يوم بعد آخر، غدت لاستقبال المواليد الجدد، طقوس أخرى غزت المجتمع المغربي، وحتمت على كافة الأسر التي تسعد باستقبال فرد جديد، ينضم إلى العائلة، الانخراط فيها، بدءا بحفلة "البيبي شاور"، ثم الولادة بإحدى المصحات، وحفل العقيقة الذي أصبح يخضع هو الآخر لطقوس جديدة تتوج فيه الأم عروسا جديدة.ولأن المصحة الخاصة، تكون أول فضاء يستقبل المولود الجديد، جرت العادة منذ بضع سنوات، أن تتحول غرف الولادة، التي تتدرج هي الأخرى بين الغرف العادية والأجنحة الخاصة، حسب رغبة وإمكانيات العائلة التي تنتظر مولودها، إلى فضاء يكشف بهجة وفرح المقيمين به "ظرفيا"، بدءا من باب الغرفة، التي أصبحت هي الأخرى تتزين بأشرطة ومجسمات، وورود، ترحيبا بالمولود الجديد، وتتلون إما بزينة وردية أو زرقاء، حسب جنس المولود ذكرا أو أنثى، إذا كان معروفا، أو تتخذ الزينة ألوانا أكثر حيادية، تميل إلى الرمادي أو الذهبي أو الفضي، وأحيانا، ألوانا مبهجة لكنها لا تدل على جنس المولود، عن طريق الدمج بين اللونين الأخضر الفاتح والبرتقالي، تنفتح على غرفة مزينة بأرقى الدانتيلات وباقات الورود، وبتيمات مختلفة، مثل "تيمة الأميرة" بالنسبة للإناث، وتيمة البحار بالنسبة إلى الذكور.أما بالنسبة إلى الزينة داخل غرفة الولادة، يقول محمد، أحد الباعة المختصين، ببيع زينة الأفراح، فإنها تختلف، حسب رغبة وذوق وإمكانيات الزبون، مشيرا إلى أن "بوفيه" استقبال الزوار مثلا قد ينطلق من ألفي درهم، تشمل، علاوة على "سفوف النفيسة"، مختلف أنواع السكاكر، التي يتم ترتيبها في قوالب، من اختيار العائلة. وأضاف محمد أن هذه القوالب تختلف باختلاف التيمة التي يتم اختيارها، وحسب اللون، والمادة المصنوعة منها، "أثمنتها، تنطلق من 15 درهما بالنسبة إلى الدبدوب القطني، أو 17 درهما لإطار الصور، أو قد تتجاوز 40 درهما، كما هو الحال بالنسبة إلى دبدوب الكريستال أو هذه الزهرة، وهناك موديلات أغلى، يتم جلبها بناء على رغبة الزبون، تكون مزينة بأحجار نادرة، ولها تصاميم خاصة، لشركات أجنبية، يتم في الغالب جلبها من إسبانيا"، هذه الأشكال، يضيف محمد ثمنها في الواقع مرتفع، ولا يمكننا استقدامها بكميات كبيرة، بل فقط عندما نتلقى طلبية عنها. "هذا ما يفسر ارتفاع كلفة زينة الغرفة، لتصل أحيانا ملايين السنتيمات، سيما إذا أضفنا أنواع "الشوكلاطة"، و"الماكارون"، و"الكابكييك"، فالصراحة، فهاد الشي بالضبط كلها وجهدو".هجر المغلي