اختراقات عن طريق الرشاوي وأخرى في الحدود البرية

تورط دركي وموظفين بالشمال والجيش بالجنوب يواجه مهربين يستعملون "الكات كات" والجمال تتعدد طرق اختراق شبكات التهريب للحدود، سواء عبر الموانئ أو في الحدود البرية، سيما في منطقة الجنوب الشرقي. وكشفت النوازل التي حققت فيها الضابطة القضائية، مختلف الحيل التي يلجأ إليها عناصر هذه الشبكات، بدءا من استمالة المسؤولين من الموظفين المشرفين على المناطق الجمركية، وصولا إلى اختيار الحدود البرية واختراقها بواسطة وسائل بدائية كالجمال وغيرها. وأماطت الأبحاث التي أجريت، أخيرا، بمدينة طنجة إثر ضبط 120 كيلوغراما من الحشيش بمطار ابن بطوطة الدولي، اللثام عن تورط دركي برتبة رقيب ورئيس مصلحة الشحن ومستخدم تابع للخطوط الجوية، وعاملين في مجال الحراسة، في عمليات تهريب كانت تتم بمكر كبير من أجل تهريب أطنان من المخدرات إلى الضفة الأوربية عبر الطائرات.وانكشف تورط هذا الصنف من الموظفين، عندما حجزت مصالح الأمن بمطار ابن بطوطة الدولي، أكثر من 120 كيلوغراما من الحشيش، كانت ملفوفة في أربع حقائب سفر، جاهزة للشحن على متن رحلة جوية متوجهة نحو إحدى العواصم الأوربية.وانتهت التحريات الأولية التي باشرتها مصالح الأمن، مباشرة بعد حجز الحقائب المشبوهة، إلى الشك في تورط عمال شحن بالمطار في عملية التهريب التي تم إجهاضها، سيما بعدما تقدم دركي مصحوبا بمسؤول عن الشحن من أجل تحصيل تلك الحقائب، وهي الشكوك التي تم تأكيدها عندما تبين أن الأمر يتعلق بشبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب، كانت تتولى تهريب المخدرات على متن رحلات جوية متجهة نحو أوربا، بعد تسجيلها بأسماء وهمية، قبل تغيير أوراق التسجيل لاحقا بأسماء الأشخاص الموجهة إليهم المخدرات بأوربا.وأسفرت التحريات الأولية المنجزة في إطار هذه القضية عن تورط المسؤول عن مصلحة الشحن أولا، ثم أحد المستخدمين، قبل أن تتوالى الاعتقالات لتشمل الدركي سالف الذكر، قدموا إلى المحاكمة بتهم تكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي في المخدرات والارتشاء واستغلال النفوذ.وشكلت النيابة العامة فرقة بحث مختلطة، يرأسها أحد عمداء الأمن الوطني وتضم ممثلين عن الدرك الملكي، وذلك من أجل التحقيق في هذه القضية، بعد الاشتباه في تورط أحد المنتسبين إلى رجال الدرك، وهو التحقيق الذي انتهى إلى أن أفراد العصابة تمكنوا بواسطة هذه الطريقة من إنجاح أكثر من سبع عمليات، إذ كانوا يتسلمون مقابلا ماليا عن ذلك، عبارة عن مبلغ مالي يناهز عشرة ملايين سنتيم لكل واحد منهم في كل عملية.من جهة أخرى، تتواصل مواجهات بين عناصر الجيش وشبكات التهريب بالحدود الشرقية، إذ أنه في وقت سابق انتهى تدخل لإيقاف قافلة تخترق النقطة الحدودية بواسطة الجمال، بمقتل ثلاثة جمال وحجز 150 كيلوغراما من الحشيش. إذ كانت عناصر القوات المسلحة الملكية أجرت في وقت سابق تدخلا مماثلا في رمضان الماضي وأطلقت النيران في مواجهة مهربين يستعملون الإبل عند النقطة الحدودية «إغ أزكاي» التي تبعد عن الريصاني بحوالي 120 كيلومترا.وأسفر تدخل القوات المسلحة الملكية المكلفة بحراسة النقطة الحدودية سالفة الذكر، عن حجز طن و150 كيلوغراما من الشيرا، كانت تحملها قافلة من 16 جملا، بعد إطلاق 11 رصاصة، ما انتهى بقتل 3 جمال، وفرار المشتبه فيهم الذين كانوا يقودون القافلة.وفي موضوع ذي صلة، كانت عناصر القوات المسلحة، التابعة إلى الفيلق 11 المرابط بالحدود الشرقية للمملكة، اضطرت إلى إطلاق النار لإيقاف أفراد شبكة كانوا يركبون سيارة رباعية الدفع من نوع «طويوطا»، بعد رفضهم الامتثال لأوامر عناصر الجيش، كما تم حجز رشاشين من نوع كلاشنيكوف وخمسة خزانات خراطيش فارغة. وحاول المشتبه فيهم اختراق الحدود البرية عبر النقطة الحدودية أمنير، التي تقع على بعد 30 كيلومترا من الريصاني، في الوقت الذي اعترضت سبيلهم عناصر الفيلق العسكري سالف الذكر، لتضطر عناصر الشبكة إلى الفرار عبر المسالك الوعرة إلى التراب الجزائري، تاركة السيارة رباعية الدفع التي تعرضت للعطب بعد إطلاق النار. وغالبا ما يستعمل المهربون سيارات رباعية الدفع من نوع «طويوطا ستايشن». كما يستعملون أسلحة نصف ثقيلة منها رشاشات «أف أم. بي كا» وكلاشنيكوف وأجهزة اتصال متطورة ومنظارات عسكرية.ولجأت هذه العصابات إلى التخصص في تهريب المخدرات عبر مناطق الجنوب الشرقي بعد تشديد الخناق من طرف السلطات الأمنية على المعابر التقليدية للتهريب بالشمال والشمال الشرقي في اتجاه الأسواق الأوربية والمغاربية. المصطفى صفر

اختراقات عن طريق الرشاوي وأخرى في الحدود البرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعادة المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب بمصر

أمنيون وجمركيون يسهلون مهام شبكات المخدرات والهجرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات