مهربون في عالم الأثرياء

يتجندون لإغراق السوق والتحايل على الجمارك والأمن تتعدد القصص المثيرة في عالم التهريب، ويجتهد المهربون في إبداع طرق جديدة والافلات من المراقبة في الموانئ والمطارات، وهدفهم جني مبالغ مالية كبيرة وإغراق السوق المحلية بالمنتوجات الغربية. وطالت عمليات التهريب بالموانئ والنقط الحدودية كل المنتجات تقريبا، مثل الأدوية والوقود والتجهيزات المنزلية والمواد الغذائية والعجلات المطاطية.. إلى غيرها من السلع التي تنجح في الإفلات من عيون رجال الجمارك والأمن.ويروي شهود عيان أن بعض المهربين الاسبان حاولوا، غير ما مرة، بيع أدوية مخصصة أصلا إعانات من «يونسيف»، إذ كُدست كميات كبيرة منها داخل صناديق ضخمة تحتوي على مراهم وعكاكيز للمعاقين، إلا أن لا أحد استهوته، في حين فضل آخرون تهريب أدوية أخرى، وإعادة بيعها في الأسواق المغربية، ويبرر أحدهم أسباب ذلك في ارتفاع أسعار الأدوية بالمغرب، إذ اقتنى، أخيرا، لقاحا بمبلغ 600 درهم، في حين أن سعره يصل في المغرب إلى 4500 درهم.وأصبحت مدينة سبتة المحتلة جنة الفارين من العدالة في المغرب، إذ يقدر عدد المغاربة المبحوث عنهم، الذين فضلوا الاستقرار بسبتة المحتلة هربا من الإيقاف، بما يفوق 450 مبحوثا عنه في قضايا التهريب الدولي للمخدرات والهجرة غير الشرعية وقضايا لها علاقة بالأسلحة النارية، مشيرة إلى أن الفارين من العدالة المغربية أثرياء يستقرون بفيلات راقية بالمدينة المحتلة وأحياء معينة، خاصة حي «برينسيبي»، وسط المدينة، الذي وصفته المصادر نفسها بأشهر الأحياء التي تثير مخاوف المصالح الأمنية الاسبانية، إذ يختبئ فيه أشهر الهاربين من القانون، ومنهم بارونات شبكات تهريب المخدرات والاتجار في البشر والأسلحة النارية.وأفادت المصادر نفسها أن عدد المبحوث عنهم في قضايا تهريب المخدرات وحدها يصل إلى 340 متهما يشتبه في وجود علاقة لهم بملفات الكوكايين والحشيش، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن نسبة كبيرة منهم تحمل الجنسية المزدوجة. كما أن أغلبهم من سكان المناطق الشمالية للمملكة، علما أن المصالح الأمنية المغربية وجهت، أخيرا، ما مجموعه 30 مذكرة بحث إلى المصالح الأمنية الإسبانية عن طريق الأنتربول، واكتفت، أحيانا، بتوجيه مذكرات بحث بخصوص بعض المطلوبين عن طريق ضابط الاتصال الإسباني بالمغرب في إطار التعاون الأمني بين البلدين، مشيرة، إلى أن المغرب مازال ينتظر تنفيذ اتفاقيات تسليم المتهمين.حكايات المهربين لا حدود لها، تخالها أحيانا فيلما مرعبا، وأحيانا قصصا من الخيال، لكن الاقتراب من عالمهم الغريب يطرد كل الشكوك بعد معاينة مشاهد لا يصدق المرء وجودها في القرن الواحد والعشرين، وهدفها البحث عن الثروة، مهما تعددت التبريرات.وما يثير مخاوف المتتبعين، بخصوص وجود مافيات التهريب بسبتة، تزايد نفوذ مافيات الأسلحة النارية، سيما بعد تعدد حالات تهريب الأسلحة إلى المغرب، ولجوء بعض أفرادها إلى استعمالها في عمليات التهريب وتصفية الحسابات، إذ اختار بعض المهربينتغيير أنشطتهم من الاتجار في المخدرات إلى تجارة الأسلحة النارية، نظرا لعائداتها المالية الكبيرة، علما أن تقارير إسبانية تحدثت عن نفوذ مافيا مختصة في كراء الأسلحة النارية لمهربي وتجار المخدرات، سواء لاستعمالها في الحماية الشخصية أو ضمان أمن قوافل نقل الحشيش والكوكايين في رحلتها من شمال المغرب إلى الجنوب الاسباني على متن الزوارق السريعة أو لتنفيذ عمليات تصفية للمنافسين. خالد العطاوي

مهربون في عالم الأثرياء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

موانئ في مواجهة تدفق المخدرات

أكضيض: سرطان الرشوة سهل اختراق الأجهزة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات