الحلم الأمريكي يبتعد عن المغاربة

ألف مغربي سنويا كانوا يفوزون بالقرعة وتكسب منها مقاهي الأنترنت ومحلات التصوير أرباحا لن يعود الحلم الأمريكي، متاحا بسهولة لكثير من المغاربة، كانوا ينشدونه بالمشاركة في "قرعة الهجرة العشوائية"، التي يحالف فيها الحظ سنويا حوالي 1000 مغربي من أصل 50 ألف شخص في العالم، إذ تعتزم الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة دونالد ترامب، اتخاذ تدابير جديدة، ترمي إلى خفض عدد المستفيدين إلى النصف، وإقرار مسطرة انتقاء أكثر دقة. وأوضحت تقارير دولية، أن التغييرات التي اقترحتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، ستجعل برنامج الهجرة إلى أمريكا، شبيها بالنظام المعتمد من قبل كندا، والقائم على انتقاء المرشحين بعد دراسة ملفاتهم، على عكس نظام القرعة العشوائية، الذي يقوم على إجراء قرعة بالحاسوب، تسمح باختيار 50 ألف شخص، وفتح الباب أمامهم لمباشرة إجراءات السفر والإقامة في بلاد العم سام. وليس الشباب العاطلون وحاملو الشهادات الراغبون في مغادرة المملكة وحدهم من سيتضرر من التغييرات المرتقبة، بل حتى رقم معاملات عدد من مقاهي الأنترنت ومختبرات التصوير الفوتوغرافي، التي كان يتيح لها برنامج القرعة العشوائية، طيلة الفترة من أكتوبر إلى نونبر، فرصة لمساعدة الحالمين بالهجرة على القيام بالإجراءات اللازمة عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بالقرعة، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 30 درهما و50. وتم إقرار برنامج قرعة الهجرة العشوائية (تأشيرة تشجيع التنوع)، بموجب قانون الهجرة الأمريكى في 1990، وشرع في تطبيقه منذ 1995، وبموجبها يسمح سنويا لـ50 ألف فائز، يتحدرون من البلدان التي تشهد معدل هجرة منخفض إلى الولايات المتحدة، بالسفر بحرية إليها، مع إمكانية الاستفادة من خدمات الصحة والتعليم والضرائب والتقاعد والضمان الاجتماعي، وغيرها من المساعدات، وأيضا التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية دون فقدان الجنسية الأصلية. ويريد الرئيس الأمريكي الجديد القطع مع عشوائية الهجرة القانونية إلى بلاده، رغم أن البرنامج الحالي، ليس عشوائيا على نحو تام، باعتبار أن الحاسب الآلي للسحب العشوائي للترشيحات، يعرف العينة التي يبحث عنها بشكل دقيق، إذ كان يشترط في المرشحين التوفر على شهادة باكلوريا على أقل تقدير، أو تجربة مهنية مدتها سنتان في مجال عالي التخصص. وعلاوة على التجربة المهنية في المهن والتخصصات التي تحتاجها أمريكا، كان العنصر الحاسم في تحقيق حلم الهجرة من عدمه، هو المقابلة المباشرة التي يجريها الناجحون في السحب، مع القنصل العام للولايات المتحدة شخصيا، داخل مكاتبه، حيث يتم التثبت من المعلومات التي أدلى بها المرشح ومدى توفر الشروط فيه، قبل منحه التأشيرة تتويجا للعبة الحظ الإلكترونية التي انتقته بين آلاف المرشحين. يذكر أن برنامج قرعة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، اكتسب شهرة وإقبالا، حولته إلى فرصة لعدد من الشبكات الإجرامية للنصب على الحالمين بالهجرة، إذ لم تتردد السلطات الأمريكية، لمناسبة موسم 2016 من قرعة الهجرة، في تحذير مواطني البلدان المسموح لها بالمشاركة، من التعرض للاحتيال، بعد أن اكتشفت أجهزة الأمن الأمريكي، أن الإقبال المتزايد على المشاركة، أسفر عن ظهور شركات ومواقع خدمات إلكترونية، تنصب على الأفراد، بادعاء قدرتها على مضاعفة حظوظ فوزهم. وفيما أكدت السلطات الأمريكية، حينها، أن الموقع الرسمي للقرعة هو الوحيد المعتمد، نبهت إلى أن من بين مواقع النصب والاحتيال، تلك التي يلجها الأفراد فيقومون بملء مطبوع افتراضي مزور، يقوم عبره النصابون بالحصول على المعطيات الشخصية للأفراد، ومن ثمة يتوصلون برسائل إلكترونية تخبرهم بفوزهم وتطالبهم بدفع قدر من المال لإكمال الإجراءات، في حين أن البرنامج الأمريكي للهجرة العشوائية مجاني في كل مراحله. امحمد خيي

الحلم الأمريكي يبتعد عن المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غلاب... المعلم علي يدفن الماضي

الدستوريون يستعجلون مجلسا وطنيا لحل الخلافات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات