“خوك في الحرفة عدوك”

الشراك أرجع "فضائح" المشاهير إلى نيران صديقة أبطالها فاشلون أرجع أحمد الشراك، أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، محن المشاهير مع "الفضائح" إلى النيران الصديقة المنبعثة من أسلحة حزب غير الناجحين الذي يتصيد أعضاؤه الفرص للتعبير عن تشوهات نفسية عميقة ضد المتفوقين في مجالات عملهم. ورفض عالم الاجتماع الحكم القائل بأن المشاهير يخروجون عن المنطق العام للمجتمع الذي يعيشون فيه، وأن سقطاتهم عادية لأنهم يكونون موضع اهتمام الرأي العام، وتسلط عليهم الأضواء، وطبيعي أن يكون الموقف الغالب منهم سلبيا. < كشف اصطفاف المغاربة إلى معسكرين بين مدافع ومهاجم عن مشاهير وقعوا أخيرا في فخ "فضائح" ردود أفعال شبه عدائية، بماذا تفسرون ذلك؟ < لقد حمل سؤالك جزءا من الجواب، ولو بشكل ضمني، خاصة في ما يتعلق بالربط الذي يحصل دائما بين السلوكات غير السوية أو الفضائح بالمشاهير، لأنهم يكونون موضع اهتمام الرأي العام، وتسلط عليهم الأضواء، وطبيعي أن يكون الاتجاه الغالب سلبيا، على اعتبار أنه ليس هناك شخص يقع حوله إجماع بين الناس ولو بلغت مواقفه أرقى درجات الكمال. أعتقد أن نظرة الناس إلى محن المشاهير بين متشف ومتعاطف ومتضامن، سواء كان ذلك تعبيرا صادقا أو فقط في الظاهر، أمر طبيعي جدا وظاهرة اجتماعية تجسد سلوكا إنسانيا، لكنها ليست بريئة وتجد مصدرها في الحروب الخفية التي تكون في أوساط العاملين في المجال نفسه طبقا للمثل المغربي الدارج "خوك في الحرفة عدوك". < ألا تعتقدون بأن في المسألة بعض العداء والغيرة وربما الحقد الدفين؟ < لا شك أن المنافسين يرون في سقوط المشاهير أمرا محمودا ولو لم يصرحوا بذلك، لأن البعض يعتقد، عن خطأ أو صواب، أن الوقوع في مستنقع الفضائح يغير منسوب الشعبية، وأن ما انتقص من الضحايا سيضاف إلى رصيدهم، أكثر من ذلك فهناك اعتقاد سائد بين نجوم المجتمع بأن النجاحات التي تحققها القلة تكون سببا في فشل أجيال من المواهب سواء في مجال الفن أو المال أو السياسة أو الرياضة، وهو ما أسميه فلسفة الإقصاء. وإذا كان التنافس أمرا ضروريا للتقدم في كل المجال، فإن وجود الحقد والعداء والغيرة في كل تلك التعبيرات الاجتماعية مسلمة من مسلمات السلوكات الإنسانية، لذلك لا أجد أن في الأمر آفة اجتماعية أو مرضا نفسيا متفشيا كما يحلو للبعض أن يقوله تعليقا على ما أصبحت تفضحه مواقع التواصل الاجتماعي. < هناك من يقول بأن المشاهير لا يلتزمون في الغالب بالأخلاق العامة، هل تتفقون مع هذا الطرح؟ < لا يمكن أن نعتبر أن ما يقوم به المشاهير وما يحدث لهم من فضائح خروج عن المنطق العام للمجتمع الذين يعيشون فيه، نأخذ على سبيل المثال حالة من الحالات التي سقط فيها أخيرا المغني الشاب سعد لمجرد أو ما وقع للفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، لكن في إطار أضيق، أي لو تعلق الأمر بشخص عاد دون مستوى شهرة النجمين المذكورين، ستكون هناك فضيحة في العائلة وربما في الحومة وسيكون هناك مدافعون ومهاجمون، ومن سيعتبر أنها جريمة لا يمكن التساهل مع صاحبها ومن سيقول بأن الخطأ قدر بشري ليس هناك من هو معصوم منه. < هل تقصد أن هناك من يتعامل بسوء نية مع فضائح المشاهير؟ < كما هو شأن الحالتين المذكورتين سنجد دائما بين الآراء محرضين ونافخين في الرماد حتى يشتعل، لأن المجتمع لا يمكن النظر إليه ككتلة واحدة ومتجانسة فلا شك أن هناك اختلافات اجتماعية وتقابلات في الفكر وتداعيات مرضية، لكن بروز تلك المركبات تكون جلية إذا كان المعني بالأمر شخصا مشهورا، كما وقع في حالة سعد المجرد التي قسمت الناس وأهل الفن، مع أن الأغلبية تعاطفت معه لأنه "سقط " وسجن خارج أرض الوطن، لكن ذلك لا يعني أن الجميع يعبرون عما يخالجهم حيال ذلك، فهناك الصامتون، الذي يكتفون بالتفرج على ما يقع دون المشاركة فيه. < هل للمسألة صلة بما يسميه الضحايا أعداء النجاح ؟ <جوابا على سؤالك تحضرني قولة شهيرة للممثل السوري المعروف دريد لحام قال فيها بأن "أكبر حزب جماهيري في العالم العربي هو حزب غير الناجحين"، الذين يتصيدون الفرص للتعبير عن تشوهات نفسية عميقة ضد المتفوقين في مجالات عملهم، رغم أنهم شقوا طريقهم بإصرار نحو النجومية ودفعوا ثمن الأسماء التي أصبحت لهم في المجتمع، خاصة مع الذين تسلقوا سلالم الشهرة في ظرف قياسي، كما هو الشأن بالنسبة للمغني الشاب سعد لمجرد سليل الأسرة الفنية الملتزمة والتي يحترمها المغاربة، بمعنى أن خلف نجاح الابن تضحيات أب وأم صقلا الموهبة، التي ظهرت للملأ من خلال تفوق موضوعي. أجرى الحوار: ياسين قُطيب في سطور - من مواليد 26 دجنبر 1954 بوجدة - أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس - حاصل على دكتوراه الدولة حول الخطاب الخربشي – تخصص: سوسيولوجيا – كلية الآداب والعلوم الانسانية – ظهر المهراز – فاس - توزعت مجالات كتاباته بين الكتابة السوسيولوجية (سوسيولوجيا الخطاب، المسألة الثقافية، المسألة النسائية، الهامش والمسكوت عنه، البيبليوغرافيا) والكتابة النقدية (حول الشعر، والرواية). - عضو سابق للمكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب . - وعضو مركز الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية، بكلية الآداب والعلوم الانسانية بفاس

“خوك في الحرفة عدوك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنيشو: سلوك مرضي

الخصوصية في المزاد العلني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات