أمين: الحركة فرصة تاريخية للمغرب نحو الديمقراطية

نائب منسق لجنة المتابعة للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير أكد أن الحركة ستستمر رغم كل العراقيل حتى تحقيق كامل أهدافها اعتبر عبد الحميد أمين، نائب منسق لجنة المتابعة للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير، والمناضل الحقوقي، أن 20 فبراير حركة تاريخية نظرا للشعارات والمطالب التي رفعتها، مشددا على أنها فرصة تاريخية للمغرب من أجل التقدم نحو الديمقراطية، مشيرا إلى أنه رغم «القمع والمناورات والتنازلات الجزئية من طرف السلطة، ورغم الخلافات الداخلية تمكنت من مواصلة نضالها وهي مستمرة في ذلك»، وأضاف أنها لاقت تجاوبا قويا من طرف شرائح واسعة من المجتمع المغربي. وفي سياق متصل نفى أن تكون الحركة أخفقت، قائلا إنها تمكنت من توضيح الرؤية في عدد من المسائل التي كان يلفها الغموض.. مزيد من التفاصيل في الحوار التالي: مر عام على ظهور حركة 20 فبراير ما هو تقييمكم لهذه المدة من النضال؟بمنظور تاريخ البلاد تبقى حركة 20 فبراير حركة تاريخية، لأنه لأول مرة نعيش تظاهرات لمدة سنة وبمختلف المناطق وبشعارات متقدمة جدا وشجاعة، في حين لم يكن في السابق للكثيرين الجرأة لترديدها سوى في محافل خاصة، ولم تردد إلا من طرف أقلية ضئيلة من المناضلين الذين يتجرؤون على طرح مواقفهم وآرائهم بكل شجاعة. وهي حركة شعبية استمرت سنة وطرحت شعارا أساسيا وهو إسقاط الاستبداد والفساد والظلم والقهر والنضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهي في جوهرها مناهضة للمخزن، وفرصة تاريخية للمغرب من أجل التقدم نحو الديمقراطية.فرغم القمع والمناورات والتنازلات الجزئية من طرف السلطة، ورغم الخلافات الداخلية تمكنت من مواصلة نضالها وهي مستمرة في ذلك، وكل من لديه غيرة على الديمقراطية في هذا البلد يأمل أن تستمر هذه الحركة حتى تحقيق هدفها المركزي ألا وهو تخليص بلادنا من العلاقات المخزنية العتيقة وإقرار ديمقراطية حقيقية في بلادنا. ما الذي حققته الحركة طيلة هذه الفترة من النضال رغم العراقيل التي اعترضتها؟أولا هناك نتيجة أساسية وهي تكسير حاجز الخوف من التظاهر لدى المغاربة، ولم يعد هنالك خوف من الطرح السياسي للديمقراطية بمفهومها الجذري، أي تخليص البلاد من المخزن وإقرار ديمقراطية حقة، وهذا مكسب للشعب المغربي وثمرة الاستمرار في النضال طيلة هذه المدة، إذ لم نشاهد مثل هذه النضالات في بلادنا منذ حقبة الكفاح من أجل إسقاط الحماية ما بين 1952 و1956، وهي الفترة التي يمكن أن نقارن بها هذا الزخم الذي تعيشه بلادنا. ثانيا، وعلى مستوى المكتسبات الجزئية، والتي هي نتيجة، لأن السلطة، التي لم ترغب في التلاقي بين الحركات الاجتماعية وبين حركة 20 فبراير باعتبارها حركة سياسية، فإنها (السلطة) قدمت تنازلات للحركة الاجتماعية وطبعا نتائج الحوار الاجتماعي واتفاق 26 أبريل الماضي لم تكن ممكنة من دون وجود حركة 20 فبراير, والأمر نفسه بالنسبة إلى تشغيل الآلاف من العاطلين، والزيادة في صندوق المقاصة والذي وصل إلى أرقام قياسية، وهذا ناتج عن رغبة السلطة في استقرار نسبي للأثمان ما كنا لنصل إليه لولا حركة 20 فبراير، التي كانت تطالب بجعل حد للغلاء، والسلطة قامت بتنازلات في هذا الصدد حتى لا يتأجج النضال. أما على المستوى السياسي، فإن تعديل الدستور ما كان ليتم لولا نضالات حركة 20 فبراير، رغم أن مطالب الإصلاحات الدستورية كانت تًطرح ولكن بشكل محتشم من طرف عدد من القوى السياسية، التي كانت في الماضي تطرح إشكالية إصلاح الدستور بشكل قوي مثل الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال وحتى مطالبها كانت أقل، ولم يكن كذلك بالإمكان القيام بتنازلات في المسألة الدستورية لولا حركة 20 فبراير، رغم أن الدستور يظل في جوهره استبداديا ومخزنيا، إلا أن ذلك لا ينفي تنصيصه على مكتسبات حقوقية وبعض المكتسبات الجزئية. وأكثر من هذا، فاستمرارية حركة 20 فبراير رغم القمع هو أكبر مكسب حققته، وهو رصيدنا للنضال الديمقراطي في المستقبل. كيف كان تجاوب المغاربة معها؟كان هناك تجاوب قوي من طرف حركة 20 فبراير باعتبارها حركة جماهيرية شعبية وتطمح إلى أن تكون موحدة ومكافحة وتناضل بشكل سلمي، وحركة ديمقراطية ومستقلة، إذن كان هنالك تجاوب مهم للشعب المغربي معها، خاصة الشباب الذين بادروا إلى إطلاقها. وطبعا هذه الحركة عرفت مدا وجزرا طيلة هذه السنة، إذ في بعض الفترات كانت المشاركة الشعبية قوية جدا وفي فترات أخرى كانت أقل، لكن المهم هو استمرارية الحركة رغم كل المعوقات التي وُضعت أمامها من طرف السلطات أو كانت من طبيعة أخرى. في نظركم هل وصول الإسلاميين إلى قيادة الحكومة الحالية كان بفضل نضالات حركة 20 فبراير؟أعتقد ذلك، لأن نضالات الحركة من جهة، وكذلك الحراك العربي من جهة ثانية، ساهم في تمكين قوى إسلامية من الوصول إلى السلطة في تونس ومصر... مع الانتباه إلى أن الغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص كانت تناهض وصول الحركات الإسلامية إلى الحكم، لكنها غيرت هذا الموقف وأضحت تتعاون مع بعض الحركات الإسلامية، وهذا ساهم في وصول حركات إسلامية على مستوى العالم العربي إلى الحكم، وطبعا على مستوى المغرب كان الأمر واحدا من العوامل التي أدت إلى صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة، وليس السلطة والتي مازلت في أيدي المؤسسة الملكية. وما هي آفاق نضال الحركة؟آفاقها واعدة بالنسبة إلي، لأن السبب الرئيسي لوجودها هو التناقض التاريخي بين القوى الديمقراطية في البلاد والمخزن باعتباره المعيق الأساسي أمام الديمقراطية. ومادام هنالك هذا التناقض فإن هذه الحركة، التي هي في طليعة النضال من أجل الديمقراطية، فإنها ستستمر، وهذا ليس أمرا آليا أو أوتوماتيكيا، بل رهين بقدرة القوى الفاعلة داخل الحركة على الحفاظ على مقوماتها باعتبارها حركة جماهيرية شعبية موحدة، رغم تعددية مشاربها، ومكافحة وسلمية ومستقلة وديمقراطية. وطبعا إذا حافظنا على هذه المقومات أكيد أن الحركة ستواصل نضالها إلى حين تحقيق أهدافها، وأكيد أن ذلك ستعترضه عراقيل، لكن هناك إصرارا من قبل الشباب ومن طرف القوى الديمقراطية المؤطرة لهذه الحركة على مواصلة النضال لتحقيق الأهداف المعلنة للحركة. ما هي إخفاقات حركة 20 فبراير؟ أنا لا أرى أنه كانت هناك إخفاقات، بل كانت هناك عراقيل أمام المسار التصاعدي للحركة، باعتبار أنها مازالت تواصل النضال من أجل تحقيق أهدافها، وعلى العكس فالحركة تمكنت من توضيح الرؤية في عدد من المسائل التي كان يلفها الغموض، إذ تمكنت من توضيح الرؤية بخصوص المجلس الوطني للدعم وتنسيقياتها المحلية، وتمكنت من توضيح الرؤية خلال جمعها العام الأخير في بعض النقط الغامضة مثل ربط النضال من أجل الديمقراطية في بلادنا بالنضال ضد الإمبريالية، على اعتبار أن الأخيرة لا يمكن أن تساند حركة مثل 20 فبراير، بل تناهضها ولهذا فالجمع الأخير للمجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير أعلن الربط ما بين النضال من أجل الديمقراطية والنضال ضد الإمبريالية. كذلك من المسائل التي تم توضيحها مسألة حقوق المرأة والنضال من أجلها كاملة، وتم التأكيد على حرية العقيدة كمطلب من مطالب الجمع الأخير لمجلس الدعم، ونحن سائرون في اتجاه توضيح الرؤى وتبني تصور إستراتيجي طويل النفس، لأنه خلافا لما كان يُطرح في تونس أن الثورة الشعبية أدت إلى إسقاط الديكتاتورين بن علي ومبارك، تبنينا في المغرب إستراتيجية أخرى تقوم على الانتشار في جميع المدن والمشاركة الشعبية في الحركة والرهان على الوقت والتصاعد المستمر للحركة، بدل التسرع للوصول إلى الأهداف. أجرى الحوار: محمد أرحمني

أمين: الحركة فرصة تاريخية للمغرب نحو الديمقراطية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

20 فبراير والسلطات الأمنية...لحظات انفلات

رسالة الفبرايريين تصل بريد الدولة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات