فضاء الصديقي مغلق حتى إشعار آخر

ضعف السيولة المالية يجهض حلم الفنان الراحل كشف بكر الصديقي، نجل الفنان الراحل الطيب الصديقي، أن الفضاء الثقافي والفني الخاص بوالده بشارع غاندي بالبيضاء، قد تم إغلاقه منذ مطلع السنة الجارية، لأسباب تتعلق بضعف السيولة المالية لتدبيره. وقال بكر، في حديث مع «الصباح»، إن والده الذي رحل فبراير الماضي، قدر عليه أن يشهد، قبيل وفاته، إغلاق الفضاء الثقافي الذي يحمل اسمه واستغرق بناؤه سنوات قبل أن يقرر افتتاحه قبل ست سنوات، رغم عدم اكتمال بعض مرافقه، رغبة منه في أن يحقق حلمه قبل الرحيل. وأضاف نجل الفنان الراحل أن قرار الافتتاح اتخذ رغم عدم اكتمال بعض المرافق، خاصة قاعة العروض الرئيسية، على أساس أن تدر المرافق الموازية له خاصة المقهى والأنشطة التكوينية، سيولة مالية كافية لإكمال ما تبقى في هذا الفضاء، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل، إذ على امتداد خمس سنوات واجه «فضاء الطيب الصديقي» صعوبة في الاستمرار، رغم خضوع العشرات للتكوين في مجال المسرح خلال هذه المدة، فكان القرار بالإغلاق إلى حين إيجاد حلول جذرية لإعادة الحياة إليه. وتابع بكر أن والده أراد من خلال هذا الفضاء، الذي تبلغ مساحته ثلاثة آلاف متر في موقع استراتيجي بالبيضاء يسيل لعاب المضاربين العقاريين، أن يكون له مسرحه الخاص وكان حلم الرجل أن يتعلم جيل جديد من الشباب أبجديات المسرح، وأن تكون فيه ورشات للتعليم. أراد أن يتعلم الشباب السينوغرافيا والملابس والديكور قبل أن يصبحوا ممثلين، إضافة إلى تخصيص جناح فيه يضم أرشيفه الخاص ونوادر التحف الفنية. وأردف بكر أن قرار إغلاق الفضاء قبيل وفاة الطيب الصديقي كان له أثر سلبي على نفسية والده، الذي كان يمنّي النفس بأن يواصل هذا الفضاء الذي كان يحمل في ما قبل اسم «تياتر موغادور»، مهمته في تكوين الناشئين في مجالات المسرح إضافة إلى احتضان مختلف الأنشطة الفنية، وكان يحضر حصص تكوينهم ويبدي غبطة وسرورا خاصين وهو يتابع الأمر، رغم أن الفضاء بالكيفية التي افتتح بها لم يكن وفق طموح صاحب «مقامات بديع الزمان الهمذاني»، وكأنه كان يسابق الزمن والموت، ليحقق حلمه ولو جزئيا. وفي سياق متصل كشف بكر الصديقي أن المؤسسة التي تحمل اسم والده، تعكف حاليا على تنظيم أرشيف الفنان الراحل، من خلال جرد ومعالجة المادة المتوفرة والتي تشتمل على نصوصه الإبداعية ورصيد الصور والوثائق الخاصة بمساره الفني، وأيضا للفنانين المغاربة الآخرين، إذ كان الراحل يحرص أيضا على توثيق مختلف التجارب المسرحية الأخرى ويحتفظ بأرشيف كامل عنها. كما يشمل الأرشيف الخاص للطيب الصديقي أعماله المسرحية المصورة التي ستتم رقمنتها وإعادة تسجيلها بأحدث التقنيات البصرية، وهو الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا ما زالت المؤسسة تحاول تحقيقه وفق إمكانياتها الذاتية والمجهودات الخاصة لأفراد أسرة الفنان الراحل. وفي سياق آخر حظي الفنان الطيب الصديقي، الأسبوع الماضي، بتكريم خاص بتونس خلال «أيام قرطاج المسرحية» إذ قدمت في حقه شهادات من قبل فعاليات مسرحية تونسية إضافة إلى لطيفة أخرباش سفيرة المغرب بتونس، فضلا عن عرض مسرحية «العشاء الأخير» التي ألفها الراحل وأخرجها الفنان الشاب أيوب العياسي. عزيز المجدوب

فضاء الصديقي مغلق حتى إشعار آخر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابات تحذر بنكيران من ديون جديدة

أبيضار تهدي تتويجها بلبنان للمغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات