الراضي: الاتحاد الاشتراكي يعيش انتحارا جماعيا ممنهجا

وجه نقدا لاذعا لوضعية الحزب وقال إن الخلافات الشخصية عصفت بمكانته ومصداقيته وجه عبد الواحد الراضي نقدا لاذعا إلى المآل الذي انتهى إليه الاتحاد الاشتراكي، ووصف الوضع بعبارات قاسية من قبيل «الانتحار الجماعي الممنهج والتحطيم الذاتي»، موجها كلامه خلال أشغال دورة المجلس الوطني المنعقد أول أمس (السبت) بالرباط، إلى كافة الاتحاديين من أجل العمل على أن يسترجع الحزب توهجه الذي فقده منذ سنوات، وجعله يتراجع انتخابيا وسياسيا. وعزا الكاتب الأول السبب في ذلك إلى أن نظرة مايزال يتمسك بها البعض حول الحزب، وكأنه الموجود وحده في الساحة السياسية، في حين، يؤكد الراضي، «هناك منتخبون من اليسار واليمين أصبحوا يتمتعون بشرعية شعبية». ولم يفت الراضي تشريح أزمة الاتحاد عبر التذكير بالصراعات الشخصية التي تهدد مصيره، وأزمة تفعيل المساطر التنظيمية والقرارات السياسية، رغم التوحد بشأن المواقف السياسية مما يجري بالبلاد.وحول الانتقادات غير المسبوقة التي طرحها عبد الواحد الراضي في المجلس الوطني من خلال التقرير السياسي الذي تلاه، يقول عبد الحميد جماهيري، عضو المكتب السياسي، «إن الراضي كان يقصد بالانتحار الجماعي التركة التي ورثها الحزب منذ نهاية تجربة التناوب الأولى في عهد الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي مرورا بفترة تولي اليازغي ومغادرة مهامه على رأس الحزب والنتائج التي حصدها في الانتخابات بعد ذلك»، مؤكدا أن حديثه عن صراعات شخصية لا يقصد من خلالها أشخاصا بعينهم، بل ما يجري داخل الأجهزة الحزبية كلها ابتداء من الفروع وانتهاء بالمكتب السياسي.من جهة أخرى، قال عبد الواحد الراضي في كلمته، إن المؤتمر التاسع للحزب الذي يتوجه إلى عقده في شتنبر المقبل، يمثل الفرصة الأخيرة أمام الاتحاد لترتيب بيته الداخلي بما يمكنه من استعادة دوره ومكانته ومصداقيته داخل المجتمع، والتي فقدها جراء الخلافات الشخصية، أكثر منها خلافات جوهرية حول الخط والبرنامج السياسي للحزب .شدد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على أنه إذا كان هناك من خلاف في السنوات الأخيرة داخل الحزب٬ فقد يكون حول طريقة تفعيل القرارات أو المساطر أو على مستوى وتيرة تفعيل القرارات السياسية٬ لكن في "القضايا الأساسية نعتبر أنفسنا، يقول الراضي، موحدين" ، موضحا أن الأزمة الداخلية التي يتخبط فيها الحزب هي أزمة فهم وتطبيق للقيم الديمقراطية٬ وأن ما ساهم في تأزيمها أكثر خروجها للملأ.كما أشار الراضي إلى أن الوضع الذي بلغه حاليا الاتحاد الاشتراكي، جعله يفشل في الانتخابات٬ داعيا إلى الخروج من هذا الباب المسدود نحو الوعي بأن الحزب لم يعد يحتكر العمل السياسي، إذ ظهر إلى الوجود٬ يقول الكاتب الأول٬ منتخبون شرعيون من اليسار واليمين، لهم قوة تنافسية وشرعية شعبية .من جهة أخرى، صادق المجلس الوطني على الورقة التنظيمية التي تلاها محمد محب عضو المكتب السياسي حول "التهييء للمؤتمر الوطني التاسع" و الورقة المتعلقة بتنظيم الانتخابات الجماعية2012 التي تلتها القيادية فاطمة المودن، في انتظار عقد دورة أخرى للمجلس الوطني في غضون يونيو المقبل للحسم في طريقة انتخاب الكاتب الأول، التي ما تزال محط خلاف، بين اقتراح المكتب السياسي على أعضاء برلمان الحزب أن يتم انتخابه بشكل مباشر، ومن يدعو إلى انتخابه كذلك تزامنا مع انتخاب أعضاء المكتب السياسي، وطرح ثالث يدعو إلى الرجوع إلى اللجنة المركزية المنتخبة، التي تنتخب بدورها المكتب السياسي الذي يختار بين أعضائه الكاتب الأول، إلا أن السيناريو الأول يبقى هو الأرجح حسب مصادر مقربة من عبد الواحد الراضي.من جهة أخرى، كشفت المصادر ذتها أن صراع الكتابة الأولى سيحتدم بين كل من أحمد رضا الشامي، والذي يعتبره البعض مرشح الدوائر العليا بالبلاد، إضافة إلى الحبيب المالكي وفتح الله ولعلو وادريس لشكر، دون استبعاد الركون إلى آلية التوافق في آحر لحظة.الاتجاه العام نحو عقد المؤتمر في شتنبر أملته إكراهات الانتخابات الجماعية التي لم يحدد تاريخها بعد، مع أن البعض طرح مقترح إجراء المؤتمر التاسع في يناير 2013 ، وهو المقترح الذي يرفضه المكتب السياسي. ر. ب

الراضي: الاتحاد الاشتراكي يعيش انتحارا جماعيا ممنهجا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجميد العمل بدفاتر تحملات الخلفي

حديث الصباح: عشرة منطلقات للحوار الوطني لإصلاح العدالة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات