رمضان … مفارقة بين المقاربة الأمنية والانتشار المهول للمخدرات

شكري: غض الطرف عن ترويج المخدرات يرفع استهلاكها في رمضان المخدرات في رمضان تشكل مفارقة حقيقية بين الحملات الأمنية التي تشن قبيل قدوم رمضان وأثناءه، والانتشار الواسع لها. ففي الوقت الذي تعتمد الإستراتيجية الأمنية لمحاربة المخدرات في رمضان، على الحملات الاستباقية التي يشنها رجال الأمن بكثرة في المناطق التي تعرف رواجا وانتشارا، وتعبر نقاط سوداء غالبا ما يصعب ولوجها. بالمقابل تشهد تلك التجارة رواجا كبيرا خلافا لباقي أشهر السنةويرى المراقبون أن الانتشار الكبير للمخدرات خلال شهر رمضان يرجع بالأساس إلى أن الحملات الأمنية باختلافها تستهدف صغار المروجين أو معاونيهم فيما يظل البارونات في منأى عن المتابعة، ما يدفع إلى طرح علامات استفهام حول نوع الحماية التي يتمتع بها باروانات الحشيش في المغرب، تجعلهم في منأى عن المتابعة وتسهل عملهم داخل المدن في غفلة عن الحواجز الأمنية المنتصبة على جميع مداخل المدن وخارجها.ورغم الحملات الأمنية المكثفة التي تشنها المصالح الأمنية، للحد من ظاهرة الاتجار في المخدرات، فهي تبقى بدون جدوى على اعتبار أن أغلبية الموقوفين في تلك العمليات هم من حديثو الخروج من المؤسسات السجنية استفادوا من العفو الملكي الأخير، وكانوا متابعين في قضايا الاتجار في المخدرات، ويرى المتتبعون أن عدم التعامل مع هؤلاء بصرامة من خلال حرمانهم من الاستفادة من العفو الملكي، وضم العقوبة التي يدانون بها إلى تدابير وقائية، كعقوبات إضافية، لن يعطي للحملات الأمنية الغاية المتوخاة منها، إذ أن اغلب تجار المخدرات، لا يعيرونها أي أهمية ويعتبرونها موسمية.هذه المفارقة تفيد أن هناك خلالا نفسيا ومجتمعيا في التعامل مع الظاهرة. ويرى عبد الجبار شكري الباحث في علم الاجتماع وعلم النفس أنه خلال شهر رمضان يضطر الناس إلى ضرورة التخلي عن الكثير من العادات والسلوكات، كشرب الخمر وتناول المخدرات والحشيش، لكن هذا التخلي يتم في لحظة في صيرورة الزمن اليومي عند النهار، في حين يعود بعض الناس إلى تلك الطقوس بعد الفطور، وهذا يرجع إلى مجموعة من الأسباب من أهمها هؤلاء الذين لا يستطيعون التخلي عن هذه الطقوس، هم في الأصل مدمنون عليها إدمانا سيكولوجيا، إذ لا يستطيعون مقاومة هوى الإدمان، وأن نظام القيم الديني متساهل مع الكثير من الممنوعات، فهو نظام يقوم بتبريرها وإعطائها شرعية الوجود والممارسة من داخل الدين نفسه.ويعتبر شكري أن من أسباب انتشار المخدرات بكثرة في رمضان هو غض الطرف من قبل السلطات الأمنية عن ترويج المخدرات والحشيش من أجل ترسيخ دين اليسر وليس دين العسر، أي الدين المتساهل في أذهان الناس لمحاربة الدين المتشدد الذي تغذيه الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويتم التسامح مع هذه الظواهر التي تبدو شاذة في شهر رمضان. هذا من جهة ومن جهة أخرى يرجع الأمر إلى آفة الارتشاء والحصول على الأموال من طرف أباطرة المخدرات وأذنابهم مما يدفع السلطات الأمنية إلى غض الطرف عن ترويج المخدرات والحشيش ويؤدي إلى ارتفاع استهلاكها في شهر رمضان. كريمة مصلي

رمضان … مفارقة بين المقاربة الأمنية والانتشار المهول للمخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رحلة في دروب المخدرات بالبيضاء

أثمان قياسية للمخدرات في رمضان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات