كوبا…”نابوليون” الكرة

عمل منجميا وكهربائيا وفاز بثلاثة ألقاب أوربية ولعب إلى سن السبعين تدرج في عدد من المهن وجرب العمل في أسوأ الظروف بالمناجم الفرنسية، لكن حلم الكرة ظل دائما يراوده، قبل أن يصل رفقة ريال مدريد إلى العالمية. بعد أن بدأت مواهبه تظهر التحق بأحد الأندية الهاوية لكنه ظل دائما يعشق العمل في المناجم، لكن بعد أن تحول إلى محترف، أصبحت الأمور أكثر صعوبة. قبل أيام قليلة غادر الدنيا بعد أن أطلقت عليه الصحافة الفرنسية ”نابوليون” باعتباره أول فرنسي يفوز بلقب كأس أوربا للأندية البطلة (عصبة الأبطال حاليا). هو ريمون كوبا، البطل الفرنسي الخارق، الذي شكل رفقة دي استيفانو وبوشكاش ثلاثيا مرعبا. البولوني...المنجمي اسمه الأصلي ريمون كوباسيفسكي، من مواليد ثالث عشر أكتوبر 1931 بشمال فرنسا، يتحدر من عائلة بولونية، فجداه رحلا من بولونيا إلى فرنسا في 1919، رفقة أبنائهما الأربعة من بينهم فرانسوا، والد ريمون، الذي كان يعمل بالمناجم، أما أمه، إيلين، فهي أيضا من أصول بولونية. رغم مشاكله في المدرسة، إلا أن ريمون كوبا نجح في إنشاء فريق لكرة القدم في الشارع رفقة بولونيين وبعض الفرنسيين والإيطاليين حين كان طفلا، وسرعان ما أصبح الفريق قويا، وبفضل مراوغاته، جلب الغلام الفرنسي أنظار نادي ”نوه لي مين” الذي انضم إليه في 1941. خلال الحرب العالمية الثانية، وحين كان شمال فرنسا تحت حكم الألمان، تحصل ريمون على أول كرة له من الجلد، بعد أن تمكن من سرقتها رفقة أصدقائه من جنود ألمانيين كانوا على ملعبهم الخاص، وقال اللاعب بخصوص ذلك ”بطريقتنا هذه، كانت بمثابة مقاومة، أليس كذلك”. ورغم بداياته الاحترافية مع ناديه، إلا أن ريمون واصل العمل في المناجم خلال عامين ونصف. وفي أكتوبر 1947، تعرض الشاب الفرنسي لحادث في العمل حيث جرح أصبعيه، الإبهام والسبابة، فتحصل على تعويضات تبلغ 200 فرنك فرنسي شهريا وبدأ في التوقف عن العمل تدريجيا، وبعد سنتين، عاد ريمون إلى العمل، لكن لأنه لاعب محترف، كان محميا فعمل نحاسا. الكهربائي المحترف خلال مسابقة ”اللاعب الشاب” لـ 1949، جلب ريمون كوبا أنظار كل من ناديي أنجيه ورانس، فرفض اللاعب عرضا من النادي الأول لعله ينتقل إلى رانس، فانتقل إلى أنجيه مقابل مائة ألف فرنك والحصول على عمل كهربائيا. بعد عامين ناجحين حيث شارك في ستين مباراة سجل خلالها 14 هدفا، شارك ريمون في دورة إعدادية في الجزائر رفقة نادي رانس، فقرر النادي التعاقد معه مقابل مليون و800 ألف فرنك، فشارك في 107 مباريات مع النادي سجل خلالها 54 هدفا لمدة خمس سنوات. بعد مباراة رائعة رفقة منتخب فرنسا ضد إنجلترا، أصبح اللاعب الملقب بـ”نابوليون” حينها مطمع كبار الأندية الأوربية كميلان وريال مدريد، ورغم تمسكها باللاعب، إلا أن إدارة النادي رضخت لعرض من النادي الملكي مقابل 520 ألف فرنك. العالمية في موسمه الأول مع الميرينغي، شارك ريمون كوبا جناحا أيمن، ولكن بعد الخسارة برباعية بيضاء في الكلاسيكو، تم إشراك اللاعب الفرنسي رأس حربة، فنجح في تسجيل هدفين في ديربي العاصمة أمام أتليتيكو مدريد، وهدفين آخرين أمام غرناطة، ولكن بطلب من دي ستيفانو، عاد الفرنسي إلى مكانه جناحا أيمن. بعد تتويجه بكأس الأندية الأوربية البطلة، ولأنه أول فرنسي يتوج باللقب، انضم المجري فرينتس بوشكاش إلى الفريق والذي كان قدوة لريمون كوبا، فتوجا معا بلقبين آخرين في كأس الأندية الأوربية البطلة. وبعد ثلاث سنوات، وبعد 101 مباراة سجل خلالها 41 هدفا، عاد اللاعب إلى نادي رانس، ورغم معاناة ناديه في البقاء في الدرجة الأولى، إلا أن ريمون بقي وفيا ولعب 287 مباراة سجل خلالها 42 هدفا لمدة ثماني سنوات، توج خلالها بالكرة الذهبية ل 1958، قبل أن يعتزل عالم الساحرة المستديرة في 1967. الحلم الفرنسي استدعي ريمون كوبا للعب مع منتخب فرنسا للشباب في مواجهة هولندا، ولكن لأن أباه كان بولونيا، كان له الحق في الاختيار، ليقرر اختيار الدفاع عن ألوان المنتخب الفرنسي. وبعد تألقه مع الفئات الصغرى لمنتخب فرنسا، تمكن ريمون كوبا من حصد مكان في منتخب فرنسا للكبار، فلعب أول مباراة دولية أمام منتخب ألمانيا. ومنذ ذلك الوقت، أصبح ريمون كوبا نجم الفريق رفقة الهداف جيست فونتين، فشارك في 45 مباراة سجل خلالها 18 هدفا لمدة عشر سنوات، شارك خلالها أثناء نسختين من كأس العالم 1954 حيث خرج من الدور الأول و1958 حيث احتل المركز الثالث. النهاية الأولى كان ريمون كوبا من جديد في الفريق الأول لنادي رانس في الدوري الفرنسي، ولكن على الورق فحسب، وذلك من أجل ملء القائمة بـ11 لاعبا محترفا، لكنه كان قد اتخذ قراره النهائي. قبل بلوغه سن 42 عاما، اتصل جيست فونتين، بريمون المدير الرياضي لباريس سان جيرمان للعب مع الفريق في دوري الدرجة الثانية، لكن اللاعب رفض العرض، وشارك في مباراة إعدادية واحدة فقط سجل خلالها ثلاثية. واصل ريمون اللعب هاويا، فشارك في عدة مباريات إعدادية إلى أن بلغ سن السبعين، أصيب حينها في رجله اليمنى. النهاية الأخيرة صبيحة الثالث من مارس 2017، توفي الأسطورة ”نابوليون”، ووصفته ”ليكيب” ب ”لاعب تميز بمراوغاته الرائعة وحركاته الفنية، فنان تميز سواء في الملاعب الفرنسية أو الإسبانية، رحل ريمون كوبا، نابوليون كرة القدم”. وخلال مساره الرياضي، ألفت حوله الكثير من الكتب والسير، أبرزها ”مباراتي وحياتي” و”كرتي” وكوبا من طرف ريمون كوبا” و”لو كوبا”. إعداد: أحمد نعيم أرقام وإنجازات لعب كوبا نهائي كأس الأبطال في 1956 رفقة ريمس الفرنسي، لكنه خسرها أمام ريال مدريد الذي لعب له بعد ذلك. ورفقة الملكي أصبح أول فرنسي يحصل على الكأس (عصبة الابطال) ليس لمرة واحدة فقط بل في ثلاث مناسبات (1957 و1958 و1959) إضافة إلى لقبين لليغا (1957 و1958). حقق أيضا أرقاما رفقة ريمس الفرنسي حين فاز رفقته بلقب الدوري الفرنسي ثلاث مرات. كوبا أيضا هو أول فرنسي يحصل على الكرة الذهبية (1958). ورفقة البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، هم الثلاثة الوحيدون الذين ظهروا في الترشيحات النهائية لأربع سنوات متواصلة. اختير كوبا أحسن لاعب في كأس العالم 1958 وتم اختياره أيضا لثلاث سنوات متتالية ضمن المنتخب العالمي. وفي 23 أكتوبر 1963، اختير ضمن منتخب الأساطير، (بوسكاش وياشين ودجالما وأوزيبيو ودي استيفانو وإيفزاغوير وسيلير وماسوبوست وسوسكيتش وشينليغير وبوبلار وخينطو). رونالدو يحتفل بكوبا احتفل البرتغالي كريستيانو رونالدو، بالكرة الذهبية الرابعة التي حصدها في مساره في حضور نجوم الملكي السابقين الذين توجوا بالجائزة نفسها بالسانتياغو بيرنابيو. وعرضت الكرة الذهبية الرابعة في الملعب قبل أن يتسلمها رونالدو من لاعب الملكي السابق فرانسيسكو خينتو، ليضعها البرتغالي بجانب الكرات الثلاث التي فاز بها أعوام 2008 بينما كان في صفوف مانشستر يونايتد, و2013 و2014 مع الريال. كما عرض فيديو للاعب الوسط البرازيلي كاكا والمدافع الإيطالي فابيو كانافرو اللذين فازا بالكرة الذهبية عامي 2007 و2006 على الترتيب ولم يتمكنا من الحضور لـ”سانتياغو برنابيو” وقاما بتهنئة كريستيانو من خلال المقطع المصور. وحضر الاحتفال البرازيلي رونالدو والبرتغالي لويس فيغو والفرنسي ريمون كوبا والإنجليزي مايكل أوين, فضلا عن مدرب الملكي ولاعبه السابق الفرنسي زين الدين زيدان.

كوبا…”نابوليون” الكرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خيالة الأمن تتألق في الفروسية

رونار يستدعي أزارو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات