من الحزام الناسف بالبيضاء إلى التحكم عن بعد بمراكش

القاعدة تطور تقنيات استهداف المغرب بعد اجتثاث أغلب أعضائها تكشف النداءات التي أطلقها تنظيم القاعدة، خلال السنين الأخيرة، التي أعلن خلالها حاجته إلى عدد من مهندسي القنابل والمتفجرات، (تكشف) نقصا لوجيستيا في صفوفه، فخياراته تتقلص باستمرار، ومنهجه في العمل ينحصر من عمليات كبرى إلى عمليات تحاكي النمط الذي لجأت إليه بعض الجماعات الإرهابية في ستينات وسبعينات القرن الماضي. وحسب بعض الباحثين فإن «نوعية» تفجير مقهى مراكش تأتي في سياق دعوة تنظيم القاعدة بعض «أطره» إلى الاستفادة من خبرات مهندسي القنابل والمتفجرات، خصوصا بعد أن طالب أحد زعمائهم بتعلم الكيمياء والفيزياء.وتعاني القاعدة ندرة المتخصصين والمستعدين للانتحار بين صفوفها، مما دفعها إلى اختيار تقنية التفجير عن بعد، عكس باقي عملياتها الإرهابية التي شهدها المغرب، فالتحريات الأولية في مقهى أركانة بينت أن وراء الحادث الدموي قنبلة تقليدية الصنع تم تفجيرها عن بعد، وتتكون من المادة المتفجرة زيادة على المسامير من أجل زيادة عدد ضحايا العملية، والقنبلة كانت موضوعة على الأرض وليس على كرسي، ما جعل كامل قوتها تؤثر على السقف وتخلق حفرة كبيرة به.ولجأت القاعدة، منذ انطلاق عملياتها الإرهابية في المغرب، إلى الاعتماد على عناصر مدربة في التعامل مع المواد المتفجرة وطرق استخداماتها وتنفيذ العملية بطريقة تودي بأكبر عدد من الضحايا، وهو ما كشفت عنه أحداث 16 ماي، قبل أن تبدأ في تطوير تصنيع المتفجرات باستخدام مواد صغيرة لكنها فاعلة، بدل استخدام وسائل لافتة كتفخيخ المركبات بالمواد المتفجرة ليكون تجاوز النقاط الأمنية أقل خطرا.واعتمدت القاعدة، في بعض عملياتها، كما هو الشأن في أحداث حي فرح بالبيضاء، على تقنية الأحزمة الناسفة، فالمتفجرات واحدة من مرتكزات الاستراتيجية العسكرية للتنظيم، وتحظى بأولوية لدى قياداتها، حسب الخبراء. وأماطت التحقيقات الأمنية التي تلت كل العمليات الإرهابية والعثور على كميات من المتفجرات في فترات متباعدة، اللثام عن وجود خبراء التفجيرات بتنظيم القاعدة اكتسبوا خبرتهم أثناء وجودهم في أفغانستان ويستفيدون من مواد أولية متوفرة في الأسواق المحلية وينشطون كثيرا في المنتديات الإلكترونية، كما هو الشأن بالنسبة إلى الانتحاري مقهى الإنترنيت بسيدي مومن بالمدينة ذاتها.ويقول خبراء ومتتبعون لتنظيم القاعدة «إنه في الوقت الذي يبدو أن جهاز التصنيع العسكري للقاعدة تفنن خلال الثلاث السنوات الأخيرة في تطوير صناعة المتفجرات المستخدمة، فإن تصنيع القنابل الذي خصص تنظيم القاعدة عشرات المواقع على شبكة الانترنت لتعليم كيفية تصنيعها وأنواعها واستخدامات كل نوع منها طريق محفوف بالمخاطر»، مشيرين إلى أن "قلة المعرفة أدت إلى مقتل عدد من أفراد تنظيم القاعدة أثناء تصنيعهم العبوات الناسفة والقنابل التفجيرية».واستفاد المغرب كثيرا من قاعدة بيانات كل الموقوفين من أجل تحديد صانعي المتفجرات بكل الخلايا التي أعلنت وزارة الداخلية تفكيكها، إذ تم تفكيك أكثر من 50 خلية إرهابية، في حين أسفر تحليل معطيات خاصة بالأشخاص المدانين في تفجيرات 16 ماي 2003، والتفجيرات التي تلتها، عن تحديد معايير مشتركة تميز هذه الخلايا المفككة، بينها العلاقات العائلية وعلاقات الجوار وتورط عناصر سبق لها أن أدينت في ملفات الإرهاب.وبينت دراسة سابقة أن نسبة 27 في المائة من المتورطين في التفجيرات التي عرفتها مدينة الدار البيضاء، هم من بين المدانين في قضايا الإرهاب، بينما كان 4 في المائة منهم مبحوثا عنهم أو ينتمون إلى عائلات تضم معتقلين في قضايا إرهاب.وفي ما يتعلق بالمستوى التعليمي للموقوفين، تبين أن 63 في المائة منهم يتوفرون فقط على المستوى الابتدائي، بينما 21 في المائة منهم مستواهم التعليمي ثانوي، فيما لا يتوفر على المستوى الجامعي سوى 16 في المائة منهم.ووفر تفكيك كل هذه الخلايا معطيات ومعلومات مهمة، خصوصا بعد وقوع تفجيرات 11 مارس بمقهى الأنترنت، وقادت التحقيقات بهذا الخصوص إلى خلية أخرى توجد كذلك بالدار البيضاء بدأت أعمالها في مارس لتنتهي بحمام دم في 10 أبريل. خالد العطاوي

من الحزام الناسف بالبيضاء إلى التحكم عن بعد بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الهادي: تفجير أركانة محاولة يائسة لوقف الإصلاحات

بصمة القاعدة في تفجير مراكش تستنفر الأجهزة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات