المغرب في قلب اهتمام القاعدة

كشفت العملية الإرهابية الأخيرة بمراكش أن المغرب مازال في قلب تهديدات القاعدة، فمنذ الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء سنة 2003، ما انفكت السلطات تعلن بين الفينة والأخرى عن إحباط مخططات إرهابية، ما يفيد أن البلاد ليست استثناء في الاكتواء بنار الإرهاب. ومن سوء حظ المغرب وجوده قرب مشتل القاعدة بالجزائر، فتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ظل، دوما، يهدد المغرب، ويستقبل مغاربة آمنوا بفكره من أجل تجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية، أصبحت تتميز بفعل ورطة التنظيم، وتقلص خياراته باستمرار، ومنهجه في العمل من عمليات كبرى ذات صدى هائل (أحداث 11 سبتمبر، وتفجيرات السفن والمدمرات في عرض البحر، واستهداف القطارات كما في مدريد أو وسائل النقل كما في لندن)، إلى عمليات تحاكي النمط الذي لجأت إليه بعض المنظمات والجماعات الإرهابية وعصابات المافيا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما لا تحتاج إلى فريق بشري كبير وعمليات استخبارية ضخمة وتخطيط طويل المدى، فالمهم أن يكون لدى الإرهابي إطلاع على صنع المتفجرات، وبعض المركبات وأجسام وسيطة تسهل إخفاء القنابل، حتى يصل إلى الهدف، فالإرهابيون راكموا خبرات مهمة في جانب صناعة المتفجرات، ونموا قدرتهم على الوصول إلى أسرار وطرق تركيب العبوات المتفجرة، ولديهم الوسائل التقنية والمال اللازم بالتحالف مع شبكات التهريب، والخبرة التي تنتقل من فرد إلى آخر ومن مستوى تنظيمي إلى آخر.وتتوفر المصالح الأمنية في المغرب على بنك معلومات كبير جدا وجرد مفصل لجل الملتحين وعلاقاتهم وانتماءاتهم السياسية، إذ استمعت إلى أغلبهم للتأكد من عدم وجود علاقة ببعض المدانين في قضايا الإرهاب.وشنت المصالح نفسها حملة واسعة لاستدعاء الملتحين بناء على تعليمات صارمة، وشارك فيها أعوان السلطة المحلية، إذ يرابط أفراد من الأمن بمختلف المقاطعات الإدارية للحصول على المعلومات الإضافية أو إنجاز بعض التقارير قبل الاستماع إلى المشتبه فيهم للتأكد من بعض المعلومات حول طبيعة وتفاصيل علاقتهم مع بعض المدانين في قضايا الإرهاب.ولم تكتف المصالح الأمنية بذلك، بل نفذت حملات تمشيط واسعة في النقاط السوداء بمختلف المدن، بدءا من المناطق الشمالية، لاعتقال كل من يشتبه في أن له صلات بعناصر متطرفة أو مبحوث عنهم في قضايا تتعلق بالإرهاب، إلا أن طبيعة التنظيم الإرهابي يجعله أحيانا يستغل أي هفوة لتنفيذ مخططاته، كما حدث في مطعم مراكش. خالد العطاوي

المغرب في قلب اهتمام القاعدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التفجير عن بعد أخطر العمليات الإرهابية

الهادي: تفجير أركانة محاولة يائسة لوقف الإصلاحات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات