محاربة المخدرات في رمضان….لعبة القط والفأر

حواجز أمنية وعمليات مداهمة لا تمنع من استمرار تقريب الحشيش من الصائم يشهد سوق المخدرات في شهر رمضان انتعاشا كبيرا، على غير العادة رغم ما يسبق من حملات أمنية، يراد منها الحد من انتشار هذه الآفة. إلا أن وجودها بتلك الكميات يطرح علامة استفهام حول تلك الحملات والحماية التي يحظى بها بارونات المخدرات.الصباح في ملفها الاسبوعي اختارت مناقشة هذه الإشكالية من خلال ربورتاجات بمدن البيضاء وفاس والناظور ومراكش، تم خلالها تشريح الظاهرة، وأخذ رأي المختصين في علم النفس والاجتماع. وكشف عدد من المدمنين في لقاء مع «الصباح» بالبيضاء أن لهم طقوسا خاصة في شهر رمضان، إذ يتداولون في ما بينهم أسماء المروجين ونوعية الحشيش الجيد، وأسماء الأحياء الشهيرة بترويجه، بل منهم من يجري بحثا عن الأحياء التي تستهدفها حملات الشرطة، خلال هذه السنة، ويتم تعميم الخبر بين المدمنين حتى يتجنبوا لعنة إدمان قد تقود إلى السجن، فجودة الحشيش والإجراءات الاحترازية للإفلات من قبضة الأمن شرطان أساسيان قبل انطلاق رحلة البحث عن المخدرات في البيضاء.أما في فاس فإن سوق المخدرات، تنشط بشكل كبير في شهر رمضان الكريم. وتنتعش تجارة واستهلاك الأقراص المهلوسة والشيرا و»الغبرة البيضاء» وما جاورها في مختلف الأحياء التي يعرف بعضها بأسماء مروجي المادتين وكل ما من شأنه أن يخدر الدماغ ويخمد نار «البلية» في الجوف ليلا، بعد أن تتأجج نهارا.وبالناظور فإن المعطيات التي استجمعتها «الصباح» من المصادر ذاتها، تؤكد بالملموس غياب الحملات الأمنية عن اغلب الأحياء التي تشهد ذروة نشاط شبكة المروجين الكبار، سيما منها تلك الواقعة وسط المدينة، حيث يزداد تردد المستهلكين عليها خلال فترة ما بعد الزوال إلى حدود حلول موعد الإفطار، وتتم عمليات البيع والشراء في الغالب بشكل مكشوف، أو عبر شبكة أخرى من المجندين لتوزيع هذه المخدرات في نقط محددة، تفاديا لاحتمال وقوع المروج في قبضة الأمن.ويرى الهادي الهروي، أستاذ باحث في السوسيولوجيا، أن هناك ضرورة للتحسيس بهذه الآفة والمخاطر التي قد تترتب عنها، وتعبئة كل القوى الحية لمحاربتها، وعلى المسؤولين الاختيار بين الحفاظ على صحة الطاقات البشرية لما لها من أهمية في بناء المغرب القوي الذي يتطلع إليه شبابه، وبين تكديس الأموال وتبييضها، علما أن العلاج من الأمراض المترتبة عنها تتطلب صرف الوقت والمال الكثير. ويذهب الهادي إلى أنه ينبغي اتباع إستراتيجية فاعلة وناجعة ودقيقة لمحاربتها.ويعتبر عبد الجبار شكري، الباحث في علم الاجتماع وعلم النفس، أن من أسباب انتشار المخدرات بكثرة في رمضان هو الطرف من قبل السلطات الأمنية عن ترويج المخدرات والحشيش من أجل ترسيخ دين اليسر وليس دين العسر، أي الدين المتساهل في أذهان الناس لمحاربة الدين المتشدد الذي تغذيه الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويتم التسامح مع هذه الظواهر التي تبدو شاذة في شهر رمضان. هذا من جهة ومن جهة أخرى يرجع الأمر إلى آفة الارتشاء والحصول على الأموال من طرف أباطرة المخدرات وأذنابهم مما يدفع السلطات الأمنية إلى غض الطرف عن ترويج المخدرات والحشيش ويؤدي إلى ارتفاع استهلاكها في شهر رمضان. كريمة مصلي

محاربة المخدرات في رمضان….لعبة القط والفأر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أثمان قياسية للمخدرات في رمضان

شهد: تخليت عن رومانسيتي من أجل "الملكة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات