الهادي: تفجير أركانة محاولة يائسة لوقف الإصلاحات

الباحث في علم الاجتماع قال إن الضحايا أغلبهم أجانب يتميزون بمحبتهم للآخر المخالف قال الدكتور الهادي الهروي، أستاذ وباحث في علم الاجتماع، إن منفذي الفعل الإرهابي بمقهى أركانة بمراكش، أشخاص خارجون عن النسق المجتمعي بقيمه وعلاقاته، يعيشون منفردين ويرغبون في العودة بالمجتمع إلى التنظيم البدائي والعصور الظلامية. وأفاد الخبير في السوسيولوجيا في حوار مع الصباح أن القوى التدميرية والفكر العدمي التشاؤمي الذي ما فتئ يتربص لمحاربة المسلسل الإصلاحي لم يدخر جهدا في تأليم المغاربة وهم في نشوة انتصار الحقوق... يرى الدكتور الهادي الهروي، أستاذ باحث في علم الاجتماع أنه سبق للمغرب أن رسم لمستقبله سيناريوهات تنموية ابتداء من 2002، إلا أن المسار تعطل بفعل معطيات بنيوية معروفة لينطلق استشرافه لمستقبله ووضعه الإصلاحي بعد حركية الربيع العربي، وبعد 9 مارس الفترة التي دشنت حراكا اجتماعيا جنينيا إصلاحيا، الشيء الذي استحسنه الشعب ووعى المجتمع ذاته بذاته ولذاته، مما أدى إلى تبلور وعي وطني قوي لدى شرائح المجتمع والتفاف حول الدولة باعتبارها الضامن للحرية وللأمن بأشكاله وتفادي الألم.وأضاف أن القوى التدميرية والفكر العدمي التشاؤمي الذي ما فتئ يتربص لمحاربة المسلسل الإصلاحي لم يدخر جهدا في تأليم المغاربة وهم في نشوة انتصار الحقوق بتفجير مقهى أركانة بمراكش. وقال الهادي إن هذا الفعل الإرهابي الإجرامي شد انتباه الكل في الداخل والخارج من حيث: 1 المكان: الموقع الكوني لمدينة مراكش المتميزة بالتقاء الحضارات وتلاقحها وتراثها الأنتربولوجي، فهي حقل اجتماعي رمزي ومكان تفاضلي لكل الفئات والجنسيات.2 الزمن: تزامن الفعل الإجرامي مع ربيع انطلاقة مسلسل الإصلاحات، محاولا فرملته، فالمغرب يتميز باستقراره وانفتاحه على القيم الإنسانية العالمية وتسامحه الثقافي، وتبنيه لمشروع فكري حداثي مدعم من طرف الدول العربية والغربية على حد سواء، لدرجة أنه أصبح نموذجا يحتذى به ويضرب به المثل في المنتديات الدولية. 3 الضحايا: أغلبهم أجانب يؤمنون بالبعد الإنساني للحضارات، ويتميزون بمحبتهم للآخر المخالف، سفرهم يدل على إيمانهم بنفي الحدود والفوارق الإثنية والدينية، فروا من صخب المجتمعات الأنومية ومن التقنوية الجافة. أما المغاربة منهم فهم بسطاء همهم الاستمرارية في الوجود وتحقيق الذات عبر العمل، وتمة تكمن سعادتهم.وانتقل الهادي إلى الحديث عن طريقة استعمال الفعل الإجرامي المنبوذ، مشيرا إلى أنها أسلوب لم يسبق أن كان معروفا سيما عملية التفجير عن بعد، التي استعمل في مراكز تنشط فيها القاعدة بقوة كالعراق وأفغانستان وباكستان.أما في ما يخص الانعكاسات الاجتماعية لهذا الفعل الرهيب، يضيف المتحدث نفسه، فقد أظهرت خلافا لما سعى إليه، التحاما وتماسكا مجتمعيا قويا بين المغاربة، تبين من خلاله أنهم أشد ارتباطا بمكونات هويتهم وقادرون على تجاوز الانتماءات القويمة والإثنية والإديولوجية واللغوية والعرقية، حفاظا على قيمة الوطن وتعالي وحدته، إذ رغم المخاطر التي تهددنا والمفروضة علينا من طرف العالم المنفلت ظهر أن المغرب ذو وحدات سوسيولوجية منسجمة وشبكاته الاجتماعية متراصة وله تنظيم واستمرارية وميكانيزمات قوية لحفظ مساره التمنوي.أما الفاعلون من مخططي ومنفذي الهجمة الإرهابية الغادرة، فهم جبناء، حسب الهادي الهروي، وهم أموات يرغبون في إمساك الأحياء وتحويلهم إلى عدم وسيادة الفكر التكفيري الراديكالي، عن طريق وأد الفكر التنويري الذي بدأ المغرب في تحقيقه ملكا وشعبا.وأكد الهروي أن منفذ أو منفذي هذا الفعل الإجرامي يعتبرون أشخاصا خارجين عن النسق المجتمعي بقيمه وعلاقاته، يعيشون منفردين ويرغبون في العودة بالمجتمع إلى التنظيم البدائي والعصور الظلامية، ويظهر أن شخصيتهم مرضية، مطبوعة بالاكتئاب والكراهية، ليس فقط للمغاربة بل للنوع البشري بكل أجناسه. المصطفى صفر

الهادي: تفجير أركانة محاولة يائسة لوقف الإصلاحات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب في قلب اهتمام القاعدة

من الحزام الناسف بالبيضاء إلى التحكم عن بعد بمراكش

مقالات ذات صلة