لعنصر يعاقب قرية أوفياء حزبه بخنيفرة

مطاردات وإصابات متفاوتة الخطورة في تدخل أمني عشوائي بقرية أجلموس يتواصل الحصار الأمني المضروب على سكان قرية أجلموس إلى حدود زوال أمس (الاثنين)، بعد مواجهات دامية استمرت إلى ساعة متأخرة من ليل أول أمس (الأحد)، استخدمت خلالها قنابل مسيلة للدموع منتهية الصلاحية، ومسيرة حاشدة نظمت صباح أمس (الاثنين) في اتجاه الجماعة القروية. واعتقل أزيد من 60 شابا، فيما لاذ العشرات بالجبال، بينهم مصابون تتفاوت خطورة إصاباتهم، بعد أن رفعت قوات الأمن درجة استنفارها وانتشرت عناصرها في مختلف أزقة أحياء القرية المعدودة على أطراف الأصابع. وأكدت مصادر حقوقية أن نساء ورجالا وأطفالا أصيبوا إصابات خطيرة، رغم أنهم لم يكونوا من المشاركين في الاعتصام السلمي على الطريق الرابطة بين أجلموس وخنيفرة، مضيفة أن قاصرين أصيبوا بكسور مختلفة نتيجة التدخل الأمني العشوائي الذي استهدف كل من كان خارج البيت، رغم أن التحذير الذي سبق التدخل العنيف لم يعلن حظر تجول، «وكان كل واحد خارج البيت هدفا للضرب والرفس والركل حتى النساء والأطفال».وفيما اعتبرت مصادر حقوقية أن الاعتصام كان سلميا، وكان الأجدر أن ينزل مسؤولو العمالة إلى القرية لفتح حوار مع الشباب، حول مطالبهم المشروعة، إلا أنهم اختاروا لغة القمع والعنف التي لم تفرق بين صغير وكبير، بل إن شابا مصابا بمرض مزمن، خرج لتوه من البيت لقضاء غرض شخصي، انهالت عليه الهراوات من كل جانب، ولم تتركه إلا بعد أن أغمي عليه ليقتاد وهو على تلك الحال إلى التحقيق قبل أن يطلق سراحه. كما ضربت امرأة بوحشية بعد أن امتنعت عن تنفيذ أمر العودة إلى البيت، إذ خرجت للبحث عن طفلها الذي حوصر في الجهة الأخرى للحاجز الأمني.وقالت مصادر أخرى إن محتجين أغلقوا الطريق المؤدية إلى مدينة خنيفرة، مطالبين بإعادة الحافلات إلى القرية، وخفض تسعيرة النقل عبر سيارات الأجرة بعد زيادة غير مشروعة أقرت أخيرا، إذ رفع السعر من 10 إلى 20 درهما دون مراعاة للوضعية الاجتماعية للسكان، «طولبوا بنقل الاعتصام إلى مكان آخر وفك الحصار عن الطريق، لكنهم لم يستجيبوا إلى نداءات الأجهزة الأمنية، قبل أن تتدخل الأخيرة في حقهم، لكنها فوجئت ببعضهم من الجهة الأخرى يقذفونهم بالحجارة والقناني الزجاجية، وانتهى الأمر بمواجهات عنيفة أصيب فيها أمنيون ومحتجون»، وزادت المصادر المذكورة «التدخل رفع حالة غضب السكان، لينضم إلى المحتجين رجال ونساء لم يكونوا ضمن فريق الشباب المحتجين، وهكذا تواصلت المواجهات، لتعزز قوات الأمن عناصرها بعد أن حوصرت من طرف الشباب، قبل أن تصل تعزيزات كانت كافية لنشر الرعب في جميع أزقة القرية ومعاقبة السكان سواء الذين شاركوا في المواجهات أو الذين لم يشاركوا، ومنهم أمهات خرجن للبحث عن أطفالهن».من جهتها اعتبرت مصادر مسؤولة أن التدخل كان ضروريا لوضع حد ل»الفوضى». مضيفة أن عناصر تابعة إلى جماعة العدل والإحسان استغلت الملفات المطلبية المشروعة للسكان، لتثير الزوابع، التي لم تكن لتحصل «لو أن السلطات المحلية قامت بدورها وكشفت وجود هذه العناصر التي لا تنتمي إلى القرية، وليس لها عائلة هناك أو مقر عمل لكنها تقطن في المنطقة من أجل هدف معين، وهو زعزعة استقرارها والتحريض على التمرد وضرب الأمنيين بالحجارة». ما اعتبرته المصادر المسؤولة «تحريضا» و»فوضى»، لم يكن ليحدث، تقول مصادر حقوقية أخرى، لو أن مسؤولي العمالة فتحوا حوارا جديا مع الشباب، «الملف المطلبي واضح، والعمالة نفسها من سمح بدخول الحافلات إلى القرية لحل مشكلة النقل الكبيرة، لتعود إلى سحبها بمبرر أنها كانت تخالف دفتر التحملات، وأنه لا يسمح أساسا بوجود حافلات في منطقة قروية، وأنها الآن تسحبها لتصحيح خطأ أرغمت على ارتكابه عقب الربيع العربي».القرار أثار احتجاجات السكان، خاصة شباب القرية الذي يعاني فراغا كبيرا، نتيجة العطالة. ليقرروا الاعتصام على الطريق الرابطة بين أجلموس وخنيفرة، «منذ الساعات الأولى للاعتصام ظهر أن هناك نية مبيتة لقمع المحتجين، إذ سرعان ما حلت بالقرية شاحنات تقل قوات التدخل السريع، ولم تمر بضع ساعات على الاعتصام حتى كان هناك تدخل عنيف، قوبل بالحجارة وانتهى بنشر الرعب في جميع أحياء القرية بدون استثناء».وأقرت المصادر المسؤولة نفسها أن الأجهزة ألامنية أفرطت في تعنيف المواطنين، لكن «لولا هذا التدخل لعمت الفوضى».وانتشرت جحافل قوات الأمن في مختلف الأحياء داعية النساء بألفاظ نابية إلى إغلاق الأبواب والنوافذ، بعضهن استجاب، والبعض الآخر واجههم بالمثل، كما أكدت إحداهن، مشيرة إلى أن النساء لم يتقبلن مواجهتهن بألفاظ نابية وتصويرهن عبر كاميرات. ما يراه الأمنيون عدم احترام لهيبة الدولة، يراه المحتجون «انتفاضة»، ورد فعل طبيعيا، كان فوضويا أو منظما، على سنوات تهميش طويلة. ضحى زين الدين

لعنصر يعاقب قرية أوفياء حزبه بخنيفرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكتب الفوسفاط يشغل 5800 شاب ويخلق 52 مقاولة

أطر عليا تطالب بالتحقيق في تزوير دبلومات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات