ملف استغلال قاصر في الرعي أمام جنايات فاس

توبع فيه شقيقان أنكرا وجود نية سيئة في تعاملهما معه ودفاعهما طالب ببراءتهما توبع «ب. ج. إ» و»ع. ج. إ» المتحدران من جماعة عين قنصرة بإقليم مولاي يعقوب، طبقا للفصلين 461 و472 من القانون الجنائي، إثر شكاية تقدمت بها، في مواجهتهما «س. ر» والدة القاصر «ح. ز» المتخلفان عن الجلسة الأخيرة بعد أن رجع الاستدعاء الموجه إليها بملاحظة «عدم العثور» عليهما. تعود وقائع الملف إلى نحو سنة ونصف، لما صادف «ع. ج. إ» سائق سيارة أجرة كبيرة بين عين قنصرة وفاس، القاصر «ح. ز» البالغ من العمر نحو 13 سنة، وهو يتسول ويستعطف السائقين والزبناء بمحطة الطاكسيات بباب الفتوح بفاس. حينها رأف لحاله، وقرر «إنقاذه» بعد قبوله الرعي لدى قريبه. أخبر «ع. ج. إ» الأب لطفلين القاطن بحي باب الفتوح، أخاه بذلك. وضرب معه موعدا لاستقبال القاصر، بمركز جماعة عين قنصرة البعيدة بنحو 20 كيلومترا عن فاس على الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين هذه المدينة وتاونات، بعد أن أدى ثمن نقله على متن سيارة أجرة زميله.ذاك ما أفاد به هذا المتهم، فيما سرد شقيقه الفلاح «ب. ج. إ»، أمام أنظار هيأة الحكم، تفاصيل ما بعد ذلك. وأكد أنه استقبل الطفل ووضعه في مرتبة أبنائه الأربعة طيلة أسبوع كامل، قبل أن يناوله 50 درهما لتأمين عودته إلى أمه لاستشارتها في اقتراح عمله راعيا لقطيعه من الماشية. روى الطفل حقائق كثيرة عن الواقع الاجتماعي المزري لأسرته بعد وفاة والده في حادثة سير مروعة، فرض عليه وعلى والدته، التسول في مواقع مختلفة بفاس، لتأمين عيشهما ومصاريف الكراء. وهو ما زاد من تمسك «ب. ج. إ»، به أملا عن حسن نية، في إنقاذه من الانحراف والضياع. غاب الطفل مدة زمنية قبل عودته، زاعما «زيارة أخته بدوار السخينات، ومعاناته التشرد» حسب رواية المتهم الأول للمحكمة، الذي اعترف بإيوائه طيلة شهر، المدة التي تكفل فيها برعي قطيعه مقابل مبلغ مالي متفق عليه، مؤكدا معاملته الحسنة له، بقوله «كنت دايرو بحال اولادي». موازاة مع ذلك، أثار طول غياب «ح. ز»، قلق والدته «س. ر» التي اعتادت عودته كل مساء محملا بما جمعه من دراهم. بحثت عنه في كل مكان وأخبرت المصالح المختصة بذلك، قبل أن تبث نداء في برنامج «مختفون» على القناة الثانية، في حلقة توصلت بعدها بمعلومات عن وجوده بعين قنصرة. أمام هذا المستجد، لجأت الأم على المصالح الأمنية المختصة، «لاستعادة ابنها»، ليتم إيقاف «ب. ج. إ» والاستماع إليه في محضر قانوني، قبل إيقاف شقيقه، ويمتعا بالسراح المؤقت لاحقا بعد إحالتهما على النيابة العامة، ليأخذ الملف، مجرى غير الذي سطراه لإنقاذ حياة هذا الطفل. شهادة «م. ب» سائق سيارة الأجرة الذي نقل الطفل من باب الفتوح، والمتخلف عن حضور جلسة الأربعاء الماضي رغم إشعاره، أمام مصالح الضابطة القضائية للدرك الملكي، لم تفد في شيء، اللهم إلا تأكيده حضور «ع. ج. إ» وتوسله إليه بنقل «ح. ز» إلى دوار صفايف بجماعة عين قنصرة.«القانون شيء، والواقع شيء آخر».. جملة استهل بها دفاع المتهمين، مرافعته نيابة عنهما، متسائلا عن إن كان الطفل حظي برعاية حقيقية من قبل والدته، مؤكدا أنه كان في وضعية التشرد والاستغلال البشع في التسول، شأنه شأن زملائه في مهنة تفتح أعينهم على الضياع. وأكد أن موكليه تصرفا بحسن نية وتعاطفا مع الطفل رغم مخالفتهما للقانون، و»ب. ج. إ» تعامل معه بلطف وعامله كأبنائه ولم يعنفه أو استغله بشكل بشع، قائلا «هذا طفل ما هزيناهش من المدرسة، لكن جبناه من الشارع»، متحدثا عن وجود خطأ في التعاقد مع طفل لم يبلغ سن الرشد.وأشار إلى عدم وجود عنصر جنائي في هذا الملف خاصة الفصل 471 من القانون الجنائي، ويجب مراعاة وضعية المتهمين البدويين اللذين تصرفا دون «تحراميات»، ملتمسا القول ببراءتهما واحتياطيا تمتيعهما بأقصى ظروف التخفيف مراعاة لعدم وجود سوء النية. وقائع سردت النيابة العامة في مرافعتها، وقائع الملف وحيثياته، متحدثة عن إنكار الطفل واقعة زيارة أخته بسيدي احرازم، وتأكيده رفض «مشغله»، تمكينه من أجرته عن المدة التي رعى فيها قطيعه في مارس 2009، مشيرا إلى تهديده له بقوله «اسكت واللا نعطي لأمك»، ملتمسا الإدانة. حميد الأبيض (فاس

ملف استغلال قاصر في الرعي أمام جنايات فاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تأسيس جمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح

النظر في قضايا اختطاف واغتصاب بالقنيطرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات