العروض الشاملة تجتاح الأعراس

الفنان عبدو السقاط قال إن القطاع يعاني التطاول على التخصصات تعكس التحولات التي طرأت على الأعراس المغربية، طبيعة المزاج المغربي الذي خضع هو الآخر لتغيرات تظهر تجلياتها في أسلوب تعاطيه مع مجموعة من الأشياء التي تعكس النزوع المتزايد نحو ثقافة البهرجة والتفاخر والاستهلاك الذي يفوق القدرة الشرائية للأسر والعائلات. وبين زيجات الماضي وأفراح الحاضر فرق شاسع طال مناحي الزفاف ماديا ومعنويا، بحكم أن منطق التطور يقتضي ذلك. وقد يعود اختلاف عادات الزواج بين اليوم والأمس إلى فكرة العولمة وثقافة الإنترنت وانفتاح البشر على بعضهم واختلاطهم في المدارس والجامعات والعمل، حتى أصبح لكل شاب وفتاة حرية اختيار رفيق المستقبل. إلا أنّ الفرق في زيجات جيل وآخر لم يتوقف عند النواحي المعنوية والفكرية فحسب، بل طــال المجالات المادية حتى بات يجب أن يُحسب للخطوبة وعقد القران والمهر وحفل الزفاف ومتطلبات العروس وأهلها ألفَ حساب، ليصبح بالتالي الزواج تفاخراً بالمظاهر والشكليات وأكثر كلفة عمّا كان عليه في الماضي من بساطة وعفوية. وفي هذا السياق يقول الفنان عبدو السقاط، إن المغاربة صاروا ينفقون أموالا باهظة على حفلات الزفاف، التي كانت قبل عقود تجرى في فضاءات متواضعة بدءا بأزقة الأحياء أو فوق السطوح لنتنقل حاليا إلى القاعات. ويرصد نجم الأعراس المغربية، في حديث مع "الصباح"، مجموعة من التحولات التي طرأت على علاقة المغاربة بهذه المناسبة، إذ يقول إن الطلب صار متزايدا على الممونين والنكافات، ولم يعد الأمر يقتصر على فئات اجتماعية بعينها بل حتى الفقراء أو العائلات ذات الدخل المحدود صارت تقبل على تجهيز أعراسها بما يفوق إمكانياتها المادية وكأنهم "كايتعلقو فين يتلفقو". وتحدث السقاط عن تقنية جديدة صارت تخضع لها الأعراس وهي "البّاك" أو العرض الشامل، إذ تسند الأسرة أو العائلة مهمة تدبير حفل الزفاف إلى ممون أو متعهد يتكفل بالحفل من كافة الجوانب، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 7 ملايين إلى ستين مليون سنتيم، والرقم الأخير مرجح للارتفاع إلى أضعاف بحكم أنه بقدر ما تنشد بعض العائلات الكمال في أعراسها بقدر ما ترتفع تكاليفها. ويلاحظ الفنان المغربي أن الأعراس المغربية فقدت بساطتها، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام العديد من أجل الاستثمار في هذا المجال الذي صارا مدرا لأرباح طائلة، إلا أن هناك من يريد أن يستثمر بأقل الإمكانيات ويجني ما لا يستحق. وهنا ينتقل السقاط لوضع اليد على بعض المظاهر التي توضح ما يقول، خاصة في ما يتعلق بالتنشيط والفقرات الغنائية المقدمة في الأعراس وهي المجال الذي يتخصص فيه، إذ يقول إن هناك فرقا موسيقية تطلب مبالغ لا تتناسب مع المنتوج الذي تقدمه، وهو ما يتسبب في مشاكل للفرق التي تستثمر بشكل جاد فيتم الخلط بين الجميع. كما يعتبر السقاط أن هناك فرقا كبيرا بين مطربي الأعراس ومطربي المهرجانات أو السهرات التلفزيونية، فالمغني بمعناه الكلاسيكي يقدم وصلة غنائية لا تتجاوز في أحسن الحالات ساعة أو ساعة ونصف، إلا أن مغني الأعراس مطالب بأن يغني ساعات طوال وهو ما يحتم عليه أن يكون حافظا لأنماط غنائية مختلفة تختلف حسب حالات وسياق حفل الزفاف سيما أن طقوسها تختلف من بيئة إلى أخرى. ومن أشهر نجوم الأعراس المغربية يستعرض السقاط مجموعة من الأسماء التي قال إن بعضها له انتشار جماهيري حتى خارج الأعراس مثل عبد الرحيم الصويري وخالد بناني وطهور ورشيد المريني، إضافة إلى أسماء أخرى معروفة في أوساط المشتغلين في هذا المجال مثل محمد العسري والإخوان المرنيسي وفتاح بنيس ومحمد المراكشي والراحل محمد بوزوبع. ويشتكي الكثير من المشتغلين في مجال الأعراس من ظاهرة ارتفاع السماسرة في هذا المجال، إضافة إلى التطاول على التخصصات، إذ لا يكتفي كل طرف بالاكتفاء بما يجيده بل كثيرون منهم صاروا يسعون إلى التدخل في تخصصات لا تعنيهم وهو ما أفقــد الأعـراس حلاوتها. ويرى السقاط، الذي يجر خلفه خبرة تتجاوز 25 سنة، أن حفلات الزفاف عموما تطورت نحو الأفضل وأن الأجواء التي صارت تمر فيها تشعر الفنان بقيمته، وأنه وسط أجواء توحي بالانضباط وداخل فضاءات صارت أكثر جمالا. عزيز المجدوب

العروض الشاملة تجتاح الأعراس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مالين العرس ضياف"

ميكروطروطوار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات