عصابات مخدرات ونصب في السجون

المندوبية العامة لم تنجح في إنهاء الفوضى والهاتف المحمول سهل تسيير شبكات إجرامية من خلف القضبان لم تنجح المندوبية العامة لإدارة السجون في مكافحة ظاهرة الاتجار في المخدرات بين السجناء، بل إن الفوضى التي تعرفها السجون سمحت ببروز ظواهر جديدة مثل النصب وتسيير شبكات جريمة منظمة من خلف القضبان.أبرز مثال على وجود فوضى وسوء تدبير لعدد من سجون المملكة انتشار استخدام الهواتف المحمولة بين السجناء، وهو ما سهل على مجموعة من السجناء وبينهم مهربو المخدرات والمختصون في النصب والاحتيال تسيير شبكاتهم من خلف القضبان، إلى درجة أن سجينا انتحل صفات مسؤولين سامين انطلاقا من سجن تيفلت، وبعد كشف هويته عن طريق تحديد مصدر المكالمات فوجئت المصالح الأمنية بأن الأمر يتعلق بمعتقل له سوابق في النصب والاحتيال من داخل السجن.ولدى تفتيش زنزانة السجين عثر على هاتف محمول ومبالغ مالية وتبين أنه أجرى عدة اتصالات هاتفية وطنية ودولية، واستطاع من خلالها النصب وانتحال صفات مسؤولين سامين بينهم كولونيل.وتبين من خلال التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمني أن السجين المشار إليه كان في سجن عكاشة قبل حوالي خمسة أشهر ونصب بهاتفه المحمول ومن خلف القضبان على عدد من المسؤولين بانتحال صفات مستشار ووكيل عام ومسؤولين في الأمن والداخلية. وأوقفت المصالح الأمنية في آخر عملية قام بها السجين/ النصاب موظفا في سجن عكاشة تبين أنه زوده بهاتف محمول وحكم عليه بعد إحالته على القضاء بالحبس النافذ لمدة ثلاثة أشهر. ومباشرة بعد كشف عمليات النصب والاحتيال التي نفذت من داخل السجن، باشرت المندوبية العامة للسجون حملات تفتيش بمجموعة من المعتقلات، وكانت المفاجأة حجز العشرات من الهواتف المحمولة والمبالغ المالية والمخدرات والأقراص المهلوسة.وبعد أيام من حملات التفتيش كشف أمر شبكة لترويج الأوراق المالية المزيفة داخل المركب السجني بسلا، وذلك بعد حجز ورقتين من فئة 200 درهم سلمهما سجين إلى إدارة السجن، وكشف أنه تسلمهما من معتقل يحترف تزوير الأوراق المالية ويقضي عقوبة سجنية مدتها عشر سنوات.ومباشرة بعد توصلها بهذه المعطيات أشعرت إدارة السجن النيابة العامة التي أمرت بإجراء أبحاث وتحريات والاستماع إلى السجين الذي كشف عملية تداول أوراق مالية مزيفة داخل المعتقل، وإلى كل من له صلة بهذا الملف.واستعانت مصالح الشرطة القضائية بكاميرات المراقبة لتحديد زوار المتهم الرئيسي، ومدى علاقتهم بعمليات تزوير الأموال وترويجها.ولم يقف الأمر عند المخدرات والنصب بل تجاوز ذلك، إذ أن شبكات دعارة شكلت داخل السجون من طرف سجينات أوقفن من أجل تهم السرقة أو تقديم شيكات بدون رصيد، كما أن المصالح الأمنية سبق لها أن كشفت في أحد السجون وجود مجموعة من السجينات استعانت بهن إحدى الشبكات المختصة في المكالمات الجنسية، وتبين أنهن استخدمن هواتف في إجراء الاتصالات بالزبناء. وأحيلت منذ بداية السنة الجارية، مجموعة من حراس السجون على القضاء بينهم حارسان اتهما بالمشاركة في تهريب المخدرات إلى السجن، وثلاثة آخرون اتهموا بإدخال هاتف محمول إلى سجين نصب بانتحال صفات مسؤولين...ويشار إلى أنه في سنة 2006 حجزت إدارة السجن المحلي بسلا لدى متهم بالتهريب الدولي للمخدرات مبالغ مالية مهمة، وتبين أنه كان يقدم رشاوي لموظفين في السجن مقابل إسداء خدمات له، إذ كان يستغل ثلاث زنزانات، الأولى خصصها للمبيت والثانية للطبخ والثالثة للاستقبال.والمثير في قضية هذا السجين أنه كان يستقبل أصدقاءه وأفراد عائلته متى يشاء، بل إن المواد الغذائية والأكلات الفاخرة كانت تعد له تحت الطلب من طرف بعض المطاعم بالرباط وسلا، وتنقل إليه داخل السجن وكأنه في إقامته الخاصة.وعلق مصدر مطلع على الأمر بأن تلك الفوضى كانت قبل تحويل إدارة السجون إلى مندوبية وإلحاقها بالوزارة الأولى وإحداث مندوبيات جهوية لتسيير السجون والإشراف على عملية إعادة إدماج السجناء. رضوان حفياني

عصابات مخدرات ونصب في السجون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اكتظاظ بمعقل سيدي سعيد بمكناس أقدم سجن بالمغرب

"اعتقال" حمامة لتورطها في تسريب المخدرات إلى سجن طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات