اكتظاظ بمعقل سيدي سعيد بمكناس أقدم سجن بالمغرب

سجناء يعيشون في زنازن ضيقة وسوء تغذية وصراعات بين قدماء المعتقلين يعد السجن المحلي سيدي سعيد بمدينة مكناس من أقدم السجون المغربية، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى فترة الثلاثينات من القرن الماضي من طرف المستعمر الفرنسي، غير أن وضعه كمؤسسة تأديبية يطرح أكثر من تساؤل حول ظروف النزيلات والنزلاء الذين يقضون مدد عقوباتهم داخل بناية قديمة في حاجة إلى تأهيل، في ظل عدم بناء مؤسسة أخرى بديلة بكل المواصفات والمعايير المحددة، رغم بناء سجن آخر بتولال قبل سنوات قليلة بضواحي المدينة ساهم في التخفيف عن الأول. ونظرا إلى المد السكاني والعمراني الذي تعرفه مكناس والمناطق التابعة لها، وانتشرت ظواهر إجرامية مختلفة مرتبطة بالسرقة والاعتداءات والاتجار في المخدرات، ما جعل مصالح الأمن والدرك الملكي تسجل سنويا مجموعة من القضايا يزج بالمتورطين من ذكور وإناث في السجن لقضاء مدد عقوبات فد تطول أو تقصر، دون إغفال حالة العود بالنسبة إلى المفرجين عنهم، إذ سرعان ما يعود عدد منهم إلى السجن بعد ارتكابهم جرائم معينة. وأمام استفحال ظاهرة الإجرام بشكل عام، فإن سجن سيدي سعيد الواقع غرب مكناس اكتظ بالنزلاء بسبب ضعف طاقته الإيوائية. ورغم كل الخطابات الرسمية التي تقدم المؤسسات السجنية كفضاءات للتأهيل، وتهييء سبل إعادة الإدماج في بعضها، إلا أن وضعية السجن المحلي بالعاصمة الإسماعيلية أبعد ما تكون عن لعب هذا الدور، رغم المهام التي يقوم بها الحراس وعموم الموظفين الذين يسهرون يوميا على فرض النظام. وأمام معضلة الاكتظاظ التي يعرفها السجن المحلي للمدينة والنقص في التغذية وصعوبة الولوج إلى العلاج، وقلة الحيز الزمني للفسحة وسط معتقلي الحق العام، يطرح على الجهات المعنية التفكير في إيجاد بديل بالنسبة لعموم النزلاء أو الموظفين الذين يشتغلون في ظروف صعبة سواء أثناء المراقبة أو تنظيم الزيارة بالنسبة إلى أسر وعائلات النزلاء التي تتحمل بعضها عبء السفر والانتظار أمام البوابة إلى حين السماح لها بزيارة وتسليم القفات وفق ضوابط جار بها العمل. ويتحدث بعض المفرج عنهم بعد قضائهم عقوبات سجنية عن نزلاء يعانون الاكتظاظ داخل زنازين في بناية قديمة، إذ أن المساحة المخصصة لهم صغيرة، سواء بالنسبة إلى القدامى منهم أو الجدد، إلى جانب الصرامة اليومية للموظفين تجاه النزلاء المخالفين للنظام الداخلي، ناهيك عن مشاهد صراعات شخصية تحدث بشكل يومي داخل الزنازين بين المعتقلين لأسباب مختلفة، ما يجعل الهاجس الأمني للإدارة السجنية هو المسيطر في كثير من المواقف من أجل الحفاظ على النظام. ويقول بعض المتتبعين إنه الميزانية المرصودة، فإن الأوضاع التي يعيشها السجين مقلقة للغاية. كما أن هناك أسبابا إضافية تساهم في استفحال الأوضاع داخل المؤسسة السجنية، يمكن إجمالها في لجوء النيابة العامة وقضاة التحقيق في القضايا المعروضة عليهم من طرف الضابطة القضائية لمسطرة الاعتقال الاحتياطي، مع التأخر بشكل اضطراري في البت لفض النزاعات خصوصا في القضايا الجنحية، وعدم اللجوء أحيانا لإجراءات الصلح الممكنة، وكذلك وجود عائق في القانون وهو غياب مساطر تتعلق بالعقوبات البديلة غير السالبة للحرية. ويلاحظ خلال أوقات الزيارة أن عددا من الأسر والعائلات تحاول توفير «قفات» تحتوي على مواد غذائية وسجائر ومشروبات غازية وإدخالها إلى ذويها من السجناء التحلي بالحيطة والحذر بالنسبة إلى ممنوعات وما شابهها، إذ يتم ضبطها مدسوسة داخل الأطعمة واتخاذ إجراءات زجرية في حق المخالفين. وتبقى جرائم الاتجار في المخدرات في مقدمة الأسباب التي تزج بأصحابها في السجن وتليها جرائم الاعتداء والضرب والجرح والسرقة والقتل والنصب.... عبد العالي توجد (مكناس)

اكتظاظ بمعقل سيدي سعيد بمكناس أقدم سجن بالمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سجن عين عائشة... "ريحتو عطات"

عصابات مخدرات ونصب في السجون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات