شرطة المرور بمراكش بين “الحكرة” وتلفيق تهم الاعتداء

المحكمة الابتدائية تؤجل النظر في قضية الشرطي المعتدى عليه وتنامي حملة المساندة أثارت قضية الاعتداء على رشيد بلمقدم شرطي المرور بمدينة مراكش، من طرف سيدة وجهت إليه صفعة تناقلت صداها مختلف وسائل الاعلام، العديد من ردود الفعل، وطرحت بشدة وضعية شرطة المرور بالمدينة، إذ غلبا ما تعاين بشوارع المدينة حوارات ساخنة وتصرفات غريبة من طرف سائقين ينهالون بالسب والشتم على شرطي مرور طالبهم بوثائق السيارة عن حق أو عن غير حق. ومن غرائب ما يتعرض له عناصر شرطة المرور إدلاء بعض الأشخاص ببطائق بعض الجهات يقولون إنها عليا، وآخرون يلجؤون إلى مكالمات مع بعض المسؤولين، فيما يأخذ البعض حقهم بأيديهم كما هو الشأن بالنسبة إلى المرأة التي صفعت شرطي المرور المذكور.ويجمع العديدون أن نسبة 80 في المائة من عناصر شرطة المرور بمدينة مراكش تؤدي عملها بمهنية عالية، باستثناء عناصر وهي قليلة معروفة بمعاملتها السيئة لمستعملي الطريق، وغالبا ما يتلقى مسؤولوها الشكايات الأمر الذي جعل العناصر المذكورة معروفة بملفات مثيرة للغاية، ومن الحوادث التي سجلتها المدينة اعتداء سائق قال إنه ينتمي إلى جهات عليا نافذة على شرطي مرور بجوار ممر البرانس، بعدما رفض الإدلاء بوثائق سيارته مما جعل شرطي المرور المذكور يتعقبه بدراجته النارية، والنتيجة الاعتداء بالسب والشتم والكلام النابي في حق رجل الأمن انتهى بإيقاف السائق المذكور، والاستماع إليه في محضر رسمي بمقر الدائرة الأولى للأمن الوطني باب دكالة.وبقدر ما يشعر بعض رجال الأمن خاصة شرطة المرور ب»الحكرة» من طرف بعض السائقين الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون، بقدر ما تسجل المدينة بين الفينة والأخرى محاولة بعض رجال الأمن، وبسبب سوء تفاهم بسيط محاولة تلفيق تهمة إهانة موظف في حق مواطن لمجرد أنه ناقش رجل الأمن المذكور، أو تساءل عن سبب إيقافه، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، وهو الأمر الذي كانت المديرية العامة للأمن الوطني قد وجهت مذكرة بخصوصه إلى ولايات الأمن، والغريب في الأمر أنه في بعض الحالات ينضم بعض المواطنين للإدلاء بشهادة الزور في حق مواطن بريء لمجرد كسب ود رجال الأمن، وهي حالات نادرة جدا تسجلها المدينة بين الفينة والأخرى.إلى ذلك أعطى المواطنون بمدينة مراكش درسا راقيا لمصالح الأمن الوطني، حينما أعلنت مختلف فئات المجتمع المدني عن مساندتها لشرطي المرور رشيد بلمقدم الذي تعرض للاعتداء بناء على برقية من قاعة المواصلات، مفادها تعرض أحد عناصر شرطة المرور للإهانة والضرب، وعدم الامتثال من طرف سائقة سيارة رباعية الدفع، وتطور الخلاف إلى مشكل بالشارع، تطلب تدخل الدائرة الأولى للأمن الوطني التي انتقلت عناصرها إلى مكان الواقعة، حيث وقفت على وجود حشد من المواطنين وعرقلة كبيرة لحركة السير، إذ كانت امرأة في حالة انفعال متقدمة رفقة أخيها يوجهان عبارات الإهانة والاستفزاز لشرطي المرور دون مراعاة الاحترام الواجب لرجال الأمن.إلى ذلك، وبعد محاولة تهدئة الأمر انصرفت الظنينة، وظل شقيقها بعين المكان، وفي الوقت الذي حاولت فيه عناصر الأمن الوطني نقل السيارة من نوع «أودي كيو 7» إلى المحجز البلدي، استغلت شقيقة الظنينة الرئيسية في القضية انشغال رجال الأمن بتفكيك الفضوليين، وتهدئة الوضع وانسلت إلى السيارة، وأخذت المفتاح واحتضنته، ولما طالبها بعض عناصر الشرطة بتسليم المفتاح لتسهيل مأمورية الشرطة، بدأت تصرخ بأعلى صوتها أمام الملأ، وهي الأثناء التي حضر فيها والدها الذي استفسرها عن مفتاح السيارة، وصرحت له أن الشرطة حاولت أخذه منها بالقوة على إثرها تدخل شقيقها « أ ص « بعنف في حق أحد عناصر الشرطة، وهو مقدم شرطة إذ أمسك بخناقه بقوة، ورماه مسافة مترين تقريبا إلى الوراء، وسقط الشرطي أرضا، مما جعل عناصر الشرطة تتدخل، وأوقفت شقيق الظنينة الرئيسية، وتم وضعه بسيارة النجدة، بعد ذلك سقط الرجل المسن، وهو والد الظنينة وأغمي عليه، وبعد حين استفاق من غيبوبته، وبعد وقت وجيز أصيب بنوبة مماثلة فحملته سيارة الإسعاف، ونقلته إلى المستعجلات لتلقي العلاجات اللازمة.ومن المنتظر أن تستأنف الجمعة بالقاعة 2 بالمحكمة الابتدائية بمراكش، محاكمة شقيق المرأة التي صفعت شرطي المرور، والتي لاتزال في حالة فرار، وحسب مصادر «الصباح»، فإن مصالح الأمن الوطني أصدرت مذكرة بحث في حق الظنينة وشقيقتها، فيما تبنى فرع مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان قضية الشرطي المذكور، وتتابع الظنينة إلى جانب شقيقها وشقيقتها بتهمة محاولة الإيذاء العمدي، وإهانة موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لعملهم، واستعمال العنف، والضرب في حقهم، وعدم الامتثال والعصيان.وكان رشيد بلمقدم شرطي المرور برتبة مقدم شرطة في معرض تصريحاته للضابطة القضائية أنه تعرض للاعتداء أثناء قيامه بعمله بشارع الحسن الثاني من طرف امرأتين، اعتديتا عليه بالضرب أمام مجموعة من المواطنين، وهو مرتد للزي النظامي، بعدما طالب سائقة السيارة بالوثائق فرفضت الامتثال، وحاولت دهسه وإيذاءه بواسطة سيارتها ذات الدفع الرباعي عدة مرات، غير أنه ونظرا لإصراره على تطبيق القانون وضرورة تسجيل المخالفة التي ارتكبتها، وهي عبور الخط المتصل، وظل يلح عليها كي تتوقف عن السير، فنزلت من سيارتها وتقدمت منه وصفعته، واستعملت العنف في حقه، عن طريق جذبه من بدلته الرسمية التي مزقتها له حتى تطايرت أزرارها، وقد انضمت إليها بعد ذلك شقيقتها، واعتدت عليه هي الأخرى بالعنف موجهة له الصفع وبصقت في وجهه وعرضتاه لوابل من السب والشتم، والاحتقار من قبيل (الموسخ ... الحمار... لا كتحبسني...غادي نربيك...) ليتم نقل شرطي المرور إلى مستشفى ابن طفيل، وهناك تلقى العلاجات الضرورية، وقام بزيارة طبيبه الخاص محمد المنصوري الذي سلمه شهادة طبية مدة العجز بها 28 يوم، فيما مدة المراقبة الطبية 30 يوم. نبيل الخافقي (مراكش)

شرطة المرور بمراكش بين “الحكرة” وتلفيق تهم الاعتداء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ندوات فكرية في يونيو بمؤسسة الملك عبد العزيز

الهروي: الاعتداء على الشرطة نتاج أزمة في التربية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات