه «أخطر» خط نقل في العاصمة الاقتصادية. وقالت المصادر ذاتها إن عصابات، تضم في صفوفها أغلبية من القاصرين الذين يتعاطون المخدرات والكحوليات والحبوب المهلوسة، تترصد الحافلات التي تؤمن النقل بين الأحياء التي يغطيها الخط رقم 11. وأوضحت أن عدد أفراد هذه العصابات يتراوح بين 10 و 15 شخصا مدججين بالسيوف والسكاكين والعصي والهراوات، ويعمدون إلى اقتحام الحافلات بمجرد توقفها في أي من المحطات المنتشرة على طول الخط الرابط بين السالمية وسينما داوليز بعين الذئاب، إذ كشفت مصادر «الصباح» أن العصابات المذكورة تختبئ في مكان قريب من محطة ما وبمجرد توقف إحدى الحافلات يباغتونها من كلا البابين، ويشرعون في خلق البلبلة وبث الفوضى داخلها حتى يتسنى لهم نشل الركاب ونزع ما بحوزتهم. وأبرزت المصادر، التي تشتغل بحافلات الخط رقم 11، أن أهم النقاط السوداء التي تتعرض بها حافلات هذا الخط إلى الاعتداء هي درب الكبير وشارع الشجر وحي جوادي، مشيرة إلى أن حدة هذه الهجومات تتزايد في الفترة ما بين السادسة والسابعة مساء، والتي تتزامن مع عودة أغلبية القاصرين من شاطئ عين الذئاب، إذ يقتحمون الحافلات ويتخذون لهم مقعدا دون أداء واجب الرحلة. وأكدت مصادر «الصباح» أن الجباة بهذه الحافلات «لم يعودوا يجرؤون على مطالبة هذه العصابات بأداء تعرفة الركوب»، موضحة أن إدارة الشركة «تحثنا على عدم الدخول في أي مواجهات معهم، فإن رفضوا الأداء فلسنا ملزمين بإجبارهم على فعل ذلك»، وأسوأ من هذا، فإدارة الشركة توصي جباة ومراقبي وسائقي الحافلات «على النأي بأنفسهم عن أي اعتداء يتعرض له ركاب أي حافلة من حافلاتها. نتوما (مستخدميها) ما تضاربوش.. اللي بغا يضارب يضارب المهم هو الروسيطة والبيرمي (رخصة السياقة بالنسبة إلى سائقي الحافلات)». وكشفت المصادر نفسها أن الكثير من العائلات، بحكم محدودية مورادها المالية، تلجأ إلى الحافلة كوسيلة للتنقل، «لكنها لا تعلم الجحيم الذي ينتظرها، إذ تتحول رحلتها إلى تبادل للسب والشتم وأحيانا كثيرة الضرب والجرح، إضافة إلى تجريدهم من كل ذي قيمة». وذكرت أن آخر حادثة وقعت يوم أول أمس (الأحد)، إذ رصدت شركة نقل المدينة، التي تتولى التدبير المفوض للنقل بالبيضاء، أزيد من 20 حافلة لتأمين تنقلات الركاب الذين يستعملون الخط رقم 11، إلا أن نصف هذه الحافلات عاد إلى مستودعات الشركة في النصف الأول من ذلك اليوم بعد أن ترعض زجاجها للتهشيم، إذ أشارت مصادر «الصباح» إلى أن العصابات المذكورة تلجأ إلى قذف الحافلات بالحجارة عندما لا يتوقف سائقوها. إلى ذلك، كشفت المصادر التي تحدثت إلى «الصباح» أن هذه الاعتداءات اليومية والمتكررة «تحدث أحيانا على مرأى ومسمع من رجال الأمن، الذين يكتفون بمتابعة المشهد دون تحريك ساكن»، وقالت إن عصابات القاصرين وبمجرد اقتحامها للحافلات تعمد إلى السيطرة على السائق وتمنعه من إغلاق بابي الحافلة ليسهل عليهم الفرار بعد تنفيذ اعتداءاتهم، كما أنهم يمنعون السائقين من التوجه إلى مراكز الشرطة، ذلك أن شخصين أو ثلاثة من أفراد تلك العصابات يتوجهون إلى السائق مهددين إياه إن توجه إلى أي مركز شرطة، وأحيانا يفرضون عليهم التوجه إلى مكان خلاء حتى يتمكنوا من نهب كل ما وقعت عليه أيديهم ومن ثم يطلقون سيقانهم للريح في انتظار شن «غزوة» أخرى. محمد أرحمني

اعتداءات يومية بحافلات البيضاء والأمن عاجز

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فقدان 109 آلاف منصب شغل خلال الفصل الأول من 2011

المفهومية في التشكيل العربي مساهمة في إغناء الرصيد النقدي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات