تفاصيل جديدة في مقتل مريم بالمحمدية

المتهم كان يبحث مع سكان الحي عن الضحية واستنكر ما حدث لها وطالب بإعدام الفاعل مازال الحزن باديا على عائلة مريم التي راحت ضحية "ذئب" أفرغ كبته وشهواته الجنسية في جسد طفلة لم يتجاوز سنها ثماني سنوات. مازال الحزن يخيم على تلك الغرفة التي تقطنها العائلة بحي الرشيدية 3 بالمحمدية. كيف يغادرها بعد أن افترس "الوحش" فلذة كبد العائلة وتجرأ على خطفها واغتصابها وقتلها وتقطيع جثتها التي تعفنت ثم رمى أشلاءها في الخلاء؟ إنها مأساة حقيقية. كيف لتلك العائلة الفقيرة أن تنسى ما حدث مع ابنتها القاصر؟ كيف لها ذلك وهي التي كانت تظن أن ابنتها التي اختفت أزيد من 13 يوما، ستعود سالمة، وأنها فقط تائهة في أزقة المحمدية. "الصباح" تنقل مأساة عائلة فقدت ابنتها بأبشع الطرق. تنقل كيف صارت عائلة بين عشية وضحاها، حديث الجميع دون استثناء، بعد أن غيّر "الوحش" تفاصيل حياتها. إذ استيقظت المحمدية، ذات سبت على وقع حادثة بشعة، راحت ضحيتها طفلة لم يتجاوز سنها 8 سنوات، اتجهت إلى مدرستها بحي الرشيدية، إلا أنها عادت إلى منزل أسرتها جثة هامدة. إنها مريم، الطفلة التي اغتصبها بقال ورمى جثتها في مزبلة بعد أن قطعها. تفاصيل الحادث، في الربورتاج التالي: بحي شعبي بالمحمدية، تسمع آهات أم فقدت ابنتها ذات 8 سنوات بأبشع الطرق. هناك تقطن عائلة جراحها لم تلتئم بعد، لأن شخصا، أراد ذلك وغير تفاصيل حياتها، بعد أن اختار ابنتها من بين مئات التلاميذ ليفرغ كبته الجنسي. ذلك الحي الآهل بالسكان، شهد تفاصيل جريمة شنعاء، روعت الكبير والصغير، وصارت حكاية مرتادي المقاهي والحمامات الشعبية والأسواق. إنها حكاية "مريم والوحش". مريم، الطفلة التي غادرت منزلها في الساعة الثانية بعد الزوال يوم 30 أبريل الماضي، ولم تعد، صارت مصدر حزن عائلة تتكون من أب عاطل عن العمل وأم، وطفلتين. في تلك الغرفة الصغيرة، كانت مريم تلعب وتنام وتراجع دروسها. اختفاء مفاجئ في ذلك المكان، فوق "السداري" الصغير، كانت تحب أن تجلس لتتابع الرسوم المتحركة المفضلة لديها. كل شيء تغير في ذلك النهار الذي قرر فيه المتهم الخروج من محله التجاري، ليبحث عن فريسة سهلة. "غادي يكون غراها بحلوة باش دخلها الحانوت، بنتي ما تمشيش مع البراني". بكلمات كلها أسى، كانت حفيظة والدة مريم، تحكي تفاصيل الحادث للصباح، وبنبرة مليئة بالألم والحزن والحيرة، تسرد تفاصيل ما وقع في ذلك اليوم. "خرجت ابنتي في اتجاه المدرسة، إلا أنها لم تعد، الأمر الذي دفعني إلى الخروج للبحث عنها، لكن دون جدوى. بحثنا في كل مكان، إلا أننا لم نعثر عليها. كنا نجهل أن المجرم يخبئها عنده بعد أن اغتصبها وقتلها. إنه مجرم يجب أن ينال عقابه، ولن نسامحه على ما فعله بنا. لن نسامحه". كانت الأم تنظر إلى صورة ابنتها، كأنها تنتظر أن تحدثها وتجيبها على أسئلة تحيرها. كأنها كانت تنتظر من ابنتها التي تطل عليها بابتسامة رقيقة من الصورة أن تسرد لها تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم، وكيف وثقت في المتهم ودخلت معه إلى "الحانوت" ليلبي رغبته الجنسية. كانت تريدها أن تكشف واقعا ذهبت تفاصيله مع الضحية. "كلما مررت من قرب محل المتهم، باعتبار أننا كنا نبحث بجوار مدرستها، كنت أحس بأن ابنتي ستخرج من مكان ما في ذلك الحي. كان إحساسا غريبا، لم أفهمه، كأن ابنتي كانت تناديني لأنتشلها وأخلصها من الوحش. واليوم فقط، علمت أن ذلك الإحساس انتابني لأني كنت أمر بمحاذاة جثة ابنتي ". 13 يوما من البحث عن مريم. 13 يوما من الحيرة والخوف، إلا أن ذلك لم يؤد إلى نتيجة "أبلغنا الأمن عن اختفاء ابنتنا، وتجند أبناء الحي للبحث عن ابنتي، إلا أننا لم نصل إلى نتيجة". وتضيف الأم أنها تخيلت جل السيناريوهات. ظنت أن عصابة اختطفتها لتأخذ أحد أعضائها البشرية، ومشعوذين خطفوها لمساعدتهم على البحث على الكنز لأنها ربما "زهرية"... باستثناء أن تكون مغتصبة ومدفونة في "حانوت" تمر بالقرب منه يوميا. المجرم ساعد في البحث عن مريم أمام منزل عائلة مريم بحي الرشيدية 3 بالمحمدية، تجمع العشرات من سكان المنطقة، يسردون تفاصيل الحادث، ويتساءلون كيف تجرأ المجرم على اقتراف تلك الجريمة، معبرين عن استنكارهم، ومساندتهم لعائلة الضحية. السكان، الذين كانوا، يبحثون عن مريم قبل أن يتأكدوا أن "وحشا" قتلها ورمى بأوصالها في الخلاء، أكدوا أنهم رأوا المتهم وهو يبحث معهم عن الضحية، مبديا اهتماما بالموضوع أسفا لاختفاء الطفلة في ظروف غامضة. أكد السكان أن المتهم، عبر أكثر من مرة عن أسفه لعدم معرفة مكانها، مؤكدا أنه سيخبرهم بأي جديد، باعتبار أن محله يقرب المدرسة التي تدرس فيها الضحية. واستنكر السكان، في حديثهم مع "الصباح"، كيف يمكن لشخص اغتصب طفلة وقطع جثتها، أن يعيش حياته الطبيعية ويستمر في التعامل مع زبنائه؟ يستغربون كيف يمكنه البحث عن طفلة قتلها بيديه وقطعها إلى أجزاء صغيرة بمنشار كهربائي؟"بعد أن عثر على أطراف من جثة ابنتي، السبت قبل الماضي، بمساعدة أحد الأشخاص كانوا يجلسون حيث رمى المتهم الكيس الذي كان يحتوي اليدين والرأس، استنكر المتهم ما حدث لابنتي، مؤكدا، حسب ما أكده بعض سكان الحي، أن الجاني يجب أن يعدم، وأن ينال أقسى العقوبات". تقول العائلة إنه بعد اكتشاف أول عضو من أطراف الضحية، تجند الأمن للبحث عن أعضاء أخرى، الأمر الذي أسفر عن إيجاد باقي الأطراف دون اليد اليمنى للضحية، في أماكن متفرقة بمزبلة بالقرب من محل المتهم. لكن، بعد أن أخبر الأمن، أن شخصا رمى بتلك الأكياس البلاستيكية، وبعد أن اكتشف هوية المتهم، استطاع العثور على باقي أطراف الضحية، إذ وجدوها في ثلاجة في ملك المتهم. في تلك اللحظة، تأكد أن المبحوث عنه، لم يكن سوى صاحب محل يقرب المدرسة التي تدرس بها الضحية. "يوم السبت قبل الماضي، زارتني نسوة، وأخبرتني أن الأمن وجد ابنتي، إلا أنهن لم يخبرنني أنه وجدها مقتولة. انتقلنا إلى مخفر الشرطة، وهناك علمت أن ابنتي، انتقلت عند ربها بعد أن شوهها مجرم واغتصبها". كانت الصدمة قوية على الأم. كيف لها أن تستوعب الأمر. أن تستوعب أن ابنتها البكر، فارقت الحياة على يد شخص مشكوك في انسانيته. لم تخف النسوة اللواتي كن بغرفة عائلة مريم أن تكون عائلة المتهم، التي تقطن فوق المحل، تسترت على ابنها ولم تفضح سره، مؤكدة أن رائحة الجثة كريهة جدا، وأنها استفسرته عن السبب عدة مرات، إلا أنها لم تتدخل وتتأكد بنفسها من مصدر الرائحة، الأمر الذي يؤكد تسترها على الجريمة.وأوضحت النسوة أن ما يؤكد شكوكهن، أن العائلة ترفض الحديث في الموضوع مع وسائل الإعلام، وأنها ربما غادرت المنزل في اتجاه مكان مجهول، لا يعلمه سوى الأمن. وتساءلت النسوة ذواتهن "كيف يمكن أن تسكت العائلة عن صوت المنشار الكهربائي الذي استعمله المتهم لقطع أجزاء الضحية، الأكيد أنها استفسرت عن الأمر". أنور: ما حدث مع مريم أمر متوقع قالت نجاة أنور، رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي"، إن الجمعية سبق أن نبهت إلى انتشار ظاهرة اغتصاب الأطفال، مؤكدة أنها فرضت نفسها بقوة داخل المجتمع المغربي، إلا أنه مع الأسف، لم تجد الجمعية الآذان الصاغية. وأضافت أنور في اتصال هاتفي أجرته معها "الصباح"، أن ما حدث لمريم، أمر متوقع، مشيرة إلى أن أول ملف اشتغلت عليه جمعية "ما تقيش ولدي"، كان يتعلق بسفاح تارودانت، الذي اغتصب مجموعة من الأطفال وقتلهم، موضحة أنه منذ ذلك الحين، طالبت الجمعية بأن يهتم بهذه الظاهرة، سيما أن المغتصبين يحاولون طمس آثار الجريمة بقتل الأطفال. وأضافت رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي"، أنه يجب أن يقف المجتمع المغربي في وجه ظاهرة الاعتداء على الأطفال، مؤكدة أن الدستور الجديد، الذي جاء بروح وقوانين جديدة، من الأسباب التي ستحفزنا على التصدي لانتشار الظاهرة "يجب أن تعمل جميع فئات المجتمع المغربي على تفعيل مقتضيات الدستور الجديد، وإخراجها إلى أرض الواقع، من أجل محاربة اغتصاب الأطفال".وأشارت المتحدثة إلى أن جمعية "ما تقيش ولدي" تطالب بملاءمة القوانين مع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب "مطلب الجمعية نص عليه الدستور الجديد، ويبقى فقط تفعيله". وأضافت نجاة أنور أن مسؤولية انتشار ظاهرة اغتصاب الأطفال تتحملها كل فئات المجتمع المغربي "الأسرة والشارع والدولة... مسؤولون على حماية أطفالنا"، مؤكدة أن درجة وعي الأسرة بخطورة اغتصاب الأطفال من الممكن أن يكون لها دور مهم في الحد من انتشار الظاهرة "على الأسرة أن تؤمن بالثقافة الجنسية من أجل أن تحمي أطفالها، وأن تتخلص من الحشومة". إنجاز: إيمان رضيف (موفدة الصباح إلى المحمدية)

تفاصيل جديدة في مقتل مريم بالمحمدية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قنابل موقوتة في أزقة سيدي مومن بالبيضاء

محور القنيطرة سيدي قاسم... "طريق الموت"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات