الرميلي: قريبا سنعمل بطب العائلة

المديرة الجهوية للصحة كشفت عن إطلاق مشروع جديد وأكدت أهمية الحوار الاجتماعي لإنجاح المشاريع العلاجية كشفت نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية للصحة لجهة البيضاء- سطات، مشروعا جديدا لطب العائلة، يهم تخصيص طبيب في المراكز الصحية لعدد من العائلات، يتابع حالتهم الصحية من الولادة إلى الوفاة، موضحة أن الأطباء المغاربة تلقوا تكوينا في هذا الشأن بإسبانيا، مؤكدة أن حل مشاكل الخصاص في الخدمات الاستشفائية، يمر عبر إحداث أقطاب علاجية، مشددة في حوار مع «الصباح»، على أهمية الحوار الاجتماعي في إنجاح هذا المشروع، الذي سيساعد إلى جانب القوافل الطبية، على تحسين جودة الخدمات العلاجية وتعزيز الولوج إليها. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: بدر الدين عتيقي < بماذا تفسرون عدم رضى المواطنين عن الخدمات الصحية ؟ < رغم الجهود المبذولة من قبل مصالح الصحة في الجهة، يظل المواطنون غير راضين عن الخدمات المقدمة لهم، وهذا يعود إلى عدة أسباب، إذ نعترف دائما بمشاكلنا ونواجهها بموضوعية، ذلك أن الجهة تحوي 16 مندوبية، ومستشفى من المستوى الثاني مثل مولاي يوسف بالبيضاء، يستقبل ثلاثة آلاف مريض يوميا، من أصل 10 مستشفيات موجودة، ما يشكل ضغطا كبيرا على فضاءات العلاج، علما أن كل مستشفى يفترض أن يتوفر على أربعة تخصصات ضرورية، هي المستعجلات والطب والجراحة والتوليد. ويتعين أن يتوفر كل قسم على أربعة أطباء، الأمر الذي يعد صعبا جدا، ويحول دون استفادة المرضى من الاستشفاء ببعض التخصصات لدى عدد من المستشفيات، إذ نقترح في هذا الشأن إحداث أقطاب علاجية مرجعية، وتجميع تخصصات معينة في مكان واحد، إلا أن نجاح هذا المقترح رهين بالحوار الاجتماعي، خصوصا عندما يتعلق الأمر بنقل موارد بشرية من منطقة إلى أخرى، وتفهم النقابات للمصلحة العامة في هذا الإجراء، الذي تتداخل فيه مجموعة من المصالح الداخلية والخارجية، إذ يفترض نقل تخصص طبي من مقاطعة أو عمالة إلى أخرى، التنسيق مع السلطات، ومحاولة الوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة. < كيف تقيمون تحديات المنصب الجديد على رأس الإدارة الصحية لجهة البيضاء سطات؟ < بداية أنا أنتمي إلى القطاع الطبي، خصوصا في البيضاء، التي درست بكليتها تخصصين، قبل أن يتم تعيين طبيبة في المستعجلات، التي أعتبرها مدرسة كبيرة، تعلمت خلالها تقنيات التدبير ومعالجة الأزمات والمشاكل الطارئة، ما قوى إحساسي بالواجب المهني، خصوصا أنني أشاهد بشكل فوري نتائج تدخلي الطبي، وهي العوامل التي تخفف عني أعباء الحراسة والعمل لساعات طويلة. وانتقلت بعد ذلك للعمل في المركز الصحي أنفا، وتعرفت عن قرب على المشاكل والبرامج الصحية المسطرة من قبل الوزارة، وهنا أود أن أشير إلى وجود 32 برنامجا صحيا حاليا، وهو المعطى الذي يجهله أغلب المواطنين، علما أن دور المراكز الصحية يبدأ من الوقاية، فالمركز الصحي 9 يوليوز، الذي حظي بالتدشين الملكي أخيرا في المدينة القديمة، حرصنا خلاله على تعزيز صحة الأم والطفل في هذا الشأن، عبر تتبع الحالة الصحية للطفل منذ الولادة، إذ يتعين أن يحصل على تلقيحاته الأساسية داخل المركز، ووزنه على الأقل أربع مرات خلال السنة، ومراقبة صحته وتغذيته، إلى غاية بلوغه سن خمس سنوات. < كيف تعالجون مشاكل نقص بعض اللقاحات؟ < ليس هناك أي نقص في اللقاحات، ونتوفر على برنامج تلقيحي شاسع، يشمل جميع الأمراض، كما تمكنا من القضاء على مجموعة من الأمراض في هذا الشأن، وفق الاتفاق المبرم مع المنظمة العالمية للصحة بحلول 2020، يتعلق الأمر أساسا بالتلقيح ضد مرض شلل الأطفال، والتلقيح ضد السل، باعتبار وجوب إخضاع الطفل له، خلال عشرة أيام الأولى الموالية لولادته، وهنا أود الإشارة إلى الصبغة الاجتماعية لنظام التلقيح، ذلك أن كلفة تلقيح المينانجيت والكباد، تصل على التوالي، إلى 300 درهم و250 درهما. وبصفتي طبيبة ممارسة، قبل أن أشغل أي منصب إداري، لم أعاين أي نقص في اللقاحات بالمراكز الصحية التي اشتغلت بها، ذلك أن نظام التزود، يرتكز على استشراف حاجيات كل مركز، بالاعتماد مثلا على عدد الولادات خلال سنة، ما يتيح التعرف على حجم اللقاحات المطلوبة لفائدة المواليد الجدد، وبالتالي يصعب تسجيل خصاص في هذه المواد، التي تخضع لشروط خاصة عند النقل والتخزين، إلى جانب نظام للمراقبة وتسجيل المعطيات الخاصة بالتبريد والحفظ. < هل يمكننا الحديث عن إمكانية إطلاق خدمات طب العائلة مستقبلا؟ < بطبيعة الحال، فطب العائلة مبرمج من قبل وزارة الصحة، باعتباره مشروعا سيخرج قريبا إلى الوجود، بعد أن أنهى أطباء مغاربة فترة تكوين بإسبانيا أخيرا، وخضعوا لتكوينات مماثلة محليا، في أفق تخصيص طبيب لعدد معين من العائلات، يتابع حالتهم الصحية من الولادة إلى الموت، فيما سيتركز عمل هؤلاء الأطباء في المراكز الصحية، باعتبار قربها من المرضى. وعموما، فإن أغلب أطباء هذه المراكز حاليا، يعرفون جيدا مرضاهم وعائلاتهم وعناوينهم، ذلك أنه يتعين علينا ألا ننسى أهمية هذا المعطى، في برامج التلقيح ضد الأمراض المزمنة والمعدية، فمريض السل المرتبط بالعلاج بواسطة الحقن، تتم ملاحقته في حال عدم استكماله حصص العلاج. وأود أن أشير في هذا الشأن، إلى إطلاق تجربة فريدة، بشراكة مع كوريين، عبارة عن «سمارت بوكس»، أو صناديق ذكية لحفظ الأدوية، خاصة بالنوع المذكور من المرضى، الذين لا يستطيع أغلبهم الحضور يوميا طيلة 15 يوما، لغاية تلقي العلاج، فيمنحون حقنهم في هذه الصناديق، التي تتوفر على نظام معلوماتي، ينذرنا عن بعد في حال عدم الالتزام باستهلاك الدواء، من خلال قياس وزن الصندوق، المعروف سلفا لدى أطباء المراكز الصحية. قوافـل طبيـة < ما الغاية من برمجة قوافل طبية إلى العالم القروي؟ < في إطار المخطط الجهوي للعرض الصحي، الذي سيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقا، رصدنا خصاصا مهما في مجموعة من التخصصات الاستشفائية، وقررنا العمل بالتنسيق مع المستشفيات الجهوية وجمعيات المجتمع المدني، على تجميع أعداد مهمة من المرضى، لغاية تقديم الخدمات العلاجية اللازمة لفائدتهم في مكان واحد، مثل مرضى العيون، وكذا التشوهات الخلقية، الذين يعانون طيلة آجال المواعد الطبية وغياب التخصصات الجراحية اللازمة في المستشفيات المذكورة، وبالتالي فعلاجهم عبر القوافل سيقلص مخزون المرضى في الجهة ويخفف الضغط عن المستشفيات الجهوية. في سطور - حاصلة على دكتوراه من كلية الطب بالبيضاء في 2000 و شهادتين جامعيتين في طب النفس والطب الرياضي. - طبيبة مقيمة في قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بوزان في 2002. - طبيبة رئيسة بمركز صحي بالبيضاء في 2005. - مندوبة وزارة الصحة بابن مسيك في البيضاء في 2010. - مندوبة وزارة الصحة بأنفا في البيضاء في 2014. - 2017 مديرة جهوية للصحة بجهة البيضاء سطات.

الرميلي: قريبا سنعمل بطب العائلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بركة: القانون ينصف الضحايا

وجوب القصاص من أصحاب الوشايات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات