“شبهات” تلغي صفقة اللقاحات

شركة عالمية للقاحات احتجت على الشروط المجحفة لدفتر التحملات وخرق مبدأ المنافسة تقرر، صباح أمس (الأربعاء) بالرباط، إلغاء فتح الأظرفة المتعلقة بعروض أثمان شراء اللقاحات (حصتا 1 و2) لفائدة وزارة الصحة، بعد ملاحظات أبداها ممثلو شركات متنافسة حول الشروط التقنية المجحفة المتضمنة في دفتر التحملات الخاص بصفقتي شراء اللقاحات المضادة لفيروسي «روتا» و«البنوموكوكسيك». وقال مصدر حضر أشغال لجنة فتح الأظرفة، التي ترأسها الجيلالي حزيم، مدير مديرية المالية بوزارة الصحة، إن ممثل شركة عالمية لإنتاج الأمصال واللقاحات أبدى انزعاجه من التركيبة التقنية لدفتر التحملات الواقع في 37 صفحة، مؤكدا أن الشروط المدرجة في الوثيقة بدت أنها فصلت على شركة بعينها دون الشركات الأخرى المتنافسة، ما يضرب في العمق مبدأ المنافسة.وأكد المصدر نفسه أن ممثل شركة "فايزر" توقف كثيرا عند شرط طلب لقاحات تغطي عددا معينا من الفيروسات، أو "لي فالون"، موضحا أن التنصيص على عدد ثمانية وما فوق يرجح، عمليا، كفة شركة معينة، "جي.إس.كا" البريطانية في هذه الحالة، على حساب شركة أخرى متخصصة في إنتاج أنواع من اللقاحات تغطي 7 فيروسات و13 فيروسا، وهي المعايير المنصوص عليها طبيا وعلميا، وكثيرا ما أوصت بها المنظمة العالمية للصحة دولا مثل المغرب، حيث تتميز الحالة الوبائية بعدم الاستقرار. وحسب المصدر نفسه، أبدى ممثل الشركة ملاحظته حول تنصيص دفتر الشروط التقنية على طلب تزويد السوق المغربية بلقاحات قابلة للتحضير في شكل "قارورات زجاجية صغيرة"، وليس في شكل لقاحات جاهزة للاستعمال في شكل حقنات، بمعنى، يقول المصدر نفسه، أن معدي دفتر التحملات كانوا يعرفون الشركات المتخصصة في هذه الأشكال من الحقنات ووضعوا هذا الشرط لإقصاء واحدة والإبقاء على أخرى". أوضح المصدر نفسه أن ممثلي وزارة المالية والاقتصاد وممثلي القطاعات الأخرى انتبهوا إلى هذه الملاحظات، وكان الاتجاه السائد داخل اللجنة تأجيل الحسم في الصفقة وفتح أظرفة العروض إلى حين إعــداد دفتر تحملات جديد يراعي الحرص على احترام شروط المنافسة.وعلاقة بالموضوع، عقد الحسين الوردي، وزير الصحة، مساء أول أمس (الثلاثاء)، اجتماعا عاصفا بمقر الوزارة حضره مديــرو الأقســام وكبار المسؤولين بالوزارة، طــالبا توضيحات حول الصفقة وبعض التفاصيل بخصوصها، والتقصير في التواصل مع المنظمــة الدوليــة للصحة وعدم إخطارها بتطورات هذا الملف، خارج رسالتي تعليق الصفقتين/الإطار السابقتين عدد 26/2010 المتعلقــة بشراء اللقاحات المضادة لـ "روتافيروس" المسبب للإسهــال الحاد المــؤدي إلى المــوت لدى الأطفال، وعــدد 25/2010 المتعلقــة بشراء اللقاحات المضادة لفيروس "البنومــوكــوكسيك"، المسبب للأمراض التنفسية الحادة لدى الأطفال والرضع. وقالت مصادر مطلعة إن الوزير حاول إلقاء المسؤولية على أحد الموظفين، "رغم أن الجميع يعلم أن الوزير الوردي من أشرف على وضع دفتر التحملات، بحكم أنه تكلف شخصيا بملف اللقاحات منذ أكثر من خمسة أشهر"، ما يستدعي، حسب المصادر ذاتها تطبيق مبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة" الذي نادت به حكومة بنكيران. إلى ذلك، أكد مصدر مطلع أن إعداد دفتر تحملات جديدا يراعي الملاحظات السابقة ويحترم شروط المنافسة، يتطلب أكثر من 40 يوما، قبل عرضه على لجنة قسم الصفقات، ما يعني شهورا إضافية أخرى قبل إتمام واحدة من أهم الصفقات الحيوية بالمغرب التي تهم تمنيع 800 ألف طفل ورضيع بلقاحات أساسية ضد الأمراض والفيروسات الفتاكة، في ظل الحديث عن اقتراب نفاد المخزون الوطني والمتوقع نهاية يونيو المقبل.يوسف الساكت

“شبهات” تلغي صفقة اللقاحات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حديث الصباح:خريجون من الدرجة الثانية

اتهام أستاذ بالسراغنة بالتحرش بقاصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات