المجال الفني ملوث

خلاف قال إن تتويجات فيلم "مسافة ميل بحذائي" مسؤولية ثقيلة قال المخرج سعيد خلاف إن الرقم الذي حققه فيلمه «مسافة ميل بحذائي»، بتتويجه مجددا في بوركينافاسو للمرة الحادية والعشرين، غير متوقع وأنه يلقي بمسؤولية ثقيلة على عاتقه من أجل رفع سقف التطلعات في عمله المقبل. كما قصف المخرج الشاب من أسماهم المتحكمين في دواليب الشأن الفني بالمغرب واصفا إياهم بأنهم مدعون للفن ولا تربطهم أي علاقة به. كما تحدث عن مقامه في كندا وتجربته هناك وأشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار. < توج شريط «مسافة ميل بحذائي» مجددا في مهرجان «فيسباكو» ببوركينا فاسو ليصل عدد الجوائز التي حصل عليها حوالي 21 جائزة ماذا يعني لك هذا الرقم؟ < صراحة هو رقم غير متوقع، خاصة أن «مسافة ميل بحذائي» هو أول تجربة لي في إخراج الفيلم الطويل، وبه حققت حلما طالما راودني منذ سنوات، وهي المسألة التي تطلبت مني استعدادا خاصا ليكون العمل ملفتا للانتباه واستنفرت له كل جوارحي ليكون في مستوى تطلعات الجمهور، لكن مع ذلك لم أتوقع كل هذا الاحتفاء والتتويج الذي حظي به العمل، إذ بقدر ما يشكل الأمر بالنسبة إلي مصدر فخر واعتزاز بقدر ما يشكل لي نوعا من الضغط والمسؤولية الثقيلة تجاه العمل المقبل، إذ من الصعب جدا أن تسلط الأضواء عليك منذ أول تجربة، لأن المسألة يمكن أن تأتي بنتائج عكسية وتجعل صاحب العمل يعيش قلقا وتوترا ويشعر بأن عليه أن يرفع سقف التطلعات ولا يستكين إلى نجاح التجربة السابقة. < على ذكر العمل الثاني هل تحددت معالمه؟ < كانت محددة سلفا وتقدمت بمشروعه إلى المركز السينمائي المغربي إلا أنه رفض من قبل لجنة القراءة، بسبب موضوعه الذي ما زال يثير حساسية في الكثير من المجتمعات. < ما هو هذا الموضوع؟ < لا أريد أن أفصح عنه حتى لا أتهم بأني أريد أن أفتعل نقاشا عموميا حوله، أفضل إرجاء الأمر إلى حين أن تتيسر لي أمور إنتاجه بطرق خاصة، وهي المسألة التي تجري حاليا على قدم وساق من أجل توفير الدعم له وإنتاجه بشكل مستقل، حينها سأبين أنه لا مشكل في معالجة بعض المواضيع، بل في الكيفية التي تتم بها معالجتها فنيا وسينمائيا. < وما هو المشروع الذي تشتغل عليه حاليا؟ < انتهيت للتو من تصوير سلسلة أمازيغية من أربع حلقات بعنوان «المفتش قاسم» ستبث خلال الموسم الرمضاني على القناة الثامنة. < هل تعتقد أن نجاحك في فيلمك السينمائي الأول يجعلك تعتقد أنك ستصادف النجاح نفسه في التلفزيون؟ < التجربة هي التي تحدد ما إذا كان العمل سيكون ناجحا أم لا، وأعتقد أن هذه السلسلة تجربة جديدة بالنسبة إلي ومغامرة فنية حرصت على خوضها بكل ثقة رغم أنني لا أتقن اللغة الأمازيغية، لكن مع ذلك أخذت التجربة بكل جدية ونحن الآن في مرحلة المونتاج وأتمنى أن ينال رضا المتلقي. < ما دمت قررت خوض الإخراج التلفزيوني لماذا لم تبدأ العمل بالدارجة المغربية؟ < هذا يتطلب مني الاشتغال مع القنوات المعروفة مثل الأولى و»دوزيم»، ويبدو أن مجال الاشتغال في هاتين القناتين محصور وضيق، وهناك جسر مسطري معقد علي أن أعبره وليست لدي حاليا الطاقة لتحمل كل هذا. < بعد سنوات قضيتها بكندا عدت إلى المغرب لتصنع اسمك فيه بفيلمك الأول ماذا أظهرت لك هذه التجربة بخصوص المشهد الفني في بلادنا؟ < للأسف المجال الفني بالمغرب غارق بأشخاص لا علاقة لهم بالفن هم المتحكمون في دواليبه ولهم اليد الطولى فيه، قلة قليلة هي من تجدها تشتغل للفن من أجل الفن، أما الباقون فإن الاشتغال الفني يقع خارج حساباتهم. وكل همهم هو محاربة الآخرين وصرف جهد خارق في سبيل ذلك كان حريا بهم أن يوظفوه في أعمال فنية ماداموا يدعون الانتساب إلى هذا المجال، الذي أفسدوه باختراق كل المجالات المتصلة به، من مهرجانات وقنوات تلفزيونية ونقابات وإخضاعها لمنطق المحسوبية والزبونية والرشوة، لقد صار المجال الفني ملوثا بسبب هؤلاء وحان الوقت لفسح المجال أمام الفنانين الحقيقيين الذين استنكف الكثيرون منهم عن الدخول في حروب معهم وتركوا لهم المجال فارغا ليعيثوا فيه كما يشاؤون. < ما دام المناخ الفني بالمغرب ملوثا كما تقول لماذا تركت كندا وجئت إليه؟ < ليس من السهل اقتحام المجال السينمائي بسهولة في كندا، كما أنني انتهيت للتو من فترة تكويني ودراستي هناك، فرأيت أنه من الأحسن أن أبدأ بفيلم مغربي لأنني في النهاية مرتبط بالبيئة المغربية وأفهمها أكثر من أي بيئة أخرى لأني لم أغادر المغرب إلا في سن التاسعة والعشرين، بل إنني عشت ظروفا صعبة بكندا خلال هجرتي إليها خاصة أنها جاءت بعد أحداث 11 شتنبر 2001 وهو ما جعلني أواجه شبح البطالة، بل وتدرجت في مهن صغيرة لأعيل نفسي هناك، قبل أن أرتمي في أحضان الفن بدءا بالمسرح ثم التحقت بمعهد للسينما هناك حيث تلقيت تكويني، كما أنني لم أتوقع لحظة عودتي إلى المغرب بأن يحظى مشروعي لفيلم «مسافة ميل» بالقبول من قبل المركز السينمائي المغربي، وهو ما تم و»ربي ما خيبناش». أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور > من مواليد 1970 بالبيضاء > درس الإعلاميات واشتغل موظفا في بنك. > هاجر إلى كندا في 2003 ومارس المسرح هناك. > درس السينما بمعهد متخصص وله مجموعة من الأفلام القصيرة.

المجال الفني ملوث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحوري يتغنى بالمرأة

سيرك عمار يغادر كورنيش البيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات