بانوراما الصيف: تفجير أركانة…التفاصيل الكاملة لما وقع – الحلقة الرابعة عشرة –

العثماني يهدد فرنسا بتفجيرات بعد منع النقاب صور شريط فيديو يحرض فيه "المجاهدين الشباب" على ضرب المصالح الغربية في المغرب في يوم 28 أبريل الماضي، حوالي الساعة 11 و55 دقيقة بالضبط، دوى انفجار هائل بمقهى "أركانة" في ساحة جامع الفنا السياحية بمراكش. الانفجار العنيف خلف 10 قتلى على الفور، فيما نقل العشرات إلى المراكز الاستشفائية المختصة. وبعد حوالي ثلاثة أيام، تم تحديد الحصيلة النهائية: 18 قتيلا وأكثر من 40 جريحا من مختلف الجنسيات.وتضاربت الأنباء في أول الأمر، وراجت فرضية انفجار قنينة غاز، لكن المعطيات الأولية للأبحاث كشفت أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي. على الفور حل جلالة الملك بمكان الحادث، الذي قطع جميع برامج عمله في ذلك اليوم، وجاء للاطمئنان على الضحايا، وتعزية أسر القتلى، ومعاينة فداحة ما وقع عن كثب، قبل أن يعطي تعليماته بإجراء أبحاث معمقة في إطار الاحترام التام للقانون.وتناقلت وسائل الإعلام الوطنية والدولية تصريحا مرئيا لوزير الداخلية، وهو يتوعد بتعقب الجناة أينما كانوا، وتسليمهم إلى العدالة لأخذ القصاص منهم. ولم يكد يستفيق المغاربة من هول الصدمة بعد، حتى أعلن الوزير عن إيقاف المتهم الرئيسي، عادل العثماني، الذي يلقب ب"أبي صهيب" و"أبو سياف الزرقاوي" و"أبو تراب المهاجر". وبعده بأيام قليلة، تم الإعلان رسميا عن إيقاف ستة أشخاص آخرين، تبين أنهم كانوا على علم بالمخطط الإرهابي، وباركوا عملية تنفيذه.فمن هو "أبو سياف الزرقاوي"؟ وكيف نشأ واعتنق الفكر الوهابي المتطرف؟ وكيف التقى بأفراد الخلية؟ ووحدتهم الرغبة في "الجهاد" في أي بؤرة من بؤر العالم، وبعد أن عجزوا عن الالتحاق بصفوف القاعدة، بعد محاولات هجرة فاشلة إلى سوريا والشيشان والعراق وليبيا، وترحيلهم إلى المغرب، قــــــرروا تنفيـــــــــذ مخططاتهــــــم في أرض وطنهم، بمباركة من قيــــــــاديين في القاعــــــــدة؟ "الصباح" تنفرد بنشر التفـــاصيل الكاملة لما وقع. أكد عادل العثماني، منفذ عملية "أركانة"، أنه بعد انتهائه من التنفيذ وتخلصه من جميع آثار الجريمة الإرهابية، اجتمع بحكيم الداح وعز الدين لشداري، وناقشوا موضوع تقوية الإيمان والاستعداد لأي بلاء يمكن وقوعه. وصرح أنه في اليوم الموالي التقى كذلك بحكيم الداح ووديع الملقب "اسقريبة" بالقرب من إعدادية بئر انزران، فطلب حكيم يطلب من الأخير إزالة كل ما يرمز إلى الجهاد من أناشيد وأشرطة ذات مضمون جهادي من بيته، مع التخلص منها، سواء كانت مسجلة بالهاتف أو الحاسوب، وذلك تطبيقا لمبدأ "الأمنيات" المعتمد من طرف قياديي القاعدة.وذكر العثماني في التحقيقات أنه قرر مغادرة المغرب إلى ليبيا بعد العملية التفجيرية بهدف الانضمام إلى صفوف القاعدة وبث شريط مرئي عبر شبكة إلكترونية جهادية يعلن من خلاله مسؤوليته الكاملة عن تنفيذ هذه العملية ودواعيها، كما كان يريد نسبها إلى تنظيم القاعدة، مع الحرص على أن يظهر ملثما مستعملا لقب أبو سياف الزرقاوي". وبخصوص المدعو "أبو الخطاب الدليمي" الموجود بالعراق، قال إنه لا يعرفه كشخص، وإنما تعرف عليه على شبكة الإنترنيت، مشيرا إلى أن اللقاءات التي كانت تتم بينهما في العالم الافتراضي حصلت ما بين بداية سنة 2011 إلى غاية مارس 2011، مؤكدا أن مراسلاته الإلكترونية تركزت معه حول المعلومات المتعلقة بعملية التفجير والمواد المستعملة فيها وكيفية تهيئة العبوات وكيفية نقلها.واعترف العثماني بإشعار "أبو الخطاب الدليمي" بنيته باستهداف مقهى يرتادها السياح الأجانب في بلده المغرب، فبارك له هذه العملية ودعا له بالتوفيق والنجاح فيها، مشيرا إلى أنه قام بتسجيل الشريط بواسطة كاميرا رقمية، وهي نفسها الكاميرا التي استعملها كوسيلة تمويهية قبيل وبعد العملية التفجيرية التي نفذها، بمنزل والده الكائن بحي سيدي عبد الكريم دون حضور أي شخص، وذلك قبل تنفيذ العملية بأسبوع، إذ كان قرر أن يعمل على بثه على شبكة متطرفة عبر الإنترنيت بعد تنفيذ العملية التفجيرية.وقال إنه سجل مقطعا بهذا الشريط بالطابق الثاني بالمنزل حينما كان يقوم بتجهيز الصواعق، أما المقطع الثاني فقد سجله بمرآب في المسكن نفسه، حيث تحدث في المقطع الأول محرضا الشباب المجاهدين على السير على هذا المنوال من أجل استهداف المصالح الغربية بالمغرب، خاصة مصالح فرنسا. وأوضح أن الشعر المستعار الذي استعمله في هذا التسجيل هو نفسه الذي قام باستعماله في تنفيذ العملية الإرهابية. أما بالنسبة إلى مضمون خطابه المسجل بالمقطع الثاني، فإنه يتضمن رسالة إلى فرنسا يدعوها فيها إلى الخروج من الدول الإسلامية وتهديدها في حالة عدم الاستجابة لهذا الأمر، إضافة إلى دعوة جميع المسلمين إلى تبني طريقة العمل الجهادي الفردي لأنه أنجع، حسب رأيه، في مواجهة الحملة الصليبية وتهديد الحكومة الفرنسية باستهداف مصالحها في عقر دارها بعد فرضها قانونا بمنع النقاب. كما دعا إلى محاربة السلطات الأمنية المغربية لضلوعها في اعتقال مجموعة من السلفيين الجهاديين. وبالنسبة إلى الفقرة التي تبتدأ بما يلي "رسالة إلى إخواني المسلمين في شمال المغرب عامة، تذكروا أمجادكم ..."، فالهدف منها هو إيهام السلطات الأمنية المغربية وحصر أبحاثها في منطقة شمال المغرب حتى يكون في منأى عن أي شكوك أمنية. محمد البودالي

بانوراما الصيف: تفجير أركانة…التفاصيل الكاملة لما وقع – الحلقة الرابعة عشرة –

العثماني يهدد فرنسا بتفجيرات بعد منع النقاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

العثماني يهدد فرنسا بتفجيرات بعد منع النقاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بانوراما الصيف: ساحات التحرير (الحلقة الحادية عشرة)

بانوراما الصيف: رائد الأغنية الأمازيغية 7

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات