من يؤدي الضرائب؟

الأجراء والموظفون أكبر المساهمين والعقار والفلاحة والطاقة أهم المستفيدين من الإعفاءات من يؤدي الضرائب بالمغرب؟ سؤال يتردد على لسان العديد من المغاربة، خاصة من قبل الذين تقتطع لهم الواجبات الضريبية من المنبع ولا يتوفرون على أي إمكانيات للتهرب الضريبي. كما يثيره الملزمون الذين يؤدون ضرائبهم في حين أن نظراء لهم يظلون في منأى عن الاقتطاعات الضريبية. وتشير المديرية العامة للضرائب أن 47 % من الموظفين والأجراء هم الذين يؤدون الضريبة على الدخل ويساهمون بأزيد من 75 % من الموارد الإجمالية للضريبة على الدخل، في حين أن أصحاب المهن الحرة لا يساهمون سوى بنسبة 5 % من موارد هذه الضريبة. كما أن نسبة 2 % من المقاولات تساهم بأزيد من 80 % من موارد الضريبة على الشركات، علما أن تحريات المديرية العامة للضرائب كشفت أن ما لا يقل عن 200 ألف مقاولة لم تتقدم بأي تصريح رغم أنها تزاول نشاطها وتحقق رقم معاملات بعشرات الملايير، إذ قدر مراقبو الضرائب رقم معاملات 50 ألف مقاولة منها بما يناهز 53 مليار درهم، ما يمثل 12 مليارا من الموارد الضريبية الإضافية. لكن، إضافة إلى ممارسات الغش والتملص الضريبيين، فإن النظام الجبائي يعاني غياب العدالة، إذ هناك ملزمون محظوظون يستفيدون من إعفاءات جبائية بمقتضى القانون طيلة سنوات، وتم إعفاؤهم، خلال 2017، من أداء ضرائب بقيمة إجمالية تجاوزت 29 مليار درهم. ويأتي المنعشون العقاريون على رأس قائمة المستفيدين من الإعفاءات، إذ أعفوا من أداء 5 ملايير و 750 مليون درهم، تتوزع بين إعفاءات من القيمة المضافة بقيمة مليارين و732 مليون درهم، والضريبة على الدخل بقيمة مليارين و39 مليون درهم. واحتل قطاع الطاقة الرتبة الثانية من بين المستفيدين بإعفاءات وصلت إلى 5 ملايير و453 مليون درهم، والأمن والاحتياط الاجتماعي بقيمة 4 ملايير و787 مليون درهم، كما استفاد المصدرون من أداء مليارين و614 مليون درهم. واستفاد قطاع الفلاحة والصيد البحري من إعفاءات بقيمة مليارين و605 ملايين درهم، يليهما الفاعلون في القطاع المالي، الذين تم إعفاؤهم من أداء مليار و699 مليون درهم. ووصلت قيمة الإعفاءات لفائدة المستثمرين في القطاع الغذائي إلى مليار و595 مليار درهم، واستفاد الناقلون من إعفاءات بقيمة مليار و279 مليون درهم. وتتحول هذه الإجراءات الاستثنائية ذات الطابع الظرفي والمؤقت إلى مكاسب بالنسبة إلى المستفيدين منها يصعب مراجعتها، إذ يرفضون التخلي عنها. وتكتفي الحكومة، حاليا، بتقديم تقرير يضم جردا لمختلف الإجراءات الاستثنائية وكلفتها دون أي عملية تقييم. إضافة إلى ذلك، فإنه عندما يتم إعفاء فئات من أداء الضرائب، فإن الفئات الأخرى هي التي تتحمل القسط الأكبر من العبء الجبائي. عبد الواحد كنفاوي ثلث المغاربة يؤدي الضرائب أفادت معطيات المديرية العامة أن عدد الأشخاص المساهمين في موارد الضرائب المباشرة وصل، خلال السنة الماضية إلى 11 مليونا و699 ألفا و813 شخصا، أي حوالي ثلث العدد الإجمالي لسكان المغرب. وتساهم 278 ألفا و98 شركة في موارد الضريبة على الشركات، في حين يصل عدد الخاضعين للضريبة على الدخل 6 ملايين و329 ألفا و755 شخصا، ويخضع للضريبة على القيمة المضافة 414 ألفا و647 ملزما، ووصل عدد الذين أدوا الضريبة على المباني والخدمات الجماعية 3 ملايين و343 ألفا و508 ملزمين، في حين يخضع مليون و333 ألفا و788 مهنيا للضريبة المهنية.

إبراء الذمة الضريبية ... سماسرة "الكيتوس"

تسلل ضريبي في الرياضة

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات