وضعية مأساوية لمهاجرين من جنوب الصحراء بوجدة

المغرب يجد نفسه في وضعية حرجة بين الوضع اللاقانوني للمهاجرين ووضعيتهم الكارثية لم تعد المنطقة الشرقية ومناطق الشمال بالمملكة مصدرا فقط للهجرة السرية في اتجاه أوربا، بل نقطة عبور وإقامة لمجموعة من المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء الذين يتخذون منها ممرا رئيسيا في اتجاه المناطق المحاذية لمليلية السليبة، على أمل التسلل إلى الثغر المحتل، مما حول المغرب إلى «بؤرة تصديرية» أساسية للمهاجرين الذين يأتون من كل فج عميق ثم ينطلقون منه في اتجاه أوربا.تشابه في البشرة والشكل الخارجي يجعل التمييز بينهم صعبا، إلا أنهم يتقاطعون ويشتركون في اقتسامهم مآوي تتشكل من فروع الأشجار والبلاستيك وسط الغابات التي اتخذوها لأنفسهم مخبأ ومستقرا لهم بعيدا عن السلطات المغربية، التي تقوم بإيقافهم وترحيلهم إلى الحدود المغربية الجزائرية.حالات وروايات أكثر مأساوية يعيشها هؤلاء المهاجرون من خلال رحلاتهم من بلدانهم لظروف الحرب أو المجاعة القاتلة. حكايات مؤلمة«الوضع مأساوي ويتطلب تدخلا مستعجلا من طرف المنظمات الإنسانية»، يقول مهاجر من مالي، ويضيف «حالات العديد من المتحدرين من دول جنوب الصحراء المنتشرين بغابة الجهة الشرقية صعبة».وحسب ما يحكيه هؤلاء المهاجرون فإن «النزاعات العرقية والحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية» هي التي تضطرهم إلى مغادرة مناطقهم سيرا على الأقدام حتى بلوغ التراب الجزائري بعد شهر أو شهرين من بدء رحلاتهم حسب البلد، قبل بلوغ هدفهم بالدخول إلى المغرب، وبالتالي تحقيق أمنية الوصول إلى الضفة الأخرى. يقول أحد الماليين من مواليد 1971 « نظرا لشدة الفقر والظروف الصعبة التي كنت أعيشها في بلدي، فكرت في الهجرة إلى أوربا عبر مليلية، ودخلت إلى التراب المغربي متسللا إليه من الحدود الجزائرية عبر السعيدية مشيا على الأقدام، إلى أن وصلت إلى غابة جبل كوركو الذي مكثت به حوالي ثلاثة أشهر، دون أن أفلح في ولوج مليلية ليتم إيقافي من طرف القوات المغربية التي عملت على ترحيلي إلى الحدود الجزائرية، وحاليا أنتظر هنا في وجدة فرصة التنقل إلى الناظور والتسلل إلى مليلية «.والشيء نفسه يؤكده « ك « فلاح من مواليد 1977 غادر بلاده مالي متوجها إلى الجزائر حيث قضى بها 15 يوما ليواصل السير باتجاه وجدة عبر السهول والجبال مشيا على الأقدام، إلا أنه تم إلقاء القبض عليه من طرف رجال الدرك الملكي في إحدى حملاتهم التطهيرية بجبل كوركو.جمعيات حقوقية تنددأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة، أن الأماكن التي يوجد بها المهاجرون الأفارقة، شهدت مجموعة من التدخلات العنيفة من قبل قوات الأمن في المواقع التي يتخذونها ملاجئ لهم، خاصة غابة «سيدي معافة»ومحيط جامعة محمد الأول. وأشارت الجمعية في بيان لها توصلت «الصباح» بنسخة منه، إلى أنه في سابقة من نوعها تم استعمال جرافة خلال التدخلات والمداهمات والمطاردات التي تكررت طوال المدة الأخيرة بشكل متقطع. وأشار البيان، إلى تعرض المهاجرين لاعتداءات جسدية واعتقل العديد منهم واقتيدوا إلى الحدود المغربية الجزائرية ومن بينهم قاصرون في ظروف لا إنسانية وحاطة من الكرامة حسب الشهادات التي استقتها الجمعية.وعبر فرع وجدة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن إدانته الصارخة لهذه الممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية والتي تعد انتهاكا لحقوق الإنسان، منها الحقوق المدنية والسياسية وعلى رأسها الحق في الأمان الشخصي والسلامة البدنية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتجسدة في حرمان المهاجرين حتى من مأوى بسيط ...، مشيرا إلى أن تلك الممارسات تبين تنصل الدولة المغربية من التزاماتها وتعهداتها في مجال حقوق الإنسان عامة، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وطالبت الجمعية بالوقف الفوري للممارسات المنافية لأبسط حقوق الإنسان وفتح تحقيق عاجل حول هذه الانتهاكات التي مست حقوق المهاجرين غير النظاميين المكفولة في المواثيق الدولية.وأمام التدفق المتزايد للأفارقة السود على الجهة الشرقية، يجد المغرب نفسه في وضعية حرجة بين الوضع اللاقانوني لهؤلاء وبين وضعيتهم المأساوية وعدم وجود إمكانيات لمساعدتهم، ويكتفي بمطاردتهم وإبعادهم نحو الحدود المغربية ليبقوا هناك عرضة للضياع ولقمة سائغة في أيدي مافيات التهجير السري التي تساعدهم في العودة من جديد إلى غابة جبل كوركو، في ظل غياب دور فاعل وحازم للأمن الجزائري الذي يغض الطرف عن تسللهم إلى التراب المغربي. عزالدين لمريني (وجدة)

وضعية مأساوية لمهاجرين من جنوب الصحراء بوجدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهنيو نقل البضائع يتدارسون مشاكلهم بآسفي

تبادل الاتهامات بين بنعلي وسليم يفجر المسكوت عنه داخل "دوزيم"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات