اتحاد طنجة… موسم استثنائي

الفريق حل ثالثا في البطولة وتأهل للمنافسات القارية لأول مرة في تاريخه منذ أن غادر اتحاد طنجة القسم الأول في موسم 2006 - 2007 وهو يعاني أزمة تلو الأخرى بالقسم الثاني طيلة ثمانية مواسم ، في غياب إستراتيجية واضحة لإعادة ممثل البوغاز إلى القسم الأول. وانتظر الجمهور الموسم الماضي، حين جاء الفرج وحقق الفريق العودة إلى القسم الأول، فكانت هذه العودة موفقة، إذ احتل المركز الثالث، وضمن مشاركة قارية لأول مرة في تاريخه.إعداد: محمد السعيدي (طنجة) فارس البوغاز يغير جلدهتغييرات جذرية في التركيبة البشرية وتحضيرات مبكرة على غير العادةقام المكتب المسير بعد تحقيق الصعود بتغيير شامل في تركيبة الفريق من أجل ضمان البقاء بالقسم الأول. وكان هذا هو الشرط الأساسي في عقدة الأهداف التي وقعها الفريق مع المدرب عبد الحق بنشيخة، الذي احتفظ بمحمد السيمو، مدربا مساعدا ثانيا، ومحمد الجباري مدربا لحراس المرمى، بينما عزز الطاقم بالمدرب المساعد عبد الرزاق بلعربي، رجل الثقة الذي رافقه في فترة اشتغاله بالدفاع الحسني الجديدي، وعبد الحكيم مشرق معدا بدنيا. واعتمد عبد الحق بنشيخة في انتداباته على تركيبة مخضرمة، وانتدب خمسة عشر لاعبا جديدا، هم مروان فخر، حارس المرمى، وأحمد الرحماني وعبد العالي العبوبي وفوزي عبد الغني وأسامة غريب وجمال أيت المعلم ورفيق عبد الصمد وبدر الكشاني وعبد الغني المعاوي وأنيس سيبوفيتش وأليكسيس موندومو وبريس أوونا وزوران بلازونيك وبكر الهيلالي وعبد الفتاح بوخريص.وعلى غير العادة، انطلقت تداريب الفريق مبكرا، تحت قيادة بنشيخة، بمعسكر بطنجة أجرى خلاله مباراتين إعداديتين، تعادل خلالهما مع النادي القنيطري والمغرب الفاسي، تلاه معسكر مغلق بالرباط، أجرى خلاله مباراتين، انهزم في الأولى أمام الجيش الملكي بهدف لصفر، وتعادل في الثانية أمام الفتح الرياضي دون أهداف. وعاد الفريق إلى طنجة، وأجرى مباراة أمام غرناطة الإسباني، وفاز عليه بهدفين، بعدها سافر إلى ماربيا، حيث دخل معسكرا ثالثا لعشرة أيام أجرى خلاله ثلاث مباريات، تعادل في الأولى أمام لا لوخا أحد أندية الدرجة الثالثة الإسبانية، وانهزم في الثانية بهدف لصفر أمام مربيا المنتمي للدرجة نفسها، ثم أسدل الستار على المعسكر بفوز عريض على لوس باريوس بخمسة دون رد. وكان لهذا التحضير مردود إيجابي على الفريق في مرحلة الذهاب التي أنهاها في المركز الثالث برصيد 26 نقطة، 13 بالميدان ومثلها خارجه، وعلى بعد من الزعامة التي تقاسمها الوداد البيضاوي والفتح الرباطي بفارق نقطتين. وحقق الفريق سبعة انتصارات، أربعة بالميدان وثلاثة خارجه، وخمسة تعادلات، واحد بالميدان وأربعة خارجه، مقابل ثلاث هزائم، اثنتان بالميدان وواحدة خارجه. وتمكن الخط الهجومي للفريق من توقيع 21 هدفا، عشرة داخل الميدان وأحد عشرة خارجه، ستة منها بواسطة رفيق عبد الصمد، هداف مرحلة الذهاب من البطولة، فيما دخلت مرماه ثلاثة عشر هدفا، خمسة بالميدان وثمانية خارجه. وكانت أكبر حصة فاز بها الفريق في مرحلة الذهاب ثلاثة أهداف لصفر على حساب مولودية وجدة.ويعتبر أسامة غريب، عميد الفريق، اللاعب الذي لعب أكبر عدد من الدقائق أساسيا (1350 دقيقة)، ولم يتلق الفريق أي بطاقة حمراء طيلة مرحلة الذهاب. الأزرق مر بظروف عصيبةأرقام مهمة في أول موسم بالقسم الأولمر الفريق ببعض الظروف العصيبة، أبرزها عقوبة «الويكلو» لثلاث مباريات بسبب أحداث ديربي الشمال أمام المغرب التطواني، ما حرم الفريق من 400 مليون سنتيم في مباريات أجراها بملعب مرشان أمام أولمبيك خريبكة ونهضة بركان وأولمبيك آسفي.وتم توقيف الكاتب العام حسن بلخيضر سنتين على خلفية تصريحات وصفتها الجامعة بالمسيئة لها، كما عاش الفريق وضعية مادية مزرية، بسبب إغلاق صنابير الدعم عليه من قبل الفعاليات الاقتصادية بالمدينة. ويعتبر الجمهور السند المادي والمعنوي لاتحاد طنجة، وينقسم إلى فصائل متعددة كجمعية 9 أبريل لأنصار ومحبي اتحاد طنجة، وجمعية المد الأزرق، وفصيل «إلترا هيركوليس» الذي يعتبر المؤثر في الساحة الكروية بطنجة، وكانت له مواقف مؤثرة حين كان الفريق يعاني في القسم الثاني. وتضع الأرقام المعلنة من مداخيل الملعب جمهور الفريق في قائمة المدعمين للفريق ماديا، سيما أنه ضخ في آخر مباراة هذا الموسم أمام الرجاء أكثر من 200 مليون. ومن بين الأرقام المهمة التي سجلها الفريق خلال البطولة، المحافظة على نظافة شباكه في ثلاث عشرة مباراة، وتحقيق خمسة انتصارات بثلاثية، أبرزها على حساب الوداد والرجاء، اللذين تعادل معهما الفريق بالدار البيضاء بهدفين لمثلهما. كما انتصر ذهابا وإيابا، على الجيش الملكي ومولودية وجدة وحسنية أكادير، فيما انهزم ذهابا وإيابا أمام أولمبيك آسفي وشباب الريف الحسيمي والفتح. حصيلة الذهاب ترفع سقف الأهدافدفعت نتائج اتحاد طنجة خلال مرحلة الذهاب المكتب المسير إلى رفع سقف طموحاته، وطرح ذلك على المدرب عبد الحق بنشيخة الذي طالب بضرورة إجراء تغييرات على التركيبة في الانتقالات الشتوية.وكشف المدرب عن لائحة اللاعبين المغادرين، وفسح المجال أمامهم لاستغلال افتتاح مرحلة الانتقالات الشتوية للانتقال إلى فرق أخرى، وهم خالد الصروخ وبدر الدين الناصيري، اللذان حققا الصعود مع الفريق إلى القسم الأول، وأحمد الرحماني وفوزي عبد الغني اللذان انتدبهما الفريق خلال بداية الموسم الحالي وشاركا في دقائق معدودة، والصربي زوران بلازونيش الذي عوضه الإيفواري العائد غوي هيربي، فيما عزز التركيبة بثلاثة لاعبين ذوي تجربة يتعلق الأمر بأيوب الخالقي القادم من الجيش الملكي ويوسف سكور من الفتح، وحارس المرمى أحمد محمدينا من الدفاع الحسني الجديدي. وسطر بنشيخة برنامجا إعداديا مكثفا بمعسكر مغلق بالجديدة دام عشرة أيام، خصصت للتحضير البدني والتقني والتكتيكي، وبإجراء مباراتين إعداديتين.وأنهى اتحاد طنجة البطولة ثالثا في الترتيب العام برصيد 50 نقطة، جمعها من أربعة عشر فوزا، وثمانية تعادلات، في حين خسر الفريق ثماني مباريات. وحقق الخط الهجومي للفريق المركز الرابع في البطولة ببلوغه مرمى الفرق المنافسة ستا وثلاثين مرة، منها سبعة أهداف لغوي هيرفي وعبد الغني معاوي، وستة أهداف لرفيق عبد الصمد، وخمسة لبدر الكشاني. وعلى مستوى خط الدفاع، اعتبر الفريق ثالث أقوى دفاع باستقبال مرماه 23 هدفا دخلت مرمى محمد بيسطارة، ومروان فخار وأحمد محمدينا. وكانت حصيلة الفريق داخل ميدانه موفقة، مكنته من جمع 32 نقطة من عشر مباريات وتعادلين، فيما انهزم في ثلاث مباريات، وسجل 22 هدفا ودخلت مرماه ثمانية أهداف. وحقق الفريق خارج الميدان 18 نقطة، حصل عليها من أربعة انتصارات وستة تعادلات، بينما انهزم في خمس مواجهات، وسجل خط هجومه أربعة عشر هدفا، واستقبلت مرماه خمسة عشر. بنشيخة: لدي أحسن فريققال إنه سيجتمع مع المكتب لمناقشة المستقبل وأشاد بلاعبيهربط عبد الحق بنشيخة، مدرب اتحاد طنجة، أهداف فريقه في الموسم المقبل بالنتائج التي ستترتب عن اجتماع سيعقده مع المكتب المسير عما قريب. وأكد مدرب اتحاد طنجة ضرورة إعادة النظر في التركيبة البشرية التي يتوفر عليها الفريق، بتعزيزها بعناصر تؤهله للمنافسة على واجهات البطولة وكأس العرش والكأس الإفريقية. ونفى بنشيخة غض النظر عن العمل القاعدي ومنح الفرصة للعنصر المحلي، وأكد أن لديه مشروعا ينتظر تأشير مسؤولي المدينة. وعبر بنشيخة عن سعادته باكتساح المغرب التطواني في ذهاب سدس عشر نهائي كاس العرش. ما هو تعليقك على الفوز في ديربي الشمال؟ حققنا فوزا تاريخيا كما بلغني من المسؤولين. حققنا أكبر نتيجة في تاريخ الكلاسيكو الشمالي. المباراة مرت في ظروف كما كنا نتوخاها. والعكس حدث للفريق التطواني. كان بإمكانه أن يقلب الطاولة علي فريقي لو استغل فرصتين واضحتين في الربع ساعة الأولى من المباراة. كانت كل الأمور ستتغير. فريقي تحكم بعد ذلك في زمام ما تبقى من مراحل المباراة، وقدم مستوى عاليا، وتفوق أداء وتركيزا ونتيجة. وضغط على مرمى الفريق المنافس حتى آخر دقيقة من المباراة. كنا أكثر جاهزية وعزيمة وحماسا في عرس رمضاني لم يسمح لنا أن نخيب آمال الجماهير الغفيرة التي ساندتنا. ورغم النتيجة لن أقول إننا تأهلنا. وننتظر نهاية مباراة العودة بتطوان، والتي سنخوضها بتركيز ودون استهتار. ما هو سر التفوق على منافس قوي من حجم الرجاء في آخر مباريات البطولة؟ أولا، ومن أجل التوضيح، وعكس ما تم الترويج له. لم يسبق لي أن تحدثت عن المنافسة على درع الدوري. بل قلت إننا سننافس على ”البوديوم”، بمعنى أحد المراكز الأربعة الأولى. لأن هناك أندية مستعدة أكثر منا للبطولة ماديا وبشريا. حققنا الهدف الذي اتفقنا عليه في بداية التعاقد مع الفريق. هو الحفاظ على مقعد ضمن أندية القسم الأول، ثم تجاوزنا هذا السقف وقدمنا موسما سيشهد به التاريخ، وأصبحنا ننافس على ”البوديوم”. قلت للاعبين إنه لا يعقل أن نوجد في المراكز الأربعة الأولى منذ بداية الموسم ونخسرها في آخر مباراة، كيفما كان نوع منافسنا. هذه هي الرسالة التي وجهتها للاعبين، وأعطت أكلها. وحققنا نتيجة قوية ضمنت لنا المشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية. لكنك صرحت أن فريقك الأقوى في البطولة، فما الدافع الذي منعه من المنافسة على اللقب؟ (يضحك) بخصوص هذا التصريح، كل ما في الأمر أن عبد المالك العزيز، مدرب الجيش الملكي، صرح أن فريقه كان الأفضل في مرحلة الإياب من البطولة، ومعه الحق في ذلك بحكم الصحوة في النتائج التي حققها الفريق. فجاء الرد من رشيد الطاوسي الذي قال إن فريقه هو الأقوى في مرحلة الإياب، ومعه الحق كذلك، إذا ما نظرنا إلى الوضعية التي كان عليها الرجاء في بداية الموسم وكيف تحسنت نتائجه في الإياب. لهذا قلت مضطرا إنني أتوفر على أحسن فريق في البطولة هذا الموسم، وليس في مرحلة الإياب فحسب، إذا ما قارنا إمكاناتنا المتواضعة مع باقي الأندية التي كانت في المراكز الأولى، سواء ماديا أو بشريا، نحن وسطهم كالشوكة في الحلق، وقلتها عن قناعة، ولا حق لأحد أن يمنعني من ذلك. ماذا عن الإيفواري هيرفي الذي تمرد على الفريق في بداية الموسم وكان من أفضل اللاعبين أداء، هل كنت مقتنعا بعودته رغم سوء تصرفه؟ هيرفي كان ضحية إغراءات بعض السماسرة الذين تلاعبوا به. لم يحضر معنا تحضيرات بداية الموسم. قلت إنني غير مستعد لقبول لاعب يرفض اللعب معنا. اتصل بي بعد انطلاق البطولة، حكى لي مشكلته، وأكد لي رغبته في العودة لفريقه، سيما بعد إعجابه بالأجواء وبالنتائج. تابعت جميع المباريات التي أجراها مع اتحاد طنجة عبر أشرطة فيديو، وجدت أنه لاعب مميز وله مؤهلات كبيرة. وافقت على عودته ضمن الانتدابات الشتوية، واشترطت عليه أن ينضبط حتى وإن لازم الاحتياط. لم يخيب ظني. لاعب كبير يشغل مجموعة من المراكز. حتى في الخط الأمامي استطاع تسجيل مجموعة من الأهداف، لو بقيت دورات قليلة لكان بإمكانه أن يتوج هدافا للبطولة. منح إضافة للفريق كباقي اللاعبين الذين انتدبناهم، نظير أيوب الخالقي ويوسف سكور. كانت صفقات شتوية ناجحة بكل المقاييس. ما هي نقطة قوتك؟ إنني لا أشتكي. أتعامل مع الأمور التي أجدها أمامي. هذا الموسم مثلا هناك أندية اشتكت من كثرة الغيابات، وإذا تكلمنا هذه اللغة، أعتقد أن الأجدر بالبكاء على الغيابات نتيجة الإصابات هو عبد ربه. لأنني حرمت من التركيبة الأساسية طيلة مرحلة الإياب، منذ مباراة المغرب الفاسي، وأنا ألعب في غياب أربعة أو خمسة عناصر أساسية في كل مباراة. ولم أستعد جميع اللاعبين حتى مباراة الفتح على بعد دورتين من نهاية الموسم. الفريق مقبل على تجربة قارية، هل أنتم مستعدون لذلك؟ سنعقد اجتماعا في أقرب الآجال، للتباحث أكثر في الأمر، سيما بخصوص التركيبة البشرية القادرة على المنافسة. لدي لائحة بأسماء مجموعة من اللاعبين الذين اتصلت بهم وأبدوا موافقة مبدئية للالتحاق بالفريق. وهناك مجموعة من اللاعبين ربطوا اتصالاتهم بي يرغبون في اللعب معنا، أبدوا إعجابهم بأجواء الفريق وطموحاتهم. لن أذكر اسم أي لاعب، لأنكم تعلمون العواقب، سيما أن السماسرة يتعقبون مثل هذه الأمور. أمامنا الوقت الكافي للفصل في الانتدابات وسأتحدث بشأنها في الوقت المناسب. طبعا نحتاج إلى تركيبة موسعة وجاهزة، لأننا سنلعب على واجهتي البطولة والكأس والكأس الإفريقية. وهذا ما سنناقشه في اجتماع المكتب، لأنني مررت من تجارب، نظير تجربتي مع الدفاع الحسني الجديدي. أعطينا كل ما لدينا في منافسات كأس إفريقيا، وأثر علينا ذلك في البطولة التي كان بإمكاننا الفوز بها، لو لم نكن نشارك في الكأس الإفريقية. هل يعني هذا أن التكوين والاعتماد على العنصر المحلي مستقبلا غير وارد في برنامجك؟ لدي مشروع في هذا الصدد، ننتظر دعم مسؤولي طنجة لتعبيد الطريق أمامنا. رغبتي خلق بطولة بالمؤسسات التعليمية في فئتي 10 و 14 سنة. تنطلق بمنافسات بين الأقسام لاختيار منتخب المؤسسة، وبعده ننظم بطولة بين المدارس، والهدف تأهيل تسعة أو عشرة لاعبين يصلون بعد خمس سنوات إلى سن التاسعة عشرة، وهم قادرون على اللعب بالفريق الأول. تحدثت كذلك مع مسؤولي الفريق من أجل عقد اجتماع مع أندية أقسام الدرجة الثالثة بالمنطقة، وتوقيع عقد شراكة للاستفادة من اللاعبين الموهوبين، على أساس دعم هذه الأندية ماديا ولوجيستيكيا. والهدف هو بناء فريق محلي للمستقبل، موازاة مع تحقيق نتائج جدية على مستوى الفريق الأول.

اتحاد طنجة… موسم استثنائي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصويري يصور كليب "اللهم إنك عفو"

جمعية تحتفي بمعاقي كلميم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات