مؤهلات كبيرة في حاجة إلى إستراتيجية عمل لتسويقها داخليا ودوليا أفواج من الزائرين تتوافد على منطقة بين الويدان، التي تبعد عن بني ملال بحوالي 50 كيلومترا وأزيلال ب 30، بعضهم جاء في إطار وفود سياحية تنظمها وكالات أسفار، وآخرون عبر رحلة خاصة إلى المنطقة، لاكتشاف جمالها والوقوف على خصوصية المنطقة ومميزاتها. إنجاز: الصديق بوكزول (موفد الصباح إلى بني ملال) من أعلى الطريق الجبلية الرابطة بين بني ملال وأزيلال المليئة بالمنعرجات، يبدو سد أو بحيرة بين الويدان هادئا بمياهه الصافية وسط جبال عالية تحيط به من كل جانب، وبعض المراكب السياحية الراسية بجنباته أو التي تتجول فيه وعلى متنها مغاربة وأجانب جاؤوا للاستمتاع بهدوئه وروعة مناظره والاستفادة من لحظات استرخاء بعيدا عن صخب المدينة وضوضائها. جولة على متن مركب سياحي تكشف جمال المنطقة وبعضا من تاريخها، كما كشفه أحد المرشدين السياحيين الذي أكد أن البحيرة أو سد بين الويدان شيد من قبل المعمر الفرنسي بهدف توفير المياه لاستعمالها في سقي الأراضي وتوفير حاجيات الفرنسيين الذين كانوا مقيمين بالمنطقة، مضيفا أنه بني من قبل فرنسيين وسواعد بين الويدان وواويزغت وأزيلال وبني ملال و تادلا. بعد جلاء المعمر تحول السد إلى مصدر للمياه وتوليد الطاقة، فقنواته تخترق الجبال كي تصب في المركب الهيدروكهربائي في أفورار ويتم من خلالها سقي مئات الآلاف من الهكتارات في سهول تادلة إلى قلعة السراغنة، كما أن المحطة الكهربائية تمكن من إنتاج 600 مليار كيلواط في الساعة، وتعتبر المحطة الثانية في المغرب من حيث إنتاج الطاقة الكهربائية. بين الفينة والأخرى يشير المرشد السياحي بيده نحو الجبل المحيط بالسد، ليتحدث عن بعض الأشجار التي تغطيه، أشجار مصدر أطنان من أعــشاب الزكوم والزعتر والشيح والعرعار، والتي تعتبر نشاطا لبعض فلاحي المنطقة، ومصدر دخل للعديد من الأسر التي يتكلف أبناؤها الصغار، في غالب الأحيان، ببيعها بالطرقات، فغالبا ما تصادف أحدهم على جنبات الطريق، يشير إليك بيده حاملا بعضا من هذه الأعشاب التي يعرضها للبيع بأثمنة بخسة مقارنة مع قيمتها الغذائية والصحية.يستمر المركب في السير ببطء ويستمر معه المرشد السياحي في كشف جزء من تاريخ السد ليعرج على حقبة المجاهد أحنصال الذي تزعم المقاومة ضد القوات الفرنسية في جهة الأطلس الكبير منذ أن وطأت قدم المستعمر أرض الوطن، إذ تحدث عن غزواته والمعارك الشرسة التي خاضها ضد القوات الفرنسية بالمنطقة، كما يقال إنه قتل فرنسيا وقطع السد بأكمله هربا من المطاردة، وبين الفينة والأخرى يتوقف عن الحديث ليتابع تحركات أحد هواة التزحلق أو فوجا سياحيا جاء من أوربا أو آسيا لاكتشاف البحيرة ومناظرها.ساعتان لعبور البحيرة قبل مدخل الوادي، يعقبها برنامج لتسلق الجبل في اتجاه منزل أحد السكان الذي يهيئ للزوار خبز اينور بزيت الزيتون وشاي الزعتر وزبدة المعز وعـــسل الزكوم، قبل العودة إلى المركب لمواصلة الرحلة السياحية أو ممارسة بعض الأنشطة الرياضية كالقنص والسباحة والتسلق، والاستمتاع بوصلات فنية محلية. البنيات التحتية...نقطة الضعف "المشكل الأول هنا هو ضعف البنيات التحتية، خاصة الفنادق، فهي معدودة على رؤوس الأصابع ما يصعب مهمة الترويج للمنطقة سياحيا" يقول أحد المرشدين السياحيين، قبل أن يضيف " في بعض الأوقات لا يجد بعض الراغبين في زيارة البحيرة غرفة لقضاء ليلة واحدة بها".العديد من الوافدين على البحيرة يضطرون إلى قضاء الليلة ببعض المآوي الجبلية أو العودة إلى بني ملال أو أزيلال، خاصة أن عدد الأسرة محدود، قبل أن يعودوا في اليوم الموالي للاستمتاع بالبحيرة أو مواصلة الرحلة نحو شلالات أوزود الخلابة.في الطريق إلى شلالات أوزود يلفت نظرك وسط أزيلال متحف الديناصور الذي أنجزته جهة تادلة أزيلال، والـــذي يوجد به الهــيكل العظمي لديناصور المنطقة، غير أن المفاجأة تكون كبيرة حينما تعلم أن المتحف بقي بدون استغلال رغم صرف أموال باهــظة لتشييده، لتتحول بنايته إلى منطقة مهجورة ستتلاشى بمرور السنين.نائب رئيس المجلس الجهوي للسياحة، عبد العزيز خداش، له تفسير للأمر إذ أكد أن المجلس السابق توقف عن نشاطه سنتين، قبل أن ينتخب المجلس الحالي ويشرع في تنفيذ برنامجه المسطر من قبل الجهة التي كانت تمده ببعض الميزانيات عن طريق الوكالة الجهوية للتنمية الاجتماعية . وأضاف خداش أن المجلس نفذ بعض المشاريع المهمة، كترميم مركز تكوين مرشدي السياحة الجبلية بتبانت، كما نظم رحلة استطلاعية للوكالات السياحية بالدار الــبيضاء لزيارة المنطـــقة والوقوف على المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها، وقد كانت لهذه الرحلة انعكاسات إيجابية، إذ بفضلها تم الترويج لبين الويدان، وعرفت المنطقة ارتفاعا في عدد الزائرين، كــما أحدث المجلس موقعا إلكترونيا للمنطقة.