المنجز السردي لشعيب حليفي في ندوة بالبيضاء

نظمها الصالون الأدبي وشارك فيها باحثون حللوا أعماله الروائية خص الصالون الأدبي، أخيرا، الناقد والأديب المغربي شعيب حليفي بندوة خاصة لتناول المنجز السردي لديه، احتضنتها الدار البيضاء، وعرفت مشاركة العديد من الأسماء والباحثين المختصين.وتولت تنسيق فقرات اللقاء الباحثة سلمى براهمة، التي تحدثت في البداية عن أسباب نزول اختيار الأعمال الروائية لشعيب حليفي ومنجزه السردي موضوعا للقاء، لما تتمتع به من تجديد وجرأة واستمرارية، بلغة شفافة وقوية لها مقدرة تكثيف الخيال وخلق الحكاية. وتوالت بعد ذلك المداخلات التي افتتحها الباحث الميلود عثماني بورقة في موضوع "عشرة مداخل لفهم وتأويل المنجز السردي لدى شعيب حليفي" استعرض فيها عناوين شعيب حليفي الروائية مثل "مساء الشوق" (1992) و"زمن الشاوية" (1994) و"رائحة الجنة" (1996) و"مجازفات البيزنطي" (2006) و"أنا أيضا: تخمينات مهملة" (2011) إلى نصه الحديث الذي صدر بداية هذه السنة الجارية "لا أحد يستطيع القفز فوق ظله".واعتبر عثماني أن هذه الأعمال الروائية لا تترك مجالا للملاحظ الموضوعي، في القول إن هذه المدونة الروائية تشكل نسقا روائيا يتميز بالوحدة والتنوع والتكامل، كما تتميز بمواكبتها لما هو تاريخي واجتماعي وثقافي وسياسي ونقدي ذاتي، الأمر الذي يضعنا أمام مشروع روائي له مقدماته الصغرى والكبرى ونتائجه.وواصل الميلود عثماني التقاط أهم الخصائص التيماتيكية والتداولية والسردية الأسلوبية لنصوص حليفي الروائية، مفصلا القول في هذه الأبعاد الثلاثية، إذ من الناحية التيماتيكية ركز على التيمات الكبرى والعامة المؤطرة لنصوص حليفي، وتداوليا من خلال انفتاح السارد على المسرود له، وما يترتب على ذلك من ردم للهوة بين الكاتب والقار كطرفين افتراضيين، وما بين السارد والمسرود له باعتبارهما كائنين داخل نسق الحكاية، أما من الناحية السردية الأسلوبية فتطرق الباحث إلى المساطر العامة التي تدبر صياغة نصوص حليفي الروائية، وتكشف عن الاشتغال النصي والجمالي الذي يميز مدونة الكاتب روائيا.وحدد الباحث الميلود عثماني عشرة مداخل لتحليل المتن الروائي لشعيب حليفي، تضمنت "الرواية وتشخيص الواقع" و"الهوية السردية" و"الكتابة الروائية وإراتدة المقاومة"، و"تجديد العلاقة مع القارئ" و"المحلية" إضافة إلى "الرواية واستعارة السخرية" و"الرواية وتنويع طرائق التعبير" فضلا عن "الرواية والميتا نقد" و"الرواية كفضاء لتعدد الأجناس (السرد والمسرح والشعر) و"الرواية كفضاء لتجاور التخييلي والواقعي".والمداخلة الثانية كانت للدكتور عبد الرحمان غانمي وهي بعنوان ""إثم الكتابة" اعتبر فيها أن شعيب حليفي "ابتلي بتوق الكتابة وشغبها اللامتناهي، إذ استطاع أن ينحت له مجرى فائرا تتعدد ينابيعه وشظاياه، لذلك لم يتعب في التنقيب الدائم عن مادتها الخام التخييلية، وذخيرته التي تتفجر شخوصها وفضاءاتها ووقائعها غير المهادنة الملتاعة، بجراحات التاريخ والذاكرة".وأضاف غانمي أن ما يقوم به حليفي هو "كتابة سردية عاشقة لذاتها، ومؤسسة لدهشتها تتفجر أبعادا ودلالات، وقضايا تتلون وتتشكل وفق رؤية قلقة للعالم ومآسيه ومآلاته الفادحة، حيث تنتشر الذات عبر الذوات تخلقها، وهو ما يعيد مساءلته في كل نص روائي جديد له".وخلص غانمي في مداخلته إل أن العالم التخييلي لروايات شعيب حليفي هو "احتجاج وغضب بصيغة متعددة، حيث التخييل الطافح، والسخرية الممزوجة بالمرارة والمر، وشعرية الألم الذي تتجرعه شخصياته الروائية، كي تحيى بالفرح والحزن إلى أجل مسمى".أما المداخلة الثالثة فكانت للدكتور عبد الحق لبيض الذي قدم شهادة عن شعيب حليفي وعوالمه الروائية من خلال معرفته به منذ إصداره لرواية "مساء الشوق" وما تلاها.ولم يفت شعيب حليفي نفسه الإدلاء بدلوه في هذا اللقاء الذي حضره، إذ ارتجل كلمة تحدث من خلالها عن تجربته مع الكتابة متحدثا عن دور المكان في نحت متخيله وكل المحيطين به ، ثم انتقاله إلى الدار البيضاء التي كان لواقعها الموسوم بعنفه والحركية أثر كبير في نصوصه، بعدما كان يحمل ملامح شاعر مدينة صغيرة أو قبيلة لا تعترف إلا بنفسها ..ولكنه، وفق ما قال، وجد نفسه يستغل هذا السرد المفتوح على كل العالم ليحوله إلى خدمة أفكار صغيرة كان وما زال يحملها إلى جانب أبناء القبيلة. عزيز المجدوب

المنجز السردي لشعيب حليفي في ندوة بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة مغربية بإسبانيا بتهمة قتل زوجها

حركة 15 ماي تعود للتظاهر في مدريد تخليدا لذكراها الأولى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات