عكرود: لا أريـد حبـا مشروطـا

سناء عكرود قالت إنها لم تقم بأدوار إباحية وإن بعض المكبوتين يطعنون الناس في أعراضهم قالت الممثلة سناء عكرود إن الفنان عندما يصبح حاضرا في وسائل الإعلام بقوة دون إنتاج أو حضور فني فهذا يدل على أن هناك شيئا ما غير طبيعي، أو أشياء ترتبط بمسألة الخوف من التعرض للنسيان، وهذا الهاجس لا يراودها بتاتا. وكشفت عكرود في حوار خصت به «الصباح» تفاصيل مشاركتها في الفيلم المصري «احك يا شهرزاد» كما ردت على اتهامها بوصفها الجمهور بالمكبوت. في ما يلي تفاصيل الحوار: < ما هو سبب غياب سناء عكرود عن الساحة؟ < لم أغب عن الساحة والدليل على ذلك هناك «العقبة ليك» الذي حقق نجاحا كبيرا، و»الفصول الخمسة» الذي نلت عن طريقه العديد من الجوائز في عدة مهرجانات، وبعدها أخرجت فيلم «عرس الديب» الذي نلت به جائزة الإخراج و التمثيل، وكلها أعمال ناجحة و راضية عنها تماما. بالنسبة إلى لم أغب عن الساحة، وتقييم الحضور ليس بالكم بقدر ما هو بالجودة وبالأشياء التي أريدها أن تظهر وأن أكون بارزة بها، وليس بلقاءات حوارية بمناسبة و بدون مناسبة أو في مواقع التواصل الاجتماعي التي يستغل البعض التدوينات التي تدونها لتحويرها وجعلها مادة دسمة في وسائل الإعلام. عندما يصبح الفنان حاضرا في وسائل الإعلام بقوة دون إنتاج أو حضور فني فهذا يدل على أن هناك أشياء ما غير طبيعي، أو أنها ترتبط بمسألة الخوف من التعرض للنسيان، وهذا الهاجس لا يراودني بتاتا، فليتذكرني من يحبني أو يفتقدني، وسأكون بالتأكيد ممتنة، لا أريد أن اجعل من علاقتي بالجمهور علاقة مادية نفعية محضة، وكأن الأمر بطاقة تعبئة علي ملؤها في كل مرة لكي لا ينساني الناس، إنه أمر متعب، ولا أظن أن هناك عاقلا يرهن وجوده بهذه البطاقة . < هل تلقيت عروضا جديدة وهل تحضرين لأعمال ستكون من إخراجك؟ < بالنسبة إلى العروض هناك مجموعة من الأعمال التي تلقيت طلب المشاركة فيها لكني رفضتها وتبين بعد ذلك أني كنت على حق لأنها لم تكن في المستوى المطلوب. عرضت علي مجموعة من السيتكومات سواء خلال العام الماضي، أو الحالي للمشاركة فيها، إلا أنني رفضتها بعد قراري ألا أشارك في السيتكوم مجددا، وهذا القرار ليس لأنني أدين هذا الجنس الدرامي ولكن لأنني أشعر بأن الكتابة فيه ما زالت غير قوية وبالتالي لا أجد فيها نفسي. أحضر لعمل جديد و هو « إطار فارغ « يتحدث حول أزمة التعليم وأيضا دور مواقع التواصل الاجتماعي في تداول المعلومة و تأويلها. < ألا تخافين من تداعيات غيابك عن الساحة على وجودك ؟ < أشبه الشهرة بالسراب أو البخار، والشعبية حادث عرضي يحدث لفترة ويتلاشى مع الوقت، لذلك لا يشغلني هاجس أن ينساني الجمهور لأن هذا النوع من التذكر أو الحب ليس بالتأكيد معيارا للوجود. لا أعتبر متابعة الناس لأخباري الخاصة قاعدة للوجود. هناك نوع من الفنانين الذين يسعون لرضى الجمهور بأي طريقة فيقولون إن الجمهور هو من صنعنا، لا، لا أحد يصنع الآخر، لأنه ببساطة كل مشغول بصنع نفسه، الجمهور منحت له مادة فنية واختار أن يستهلكها، اختار أن تعجبه أو لا، وهي مسألة اختيار وأذواق ولا يفرض فيها الفنان ذاته بالسلاح حتى يتتبعه الآخرون. الهدية التي يمكن أن يمنحني إياها الجمهور هي احترامه لإنتاجاتي الفنية واحترام ذكائي فأسعى بالمقابل لاحترام ذكائه، ولهذا لا أريد من الجمهور حبا مشروطا بل أريد احتراما. < هناك من اتهمك بوصفك للجمهور المغربي بالكبت. هل لك أن توضحي لنا هذه النقطة؟ < لا أبدا لا أحب التعميم، أكره من يضع الناس في سلة واحدة. لا أحب التسرع أو البلادة في تناول الأشياء، أكره من يأخذ الكلمة ويفصلها عن سياقها، ولا أحب أحكام القيمة لأحكم على الآخرين، من منحني الحق حتى أصف جمهورا بأكمله متعدد الثقافات والتربية بأنه مكبوت؟ أبدا، أنا تحدثت عن فئة معدودة على رؤوس الأصابع متفرغة ومختصة في توزيع الاتهامات على الآخرين إلى درجة وصف الفن و الفنانين بالمجون والاباحية، وطعن الناس في أعراضهم. الكبت الذي وصفت به البعض لا يتعلق بالجنس وإنما الكبت في الحقد وكبت عقد نقصهم و استيائهم من واقع صعب فيبحثون عن فرصة تفريغها إما غضبا أوشتما، أنا أتحدث عن الأشخاص الذين لا هم لهم سوى الإساءة إلى الآخرين وإسقاط عدم رضاهم عن أنفسهم على الآخرين. حقيقة المشاهد الجريئة < هل يمكن أن تتحدثي لنا عن مشاركتك في «احك يا شهرزاد» وتوضحي هذا العمل الذي جر عليك انتقادات الجمهور المغربي؟ < هو عمل سينمائي قمت فيه بدور البطولة أمام ثلة من الممثلين الكبار، من إخراج يسري نصر الله، هو مخرج أفلام روائية وليس افلام تجارية واسعة الانتشار، فقط للذين قالوا إنني قمت بهذا العمل من اجل الشهرة والمال، كما أني بمجرد انتهائي منه عدت لمنزلي وحياتي في المغرب عكس ما طلب مني بالبقاء هناك والاشتغال أكثر، كان هدفي التجربة بحد ذاتها، أومن بالحرية في الاختيار و التجريب. قد يكون العمل قوبل بالنقد لأن الناس الذين لا علم لهم بكواليس التصوير يظنون أن المشاهد الجريئة حقيقية، لم أهتم يوما بشرح تفاصيل التصوير وربما صمتي تم استغلاله بشكل سيئ، الخيال سيف ذو حدين، قد يحملك إلى عالم جميل فيسعدك، كما قد يحملك إلى أماكن شائنة مظلمة تعكس كبتك و جهلك، أشخاص بثقافة سينمائية متواضعة ظنوا أن المشاهد الحميمية بيني و بين الممثل حقيقية، ولأخيب ظنهم أقول لهم إن الممثل كان يرتدي سروالا رياضيا في الأسفل وأنا كنت أرتدي قميصا قطنيا عاري الكتفين و سروال جينز تحت الغطاء، كانت الكاميرا في وضعية إطار مقرب الكتفين والوجه بحيث تترك الخيال للمشاهد بان يتخيل ما يريد و لعمري أن هذا هو سحر السينما، لم يكن هناك إخلال بالحياء أو أي مما تم تداوله، كان حولنا فريق عمل مكون من ستين شخصا، كل مهتم بالقيام بعمله بأكبر قدر من الاحترام. تأكدوا أنهم لم يشعلوا الكاميرا لنا وهربوا خارج الغرفة ليتركونا على راحتنا (ضاحكة). لا أيها المشاهد الكريم، صناعة السينما هي صناعة تقنية مادية تتجاوز الإطار الفضي الذي يقدم للمشاهد. وفي النهاية، هي شخصيات لا تمت لنا بصلة، في آخر اليوم نعود لمنازلنا ونتركها هناك بين أروقة الديكورات و على صفحات الأشرطة. أجرى الحوار : محمد بها

عكرود: لا أريـد حبـا مشروطـا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفاصيل ناشر السيدا بين فتيات فاس

خلاف مالي يبعد السلامي عن الأولمبي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات