أرباب مقاه بسلا متذمرون من استمرار إغلاقها

القرار حولها إلى مرتع للمنحرفين وشرد العاملين فيها وكبد أصحابها خسائر كبيرة عبر عدد من أرباب المقاهي، التي أمرت السلطات المحلية بسلا بإغلاقها السنة الماضية بدعوى تقديمها للشيشة، عن تذمرهم من مواصلة إغلاق مقاهيهم، في الوقت الذي عادت فيه مجموعة من المقاهي في عدد من المدن الكبرى إلى مزاولة نشاطها.وقال المتضررون، الذين ينضوون في إطار تنسيقية تضم أكثر من ثلاثين رب مقهى، إن السلطات المحلية بمدينة سلا "تتهرب من الجلوس مع تنسيقيتنا"، وأضافوا في رسالة موجهة إلى "الصباح"، أن "كل واحد من ممثلي المجالس المنتخبة والسلطات المحلية يعمد إلى رمي كرة المسؤولية إلى الطرف الآخر". وأكدوا أن "عامل مدينة سلا يرميها إلى رئيس مجلس المدينة، والأخير يحيلها بدوره على قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابع للعمالة ".واستغرب أرباب المقاهي التعامل التمييزي من لدن السلطات المحلية مع مقاهي الشيشة، ذلك أن المقاهي التي اتخذ في حقها قرار الإغلاق بمدن مثل الدار البيضاء والقنيطرة ومراكش ومكناس عادت لتستأنف عملها في الوقت الذي ترفض فيه السلطات المحلية رفع الشمع الأحمر عن نظيراتها بمدينة سلا، حتى بعد تخلي أصحابها عن نشاط تقديم الشيشة. وتسبب استمرار إغلاق هذه المقاهي، وفقا لما جاء في الرسالة التي توصلنا بها، في "تشريد عدد مهول من أصحاب المقاهي ومستخدميها، كما ساهم في تفاقم ظاهرة البطالة، إذ أنها كانت تشغل عددا من الشباب الذين لم يجدوا بعد إغلاقها وجهة يلتجئون إليها سوى الشارع".وأضافت الرسالة أن هذا الوضع أدى إلى "خلق أزمة مالية خانقة لأرباب المقاهي، تتمثل في تراكم مصاريف الكراء المرتفعة (تصل إلى 20 ألف درهم شهريا)، إضافة إلى تراكم فواتير خدمات الماء والكهرباء والهاتف والإنترنت"، علاوة على مواصلة أدائهم للمستحقات الضريبية رغم أنهم ممنوعون من ممارسة نشاطهم.وأوضحت أن الضرر الذي لحق أرباب المقاهي لم يقتصر على حرمانهم من مورد رزقهم، بل طال "تشويه سمعة المقاهي وأربابها جراء هذه الإغلاق التعسفي، والذي نستنكره بكل الطرق"، مشيرة إلى أن كل ما ذكر سلفا ينضاف إلى "الخسائر المادية التي لحقت بالمقاهي والمتمثلة في تحطيم وجهاتها الزجاجية من طرف المتشردين والمتسكعين وبعض العناصر الإجرامية".وجاء في الرسالة أن هؤلاء أصبحوا يستغلون المساحات الموجودة أمام المقاهي في ممارسة انحرافاتهم مثل تعاطي المخدرات والكحول، فضلا عن استغلالها لقضاء حوائجهم البيولوجية، ما حولها إلى فضاءات تعج بالأزبال وتنبعث منها روائح كريهة تخنق الأنفاس.إلى ذلك، قال أرباب المقاهي المتضررون إن عمليات الإغلاق تمت بطرق مختلفة وبإشراف لجان مختلفة دون "أن يتسلم أحدنا أي إشعار مسبق بهذا الإغلاق"، ويحكي هؤلاء أنه بعد أن انتهت عملية تشميع المقاهي "تناول الكلمة كل من رئيس دائرة المريسة وممثل المنطقة الأمنية وجاء فيها المنع القطعي لمقاهي الشيشة"، مشيرين إلى أن اجتماعا جمعهم بالمسؤولين المذكورين قدم خلاله أرباب المقاهي وعودا كتابية ووقعوا على دفتر تحملات بعدم العودة إلى تقديم الشيشة "لكنهم لم يعيروا لذلك بالا".وجدير بالذكر أن تنسيقية أرباب المقاهي المغلقة بمدينة سلا سبق أن خاضت عدة أشكال نضالية للاحتجاج على الإغلاق التعسفي، إذ أن السلطات المحلية أغلقت تلك المقاهي بالأقفال واحتفظت بالمفاتيح لديها. ومن جملة هذه الأشكال النضالية تنظيمها وقفة أمام عمالة سلا بحي السلام يوم 6 أبريل الماضي وأخرى بالمكان نفسه يوم 10 من الشهر ذاته، إذ خرج المتضررون يحملون أعلاما وطنية ولافتات عليها شعارات تستنكر ما حدث، وتطالب برفع الحيف عنهم، لكن دون أن تلقى تلك الاحتجاجات آذانا صاغية. محمد أرحمني

أرباب مقاه بسلا متذمرون من استمرار إغلاقها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

برلمانيـون يـزورون سجن عكاشة

ألفا مقاولة صغرى ومتوسطة بمراكش تحتاج الدعم والمواكبة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات