موانئ في مواجهة تدفق المخدرات

مهربون يتحايلون على أجهزة المراقبة لتهريب أطنان من الحشيش تعيش بعض موانئ المغرب فصولا من التشويق المستمر في مجال ضبط كميات قياسية من الحشيش المتناثر على متن الحاويات والعشرات من سيارات المهاجرين أو السياح الأجانب.ودفع تعدد حالات تهريب المخدرات بالموانئ، إلى المطالبة بتوفير الأمن والسلامة بالموانئ، الذي بات أمرا ملحا في ظرف تنتعش فيه العديد من الظواهر الخطيرة، مثل الإرهاب والقرصنة والتهريب والهجرة السرية وغيرها.آخر القضايا التي وضعت الموانئ المغربية في قفص الاتهام، أوردتها جريدة «الإمارات اليوم» التي أشارت إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في دبي صادرت نحو 130 كيلوغراما من الهيروين تصل قيمتها إلى حوالي 140 مليون درهم مغربي، كانت معدة في حاوية على سفينة شحن، لتهريبها إلى إسبانيا من ميناء جبل علي، في عملية أطلق عليها «الحاوية الحائرة»، مشيرة إلى أن طريق سير الحاوية بدأ من ميناء في باكستان إلى ميناء في سلطنة عمان، ومنه إلى ميناء طنجة في المغرب، وبعده ميناء تينكان في نيجيريا، لتحل أخيرا في ميناء جبل علي في الإمارات، فضلا عن ورود معلومات برغبة أصحاب الحاوية في إعادتها إلى باكستان، زاد من الشبهات حولها.وتوجه فريق من رجال الأمن الإماراتيين إلى مكان الشحنة بعد ورود معلومات تشير إلى وجود مخدرات في الحاوية، إلا أن نتائج الفحص الأولية للشحنة بينت خلوها من أي شبهة، إلا أن ضبط السلطات الإسبانية قبل يومين من الواقعة حاوية أخرى محملة بمادة الهيروين قادمة من باكستان، عزز الشبهات في الحاوية، فضلا عن خط سيرها ورغبة أصحابها إعادتها، قبل وصولها إلى إسبانيا.ولم يفلح المسح الضوئي من ضبط شحنة المخدرات، إلا أن الفريق المكلف بالبحث قرر تفريغ الشحنة، فثقة العناصر المسؤولة عن المهمة بالمعلومات الواردة لهم واشتباههم في خط سير الحاوية دفعهم لمزيد من التدقيق، ففحصوا القواعد الخشبية الأرضية التي توضع عليها البضاعة، وفتح أحد العناصر ساق القاعدة ليفاجأ بأنها مفرغة ومحشوة بكيس مملوء بمادة الهيروين، وتم فتح جميع الحمالات الخشبية، ليتبين أن المهربين عمدوا إلى إخفاء نحو 130 كيلوغراما من الهيروين بمعدل نصف كيلوغرام الى 700 غرام في كل مخبأ.إنها قضية تضع ميناء طنجة في مسار الموانئ التي تشهد عادة تهريب المخدرات، علما أنه في حالات سابقة نجحت مصالح الجمارك والأمن في إحباط محاولات للتهريب، آخرها إفشال محاولة تهريب كمية هامة من المخدرات، كانت معبأة بعناية فائقة على متن شاحنة مغربية، وهي على أهبة التوجه نحو ميناء الجزيرة الخضراء، إذ وصل وزن الكمية الإجمالي إلى طن وعشرين كيلوغراما من «الشيرا»، كانت الشاحنة تقوم باستكمال الإجراءات الأمنية، وحامت الشكوك حول صور التقطت بواسطة «السكانير»، وأبانت وجود أجسام غريبة مدسوسة بفراغات أبواب خشبية معدة للتصدير، إذ بادرت العناصر الجمركية المكلفة بمحاربة المخدرات إلى إجراء تفتيش يدوي دقيق، وفككت كل المنتوجات الخشبية المشكوك فيها باستعمال بعض الآليات والمناشير الكهربائية، ما أسفر عن اكتشاف مئات من صفائح الكيف المعالج، التي عمل المهربون على تعبئتها بطريقة احترافية عالية.وأمام نجاعة جهاز «السكانير» في ضبط المخدرات لجأ المهربون، في الآونة الأخيرة، إلى حيل وتقنيات جديدة لإخفاء المخدرات، خصوصا بعد أن أصبحت عملية المراقبة تعتمد على أجهزة متطورة التي تتوفر عليها المصالح الجمركية بالميناء، ومن بين الطرق المستخدمة تلك التي تستعمل فيها بعض المنتوجات التقليدية المحشوة بالمخدرات، وكذا الأفرشة التقليدية. ولعل العملية الأخيرة بميناء البيضاء تؤكد إصرار المهربين إلى استغلال بعض الهفوات الجمركية، إذ حجزت مصالح الجمارك بميناء البيضاء، الثلاثاء الماضي، أكثر من طنين من الحشيش كانت مخبأة في صفائح رخامية مزيفة بإحدى الحاويات.وذكر مسؤولو الجمارك أن الشحنة من المربعات الرخامية تم تعشيرها بمدينة فاس، وكانت ستتوجه عبر ميناء الدار البيضاء نحو بلجيكا، إلا أن جهاز «سكانير» كشف وجود مخدرات بها قبل اللجوء إلى فحصها.وحاول المهربون تمويه مصالح الجمارك عبر دس المخدرات في قطع الرخام المزيفة، في حين شحنت باقي المربعات برخام حقيقي، وتم إخفاؤها بدقة متناهية تكشف احترافية المهربين. خالد العطاوي

أمنيون وجمركيون يسهلون مهام شبكات المخدرات والهجرة

مهربون في عالم الأثرياء

مقالات ذات صلة