هجرة اضطرارية للاعبين

الخوف من عيش حالات لاعبين قدامى والرغبة في جمع المال عوامل شجعت الظاهرة "لا يهمني قتل موهبتي بقدر ما يهمني تأمين مستقبلي"، هكذا يجمع لاعبون مغاربة عند الحديث عن اختيار البقاء في البطولة الوطنية أو الهجرة إلى الخليج وأوربا. وشهدت الساحة الرياضية بالمغرب، هجرة عدد كبير من اللاعبين إلى الخليج بحثا عن عقد بامتيازات أفضل، ضاربين عرض الحائط شعارات المدربين وذوي الاختصاص التي تقول "دوريات الخليج مقبرة للاعبين". وأوضح عدد من اللاعبين في حديثهم عن ظاهرة الهجرة القانونية أو الحريك إلى الخليج وأوربا، أن قرار الهجرة مرده الخوف من المستقبل "اللاعب المغربي ما عندوش التقاعد وما كايناش التغطية الصحية ولا يوجد تأمين لمستقبله حتى يلعب بنفسية مرتاحة". وأضاف المتحدثون الذين فضل البعض منهم عدم كشف هويتهم "نمشي نحرك للخليج المهم ما نبقاش في البطولة الوطنية لأن بقائي يقتل مساري الاحترافي وهناك طاقات شابة تهمش مقابل استقدام أسماء خارج الفريق رغم أنها أقل مستوى من أبناء الفريق". وشهد أمل فريق الوداد والرجاء في 2011، حدث "الحريك" بعدما هاجر بطريقة سرية لاعبوه، ففي الوداد هاجر أكثر من ثلاثة لاعبين، في حين عرف أمل فريق الرجاء هجرة سبعة لاعبين دفعة واحدة إلى الخليج، قبل العودة إلى المغرب بعد التفاوض مع فريقهم الأم وبعد عودتهم تم تهميشهم قبل الانتقال إلى فرق أخرى، وهو ما يعد سببا في هجرة اللاعبين لكي لا يعيشوا الكابوس نفسه. ومن بين اللاعبين الذين ضحوا بعروض خيالية من فرق أوربية كبيرة وضحوا بمكانتهم في المنتخب الوطني بعد تفضيلهم الهجرة إلى الخليج لجمع الأموال وتأمين المستقبل، عبد الرزاق حمد الله اللاعب السابق لفريق أولمبيك آسفي، الذي فضل الانضمام إلى الريان القطري على الاستمرار بالصين، ومحسن متولي نجم الرجاء الرياضي الذي أدار ظهره لعروض توصل بها من فرق عالمية مقابل اللعب في الدوري القطري. ومن بين النماذج التي اختارت الهجرة لتأمين مستقبلها معاذ شمس الدين اللاعب السابق لفريق الوداد الرياضي لكرة القدم، الذي هاجر إلى الديار الإسبانية قبل أن يواجه بقرار إدارة فريقه الرافض منحه ورقة الخروج للعب خارج صفوفه، ليجد نفسه بعد عودته إلى المغرب خارج حسابات الفريق، مواجها شبح المستقبل الذي جعله يفكر في الهجرة والرحيل. بعد تدرج معاذ شمس الدين في الفئات الصغرى لوداد الأمة وصعوده إلى أمل الفريق الذي بصم فيه على موسم ناجح سواء من ناحية تسجيل عدد من الأهداف، أو تقديم مباريات جيدة جعلت الجمهور يتنبأ له بمستقبل واعد ويطالبون بالاستعانة بخدماته في صفوف الفريق الأول للقلعة الحمراء. وفي خضم التدرج في إبراز مؤهلاته والعيش على أمل المناداة عليه لتوقيع عقد احترافي معه يعترف به رسميا ضمن لاعبي الفريق، تفاجأ اللاعب الموهبة والمثقف بعد انتهاء موسم بطولة فرق الأمل دون أن تقدم له الإدارة عرضا لتوقيع عقد احترافي. "بغاوني نبقى لعب فابور" وفي ظل غياب أفق للأمل ومبادرة رسمية لتشجيعه على مواصلة العطاء، قرر اللاعب شمس الدين عدم الاستمرار في حمل قميص الفريق بالمجان وتضييع وقته ومستقبله، وهو ما تعزز بتوصله بعرض من قبل أحد الأشخاص للذهاب إلى اسبانيا للقيام باختبار بفريق ريال أفيلا، مؤكدا له أن العقد الذي سيوقع عليه يتضمن التقاعد، وهو ما يعني الاستفادة من تقاعد مريح بعد نهاية مساره الكروي. ودون تردد قرر اللاعب مغادرة المغرب دون إخبار معارفه، وبعد وصوله إلى الديار الإسبانية نجح في اجتياز اختبار فريق ريال أفيلا الذي قرر التوقيع معه على عقد احترافي لضمه إلى صفوفه، وهو ما خوله المشاركة في تداريبه، إلا أنه لم يكن مؤهلا للعب مباريات رسمية دون التوصل بورقة الخروج من فريقه الأم، وهو ما اضطره إلى العودة إلى المغرب. وكشف المتحدث نفسه أنه بعد عودته إلى المغرب ولقائه بمسؤولي فريقه الوداد، تم التوقيع على عقد احترافي وأصبح يتلقى مستحقاته الشهرية بعد إلحاقه بالفريق الأول تحت قيادة المدرب جون توشاك، لكن بمجرد تعرضه للإصابة اكتشف الوجه الآخر لإدارة الفريق، إذ لم يعد يحصل على أشطر منحة التوقيع وانقطعت مستحقاته الشهرية، وبعد عودته للتداريب تم استئناف منحه مستحقاته الشهرية إلا أنه بعد تعرضه للإصابة وإجرائه عملية جراحية وتماثله للشفاء تقررت إعارته لفريق الرشاد البرنوصي، قبل أن تتم إعارته بعد عودته للفريق الأم إلى الاتحاد الإسلامي الوجدي الذي قرر مغادرته لعدم توصله بمستحقاته منه والعودة إلى البيضاء لمفاوضة إدارة فريق الوداد حول التكفل بأداء مستحقاته، أو فسخ العقد الذي يربطه به، "وهو الحل الأخير الذي وافقت عليه الوداد وأنهيت علاقتي به وخرجت خالي الوفاض من الفريق". وشدد شمس الدين على أن اللاعب المغربي ليس جاحدا للنعم ولا يفكر عبثا في التخلي عن فرقته التي يعشقها، بقدر ما هو خائف من المستقبل المجهول الذي تزكيه حالات مأساوية أصبحت تسيء إلى كرة القدم، مضيفا "كنقولو اللهم نمشي ونجيب معايا الفلوس وندير مشروع ونضمن مستقبلي ولا نبقى لعب في البطولة الوطنية، ورغم الشهرة فإنها سرعان ما تختفي ويتنكر لك الجميع". محمد بها

هجرة اضطرارية للاعبين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المنجمون ملاذ المفزوعين

محمود عباس يشيد بجهود الملك لدعم صمود المقدسيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات