“المرتدون” المغاربة بعيون الأمريكيين

تقرير الخارجية الأمريكية يقول إن غالبية المتمسحين المغاربة أمازيغ عادت تقارير الخارجية الأمريكية لتعيد طرح مشكل حرية التدين بالمغرب. وقال تقرير صادر عن الدبلوماسية الأمريكية لسنة 2010 تناول وضع الأقليات الدينية عبر العالم، إن المغرب، وإن قطع أشواطا هامة في مجال محاربة التطرف وحماية الأقليات الدينية، إلا أنه ورغم ذلك، ما تزال هناك شكاوى من استمرار «انتهاكات» تطول مغاربة اختاروا ديانات أخرى غير الإسلام. كما تطرق التقرير إلى «التضييق» على تداول كتب ومنشورات تتعلق بالمسيحية أو غيرها من المذاهب التي تخالف الإسلام السني المالكي، فضلا عن ملاحقة الشرطة لمسيحيين مغاربة وآخرين اشتكوا الأمر لجهات حقوقية ودبلوماسية أجنبية.من جهة أخرى خلص التقرير السنوي حول الحريات الدينية في العالم أن «لاتغيير في وضعية احترام الحرية الدينية بالمغرب». وضم التقرير ثلاثة أجزاء كبرى شملت جغرافيا التدين بالمغرب ، وحالة احترام الحكومة للحرية الدينية، ثم نظرة المجتمع إلى الحرية الدينية، مع استقاء شهادات عدد من المغاربة الذين تحولوا عن الإسلام، تؤكد كلها أن المغرب لم يقطع بعد مع عهد «انتهاك حقوق المجموعات الدينية».وتناول التقرير وضعية الكنائس ودور الأطفال والايتام التابعة للأقلية المسيحية، والتي تتمتع بإعفاءات جبائية وجمركية شأنها في ذلك شأن باقي الأقليات الدينية والجمعيات « الإسلامية» والتي تضع المغرب في خانة الداعم لحقوق الأقليات، رغم إشارة التقرير إلى منع السلطة إنشاء مساجد مع وضع إطار زمني محدد لفتحها وإغلاقها بهدف «التحكم» في ما يجري داخلها، ومعارضتها لجماعات إسلامية تعارض التوجه الرسمي للدولة.كما يشير التقرير إلى الحملات التبشيرية التي قامت بها الدولة في السنة الماضية والتي أدت إلى طرد 150 مسيحيا أجنبيا بتهمة القيام بأعمال تبشيرية وزعزعة النظام العام، ينتمون إلى 19 دولة. وانتقد تقرير الخارجية الأمريكية عدم سلك الدولة للمسطرة القضائية في « ترحيل» المتهمين بالتبشير، خاصة، يضيف المصدر ذاته، أن طرد أجانب لا يكون إلا بسبب قيامهم بأعمال تهدد أمن الدولة وسلامتها وبتنسيق مع البعثات الديبلوماسية في البلد. وشدد تقرير الخارجية الأمريكية أن مطاردة المبشرين والمسيحيين زادت وتيرتها من قبل السلطات المغربية منذ مارس 2010.كما ركز التقرير على اللقاءات التي عقدها سفير الولايات المتحدة بالمغرب صامويل كابلان مع عدد من المسؤولين المغاربة بشأن «المضايقات» التي تعرض لها مواطن أمريكي مقيم بالمغرب أدت إلى طرده من التراب المغربي من قبل السلطات بداعي انخراطه في أعمال تبشير ، وهو ما اعتبره التقرير أنه مبعث قلق لواشنطن، خاصة، يضيف المصدرذاته، أن الشخص منع من ولوج المطار مرة أخرى بعد عودته إلى المغرب رغم تلقيه وعودا بالدخول إلى البلد بعد تدخل السفارة الأمريكية.واحتج الأمريكيون، يشير التقرير، على «التعسفات التي تطول المسيحيين والمبشرين بالمغرب». وحذر التقرير من أنه بالرغم من عدم توجه عام للدولة ضد الأقليات الدينية بالمغرب، إلا أن هناك شعورا لدى القيادات الكنسية بالمغرب، بأن الأجانب المسيحيين تعرضوا لضغوط من قبل السلطة خلال فترة مابعد مارس2010. واستغرب التقرير كيف أن السلطات المغربية قامت في 25 يونيو 2010 بطرد عدد من الأمريكيين بداعي قيامهم بأعمال تبشيرية. بالمقابل ركز تقرير الخارجية الأمريكية على أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال التسامح الديني إزاء باقي الطوائف الدينية، خاصة اليهودية، إضافة إلى الطائفة المسيحية، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود كنائس قديمة بعدد من المدن المغربية.وأشار التقرير كذلك إلى أن السلطات المغربية تقدم عددا من الامتيازات للأنشطة المسيحية المعترف بها، تهم أساسا الجانب الضريبي، كما أن الكنائس والمستشفيات ودور الأيتام والمدارس التابعة للهيآت الأجنبية المسيحية الرسمية تشتغل دون قيود، وليس هناك حظر لحضور الشعائر المسيحية من قبل المسيحيين في دور العبادة التابعة للمؤسسات الرسمية المعترف بها. وفي الجانب الدستوري، اعتبر التقرير أن الدستور المغربي يقر بحرية ممارسة الشعائر الدينية، إلا أن السلطات تضع قيودا على الممارسة، كما أن القانون المغربي يحظر ماسماه التقرير «جهود التبشير في أوساط المسلمين» ويضعها تحت طائلة العقاب بداعي «زعزعة عقيدة مسلم». من جانب آخر قال التقرير إن الحكومة المغربية استندت إلى المادة 26 من قانون دخول وإقامة الأجانب والهجرة غير الشرعية في المغرب، من أجل طرد عدد من الأجانب تحت ذريعة «أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم». واعتبر التقرير أن القانون يجيز لرجل مسلم الزواج من امرأة غير مسلمة، لكنه لايجيز لامرأة مسلمة الزواج بأجنبي غير مسلم، ما يشكل خرقا للحرية الدينية، إضافة إلى معاقبة التبشير دون أن يطول الأمر دعوة غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام.من جهة أخرى سجل التقرير أنه في السنوات الأخيرة أصبحت الموافقة على طلبات الجماعات الكنسية للحصول على وضع قانوني تعرف تأخيرا واضحا. وفيما يخص الشعائر الدينية، ذكر التقرير أن الجاليات المسيحية تحضر إلى الدور الكنسية المعترف بها بدون قيود، إلا أنه يشدد بالمقابل على أن غالبية المسيحيين المغاربة يعيشون تحت الضغط ويتفادى بعضهم حضور التجمعات الدينية مخافة اتهامهم بالتبشير. وأبرز التقرير أن السلطات المغربية تسمح ببيع الإنجيل باللغات الفرنسية والإنجليزية و الإسبانية بالمكتبات، إلا أنها لا تسمح بتداوله علنا في الشارع العام. رشيد باحة

“المرتدون” المغاربة بعيون الأمريكيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مرتدون...ونفتخر!

25 ألف مسيحي بالمغرب

مقالات ذات صلة