مغاربة ارتدوا طواعية عن الإسلام وآخرون مكرهين

أشكال تدخل المبشرين تتعدد وكل الطرق مباحة من أجل تخلي المسلم عن ديانته تعددت أشكال الحملات التبشيرية في المغرب، وتعددت معها طرق الدولة للتصدى لها، كما اختلفت أسباب التخلي عن الدين الإسلامي من أجل الالتحاق بعالم المسيح. الأغاني والبرامج والجمعيات غالبا ما يلجأ "جنود التبشير" إلى الاختباء وراء الأعمال الاجتماعية من أجل تحقيق أهدافهم، وبالتالي يصعب على السلطات إثبات عدم قانونية مهام أولئك الأشخاص. فمن أجل تحقيق هدفهم يعتمد المبشرون، وبشكل كبير في جلب تعاطف المسلمين، على الأعمال الاجتماعية ومساعدة المحتاجين والفقراء واليتامى، إذ تجدهم يحاولون التسلل إلى بيوت الطلبة من الذكور والإناث، بل إنشاء بعضها، ويشجعونهم على الانخراط في الأندية والمكتبات والحرص على وجود كتب عن المسيحية بها، كما يولون اهتماما بدور الضيافة والملاجئ للكبار ودور اليتامى واللقطاء، إضافة إلى الاعتناء بالأعمال الترفيهية وحشد المتطوعين لها. ويعمل المبشرون كذلك على إنشاء مخيمات الكشافة للأطفال، وزيارة المسجونين والمرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا والخدمات لهم.لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هؤلاء الأشخاص يعتمدون، أيضا، على طرق أخرى كاللجوء إلى الأغاني الشعبية، التي تعتبر أحدث الطرق، إذ يحول "جنود التبشير" أشهر الأغاني المغربية الشعبية التي تغلب عليها المسحة الصوفية، إلى أغنية تنصيرية تدعو إلى التحول إلى المسيحية، إلى جانب الاعتماد على البرامج الإذاعية لبلوغ هدفهم وتبليغ رسائلهم. ومن أجل تبسيط الدين المسيحي، تتم ترجمة كتابهم المقدس "الانجيل" إلى العربية، وأخيرا أصبح يترجم إلى اللغات المحلية، إذ يجسد ذلك طريقة جديدة ابتكرها المبشرون لبلوغ هدفهم. وفي المغرب هناك ترجمات للإنجيل بالدارجة والأمازيغية. المغرب "تحزم" للمبشرين لم يكن التبشير بالمغرب، قبل سنوات فقط، يثير اهتمام المسؤولين، غير أن تنامي الظاهرة بسبب استغلال الوسائل الحديثة من أجل تبليغ "رسائلهم" والتركيز على الشباب أثار الانتباه، وجعل المسلمين يعون بلهدف الذي يهدد ديانتهم.وانطلاقا من هذا الوضع، وضعت الجهات المسؤولة عددا من الخطوات للتصدي لانتشار الظاهرة بشكل أكبر، وأجبرت عناصر الجمارك على تشديد المراقبة على الأشخاص والسيارات التي تدخل المغرب خلال العطلات الصيفية، من أجل مصادرة الأشرطة والكتب التبشيرية التي تحاول البعثات التبشيرية في أوربا وأمريكا إدخالها عن طريق أفراد الجالية المغربية. وجاء تشديد المراقبة على الحدود المغربية بعد أن تبين أن بعض الكتب والأشرطة وأشياء أخرى لها علاقة بالتبشير تدخل إلى المغرب عن طريق المهاجرين المغاربة، كما أن بعض المواطنين عن غير قصد أدخلوا كتبا وأشرطة دينية وسلاسل تحمل رمز الصليب وقمصانا عليها علامات تبشيرية إلى المغرب على شكل هدايا خاصة للأطفال والبالغين يتسلمونها من البعثات التبشيرية.كما اتخذت السلطات المغربية، قرارات طرد خارج التراب الوطني في حق بعض الأجانب من جنسيات مختلفة وذلك على خلفية، بعد ثبوت قيامهم بأعمال منافية للقوانين الجاري بها العمل. ويوجد من بين هؤلاء الأشخاص، 16 فردا ما بين مسيرين ومقيمين بميتم خيري بجماعة عين اللوح باقليم افران، "كانوا يستغلون الوضعية الاجتماعية لبعض العائلات لاستهداف أبنائها القاصرين من خلال التكفل بهم، دون احترام ومراعاة المساطر القانونية المتعلقة بكفالة الأطفال المتخلى عنهم أو اليتامى" حسب ما سبق أنه أعلنته وزارة الداخلية. وأكدت الوزارة ذاتها أنه تحت غطاء العمل الخيري، كانت هذه المجموعة تمارس أنشطة تبشيرية مستهدفة أطفالا في سن مبكرة لا تتجاوز عشر سنوات، موضحة أنه في إطار الأبحاث التي أمرت بها النيابة العامة تم حجز مئات المنشورات التبشيرية وأقراص مدمجة مخصصة لغاية نفسها، وأن ما قامت به يدخل في إطار "محاربة النشاط التبشيري الذي يروم زعزعة عقيدة المسلمين" وأن "قرار الطرد اتخذ وفقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل وذلك صيانة للقيم الدينية والروحية للمملكة".وفي الإطار ذاته، طردت السلطات المغربية، أيضا، مبشرا في دائرة أمزيز بإقليم الحوز "متلبسا بنشر الديانة المسيحية"، كان يستهدف بنشاطه التنصيري مجموعة تتكون من 14 شخصا معظمهم من النساء والأطفال بهدف نشر تعاليم المسيحية بالمملكة واستقطاب معتنقين جدد (للمسيحية) من المغاربة.ومن الخطوات التي وضعتها الدولة للتصدي لظاهرة التبشير، تكثيف تأطير العلماء للمجال الوطني، بحسب مجلس علمي لكل عمالة أو إقليم، باعتبار أن ذلك من شأنه أن يقترب من كل ظواهر الانحراف المحتمل في الدين ويعالجها بالأسلوب الحكيم والمناسب.اختلفت الأسباب والواقع واحد ليس كل من ارتد عن الإسلام، وحول ديانته إلى المسيحية، مقتنع بخطوته، لأن العديد منهم وجد نفسه أمام الأمر الواقع، سيما الذين أبهرهم كرم وسخاء "جنود التبشير" الذين يعتمدون على الأعمال الاجتماعية لتحقيق هدفهم، مستغلين الفقر، وفي بعض الأحيان، الجهل وانتشار الأمية في صفوف المغاربة.نسبة كبيرة من هؤلاء، وجدوا في تلك "الجمعيات" ضالتهم، واعتقدوا أن تخليهم عن الديني الإسلامي واتباع ديانة من أحسنوا إليهم أو قدموا لهم يد المساعدة، ردا للجميل، وشكرا على مساعدتهم.في المقابل، يؤكد العديد ممن اختاروا ديانة المسيح على الدين الإسلامي، أنهم مقتنعون بقرارهم ويتحملون مسؤولية ذلك، وأنهم "اكتشفوا أن المسيحية، أقرب إليهم وإلى تصوراتهم".الفئتان لهما أسباب مختلفة، إلا أن فئة ثالثة، وهي غالبا ما تكون من الشباب، لا تملك سببا واضحا، إلا أنها ارتدت عن الدين الإسلامي. مختصون يؤكدون أن ربط علاقات مقربة مع المسيحيين من الممكن أن يكون لها تأثير على هذه الفئة، باعتبار أنهم يستغلون تلك العلاقة لتمرير رسائل، تكون في بعض الأحياء مشفرة، ويتركون لهم مهمة توضيحها. كما يمكن أن يكون الإيمان بتحقيق الحريات الفردية، وأن الشاب من حقه أن يختار ديانته، سببا مباشرا في أن يرتد عن دينه الإسلامي، ويختار ديانة قد تناسب أفكاره، المهم أنه اختارها ولم تفرض عليه. فيما اعتبر مختصون آخرون أن التخلي عن الإسلام، أصبح ظاهرة جديدة، تنتشر في الكثير من الدول، وليس فقط في المغرب. إيمان رضيف

مغاربة ارتدوا طواعية عن الإسلام وآخرون مكرهين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قاسم الغزالي ... الملحد الذي فر إلى سويسرا بسبب تهديدات بالقتل

مرتدون...ونفتخر!

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات