سيظل عبد الواحد معاش، علامة بارزة في تاريخ الرجاء الرياضي، لما اتسم به الرجل من حكمة وحسن تدبير ، طيلة الفترة التي تقلد فيها مهام تدبير القلعة الخضراء ما بين 1976 و 1981.رحل رجل القانون، بعد صراع مرير مع المرض، وترك وراءه تاريخا ناصعا، وحبا جارفا، واحتراما كبيرا، من طرف كل مكونات الرجاء، لما تميز به من قدرة على احتواء المواقف، وإيجاد الحلول، في زمن شح الموارد والإمكانيات.وصف بحكيم زمانه، لأنه كان فعلا كذلك. قليل الغضب ومتحكم في أعصابه، نادرا ما يتخذ قرارات متسرعة، لأنه رجل حوار ومناقشة، ومؤمن بالعمل الجماعي...حبه للرجاء تجاوز كل الحدود، حتى في أصعب لحظات المرض، ظل يتابع مبارياته، عبر التلفزيون داخل المصحة، رغم نصائح الأطباء، الذين أدركوا أن رجاء اليوم لن تساهم سوى في ارتفاع ضغطه... يعتبره الدولي السابق مصطفى الحداوي الوالد، والمسير الذي أنار له الطريق، وفسح أمامه المجال، لمقارعة الكبار، وانتزاع مكانة داخل القلعة الخضراء، التي كانت تعج بالأسماء الكبيرة. ووصفه عبد الحميد الصويري، الرئيس السابق للرجاء، أنه رجل حاذ الذكاء، وقوي الشخصية، اكتشفه في أحد المعسكرات التدريبية بمرتفعات إفران، بداية السبعينات، وهو مازال طالبا، وقال” كان يتحكم في مجموعة تتكون من العديد من النجوم وأسماء كبيرة في سماء كرة الوطنية، لكن بحكمته وقدرته الخارقة على احتواء الأمور، أحكم سيطرته عليها، وفرض شخصيته عليها، بل إنه من نزع جلباب السياسة عن الرجاء...رحيل معاش، في عز مخاض الرجاء، علامة بارزة، وإشارة إلى من يهمهم الأمر، بأن الأجساد ترحل، وتظل الأعمال والذكريات خالدة، وشاهدة على عظمة الرجاء...نورالدين الكرف