غلاب : حكومة بنكيران أنهكت جيوب المواطنين

القيادي الاستقلالي أكد أن التحكم والهيمنة "فحال فحال" وحزبه لن يخضع لأي قطبية مصطنعة دعا كريم غلاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إلى عدم قراءة الفاتحة على حزبه وباقي الأحزاب الوطنية، خصوصا الاتحاد الاشتراكي في إشارة إلى احتكار المشهد السياسي من قبل العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة. وأكد غلاب أن حكومة بنكيران كان دورها تجريبيا وتدريبيا على تنزيل الدستور الجديد، وأن الرهان الأكبر سيكون على الحكومة المقبلة. أجرى الحوار: مصطفى لطفي < ما هي الأسباب التي دفعتك إلى التراجع عن رفضك الترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة، بدائرة ابن امسيك اسباتة؟ < فعلا أعلنت في وقت سابق أنني لن أترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة، رغم مساري السياسي، الذي أعتبره مهما جدا بمنطقة اسباتة، إذ ترشحت فيها ثلاث مرات خلال الانتخابات الجماعية 2003، و2009، و2016، ومرتين في الانتخابات البرلمانية، في 2007، و2011، وأنا مقبل على تجربة ثالثة خلال استحقاقات 7 أكتوبر. وكما قلت خلال الكلمة التي جمعتني بمناضلي الحزب، لا أومن بالأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم أنهم لا يمكن الاستغناء عنهم، بل أومن بالمؤسسات، أي بحزب الاستقلال قوي بفروعه وبمناضليه وهياكله، وبالتالي اعتبرت خلال بداية النقاشات مع بعض الأصدقاء، ومفتش الحزب بالمنطقة وكتاب الفروع، أنه آن الأوان، أن نرشح أحد المناضلين من الحزب، بالدائرة الانتخابية ابن امسيك اسباتة. دام النقاش ثلاثة أسابيع، وفي نهاية المطاف طلب مناضلو الحزب أن أتقدم مرة ثالثة للانتخابات التشريعية، على أساس أن وحدة الحزب بمنطقتنا، ستكون أكبر وأقوى، وستنعكس بشكل إيجابي على لائحة الاستقلال. قبلت أن أترشح، وهذا شرف لي، وفي الوقت نفسه، أعتبرها مسألة عادية، لرجل سياسي سيقدم حصيلة للمواطنين ويطالبهم بتجديد الثقة في حزبه. < هل هذا يعني أن الاستقلال تمسك بترشيحك، خوفا من ضياع مقعد بهذه الدائرة الانتخابية؟ < جميع الانتخابات لها حساسية بالغة، وتشهد منافسة قوية بين القوى السياسية في المغرب التي ليست لها المنظور المجتمعي نفسه، إذ أن كل حزب له تصوره الخاص في هذه المسألة، فبالتالي، أكد مناضلو الحزب وعلى رأسهم مفتشه ورؤساء الفروع بالمنطقة، أنني في حال ترأست لائحة الحزب في هذه الانتخابات، ستكون لنا حظوظ أوفر لضمان مقعد برلماني، رغم أنني لا أتفق مع هذا الطرح، لأن قوة الحزب ليست في وكيل لائحته، بل في قوة تنظيماته والحماس الذي سيشتغل به المناضلون لإقناع الناس من أجل التصويت للحزب. فالعمل السياسي جماعي بامتياز، ووكيل اللائحة هو "رمز" يجسد تلك الوحدة، وإذا كانت قوية وكل مناضل متحمس في عمله يمكن أن يتحقق المراد من هذه الانتخابات. < الكل يتوقع أن تشهد هذه الانتخابات تنافسا كبيرا، سيما وسط الحديث عن صلاحيات جد واسعة لرئيس الحكومة المقبل، ما رأيك؟ < تكمن أهمية هذه الانتخابات أنها ستؤسس للتجربة الحكومية الثانية بعد التجربة الأولى في ظل دستور 2011. كما نعلم أن المغرب شهد انتخابات سابقة لأوانها، أسفرت عن تنصيب حكومة عبد الإله بنكيران. هذه الحكومة أنهت عملها، ونعتبر في الحزب أن لها جانبا استثنائيا، إذ تشكلت بعد الدستور الجديد، ودورها كان "تجريبيا"، عكس الحكومة المقبلة، التي سيكون لها دور مهم جدا، لاعتبارات متعددة، منها أنه لو كانت هناك أخطاء في الفترة السابقة، يمكن أن نتغاضى عنها ونعتبر ذلك يدخل في إطار المرحلة الانتقالية، غير أنه ليس من المقبول أن تتكرر في عمل الحكومة المقبلة، وإلا سنكون أمام مشاكل هيكلية. مثلا الحكومة الأولى كانت أول من أنزلت الدستور الجديد، وكانت هناك اختيارات في هذا التنزيل، وبالتالي فهذا "التدريب" انتهى، وحان الوقت لحكومة جديدة تضطلع بمشاكل المواطنين وتستجيب لآمالهم في عيش كريم. فكما تعلم، حصيلة الحكومة الحالية من الناحية الاقتصادية، صعبة جدا، فنسبة التنمية الاقتصادية ضعيفة جدا، ومناصب الشغل شبه منعدمة، ومعدل البطالة، خصوصا بين الشباب، يرتفع بشكل يومي، ما سيحرضهم على الانحراف أو الهجرة السرية، لهذا على الحكومة المقبلة، أن تأخذ جميع الوسائل والإمكانيات التي يتيحها الدستور الجديد، إضافة إلى السلطة والمال العمومي لتقدم أجوبة ميدانية ملموسة، ستجعل المواطن يثق فيها، وبالتالي ستستمد مشروعيتها من الشعب، خصوصا بعد أن تتكلف بحل المشاكل التي يعانيها أبناء هذا الوطن. < أصدرت بعض الأحزاب بيانات، وصفت فيها العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة بحزبي الهيمنة والتحكم، ونددت ما أسمتها "القطبية المصطنعة"، ما تعليقك؟ < أولا هذه القراءة بعيدة عن الحقيقة، وأول حجة على ما أقوله هو أن الهيمنة والتحكم "فحال فحال"، إذ كان الحديث عن القطبية بهذا الشكل، فإنها تبحث عن الشيء نفسه، وهو السلطة. لهذا، أود أن أشدد على أنه لا يجب قراءة الفاتحة بسهولة على الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وباقي الأحزاب الوطنية، فهي انبثقت من الشعب المغربي وشاركت في محطات تاريخية كبرى للدفاع عن الوطن منذ تشكلها في 1934، ولعبت دورا حاسما في الأحداث الكبرى التي شهدها المغرب من 1956، إلى مرحلة التناوب التوافقي، ووصولا إلى الدستور الجديد. فهذه الأحزاب الوطنية ملك للمغاربة، ومناضلو الاستقلال لا يتوقعون أن يجدوا أنفسهم تابعين لقطبية تضم حزبين، هم موجودون في الميدان، والشعب المغربي سيراهن عليهم. < هل خروج الاستقلال من الحكومة كان موفقا؟ من مواليد 1966 بالبيضاء > خريج المدرسة الوطنية للقناطر والطرق بباريس > وزير التجهيز والنقل من 2002 إلى 2011 > رئيس سابق لمجلس النواب > عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال

غلاب : حكومة بنكيران أنهكت جيوب المواطنين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بلال" في القاعات العالمية

مرشح يعلن تخليه عن راتبه وتقاعده في حال الفوز

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات