انتهـى زمـن الألبومـات

مادلين مطر قالت إن نجوم لجن التحكيم أكثر المستفيدين من برامج اكتشاف الأصوات قالت مادلين مطر إن المغاربة شعب محب للحياة والفن وهو ما يجعل الفنانين الذين يز ورون المغرب يشعرون بارتياح غريب لا يجدونه في كثير من البلدان، وأضافت النجمة اللبنانية في حوار خصت به "الصباح"، على هامش زيارة لها للمغرب نهاية الأسبوع الماضي، أن الأوضاع السياسية التي عاشتها العديد من الأقطار العربية أثرت سلبا على الحركة الفنية، كما تحدثت عن بداياتها الفنية واختياراتها الغنائية وكشفت جديدها في مجال الغناء والدراما التلفزيونية وأشياء أخرى تجدونها ضن هذا الحوار. < ما هو سياق زيارتك الأخيرة للمغرب؟< قدمت إلى المغرب في سياق إحياء حفل زفاف، والحمد لله توجه إلي دعوات كثيرة إلى المغرب، ولدي جمهور يقدرني هنا وينتظرني دائما... < من المؤكد أنها ليست الزيارة الأولى للمغرب، وأنه خلال زياراتك المتتالية كونت انطباعا به شق إيجابي وسلبي؟< لا انطباع سلبيا لدي عن المغرب، بل أفضل الحديث عن الإيجابيات وهي ما لاحظت، إذ بدا لي أن المغاربة شعب محب للحياة ومقبل عليها، يعشقون المناسبات السارة والأغاني، لهذا يجد الفنانون الذين يزورون المغرب راحتهم هنا، لأنهم يقابلون باستقبال لا نظير له، إذ أنني أجد هنا معجبين يأتون من مدن ومناطق بعيدة وينتظرونني بباحة الفندق الذي أقيم فيه، وهو شيء نادرا ما أجده في البلدان الأخرى التي أزورها. < رغم الحضور المتميز للأغنية اللبنانية لدى المغاربة وفي العالم العربي عموما، إلا أنه لوحظ أن هناك تراجعا وانحسارا لهذه الأغنية خلال السنوات الأخيرة؟< الأمر متعلق بالأوضاع السياسية والاقتصادية التي عاشتها العديد من الدول العربية، بعد الانتفاضات التي اجتاحت معظمها والتي أثرت سلبا على الكثير من مناحي الحياة وهو ما انعكس جليا على الفن، إذ أننا محظوظون ما دمنا نشتغل في ظل هذه الأوضاع، إذ أن الحروب والصراعات تنخر معظم الدول العربية، وكان طبيعيا أن يتأثر الفن بكل هذا، لأنه لا يمكن أن ينتعش في الأزمات. < هذا في ما يتعلق بالأسباب السياسية والاجتماعية، لكن هناك أيضا أسبابا فنية وراء هذا التراجع؟< المسألة ترتبط بالتطور الذي عرفته الأغنية العربية عموما، والتي سارت في اتجاه الابتعاد عن النمط الطربي المطول، والبحث عن أشكال غنائية وموسيقية جديدة، وهذا الانتقال بين هذين الحدين كان لا بد أن يكون له تأثير هو الآخر على مستوى الأعمال المقدمة، فالخطوات الانتقالية إذا لم تكن مدروسة من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية، كما أن هناك جيلا جديدا من المستمعين لم تعد له طاقة الصبر على الأنماط الطربية وصار مقبلا على كل جديد وكل شيء خارج عن المألوف ويكسر النمطية، ومن تمكن من الفنانين من التقاط هذا المعطى بذكاء هو الذي تمكن من الاستمرار متوهجا كما هو الشأن بالنسبة للفنانة سميرة سعيد التي تجدد نفسها باستمرار ، وبالنسبة إلى جيلنا فإننا نواجه صعوبات كبرى في الاختيار خاصة أن الغناء صارت له وظيفة ترفيهية أكثر منها فنية، لأن الناس في هذه الفترة تبحث عن الهروب من مشاكلها في الغرق وسط الموسيقى الراقصة والصاخبة، فالجيل الجديد لا ينتبه إلى هذه التحولات لأنه فتح عينيه عليها، أما جيلنا نحن فإنه يحس بالضياع ما دام يجد نفسه ملزما بالانخراط في موجة التحولات وإن اقتضى الأمر منه التخلي عن مقومات الطرب. < من المثير في مسارك الفني أن بداياتك كانت طربية خاصة أن من تبناك في هذه المرحلة هو الراحل وديع الصافي، لكن اختياراتك الغنائية الخاصة سارت في اتجاه الابتعاد عن الطرب؟ < قد لا أوافقك الرأي تماما في هذه المسألة، لأن أغاني المشهورة مثل «على بالي هواك» أو «بحبك واداري» فيها شيء من الطرب، صحيح أنها لون رومانسي لكنها في النهاية موصولة بالنمط الطربي، وهذا لا يمنع من القول إن لي خطا خاصا في الغناء فليس بالضرورة أن أكون استمرارا لأم كلثوم ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة وفيروز وغيرهن، رغم أنني عشقت أغانيهن وتأثرت بهن، لكن كان ضروريا أن أبحث لنفسي عن نمط مغاير. نخاطب جيلا أكثر تطورا < ألا تشعرين أن الأنماط الغنائية الجديدة تتساوى فيها الأصوات الجيدة وغير الجيدة لأنها تخفي المقومات الحقيقية لكل صوت؟< عندما بدأت الغناء مطلع التسعينات كان المتلقون في منطقة وسطى ما بين الأنماط الكلاسيكية والأغاني العصرية، وكان التجاذب يقع ما بين هذين النمطين، أما الآن فقد حسم الأمر لصالح التجديد والتطور، وهذا قانون الحياة، لأننا الآن نخاطب جيلا أكثر تطورا وهو ما نأخذه بعين الاعتبار في معظم الأغاني، حتى أن هناك تجارب ناجحة عندكم في المغرب مثل سعد لمجرد الذي استطاع بذكاء أن يتمثل هاته المسألة فقدم موسيقى متطورة ركب عليها كلاما مغربيا وكانت النتيجة أنه اكتسح المشهد الغنائي في الفترة الحالية، كذلك الأمر بالنسبة إلى سميرة سعيد التي تتمتع بفكر شبابي غنائي. تأجيل مسلسل "الفاتنة" < الملاحظ أنك مقلة في إنتاج الألبومات الغنائية؟< منذ ألبوم «بحبك واداري» قبل أزيد من عشر سنوات، فضلت الاتجاه إلى تقديم الأغاني المنفردة، وأعتقد أن معظم المطربين ساروا في الاتجاه نفسه، لأن عصر الألبوم عمليا انتهى. هناك من الأسماء المشهورة من يمكث بضع سنوات ليطرح ألبوما غنائيا معتمدا على رصيد شهرته التي تضمن له انتشار الألبوم على أوسع نطاق، أما بالنسبة إلي فإنني لا أستطيع أفعل مثل هذا فأنا مطالبة بالمحافظة على وتيرة معينة لإصدار الأغاني المنفردة. < ما رأيك في الأصوات التي تفرزها برامج اكتشاف المواهب الغنائية، خاصة أنك أيضا أتيت منها؟< بكل صراحة هذه البرامج وبالصيغة التي تقدم بها حاليا لا تخدم الأصوات الصاعدة، بقدر ما تخدم النجوم الذين يشكلون لجن تحكيم برامج مسابقات اكتشاف المواهب، فلا أحد اشتهر من هذه الأصوات، فالمسألة تتعلق بتسويق المشاهير وربح أموال الإشهار أكثر منها شيء آخر. < أين وصل مشروع مسلسل «الفاتنة» الذي تأجل تصويره السنة الماضية؟< نعم تأجل المشروع لأسباب شخصية وعائلية، لأنني قضيت فترة لازمت فيها والدتي التي كانت طريحة الفراش، وبعد وفاتها لم أستطع تحت وطأة حزني عليها استئناف المشروع الذي واجهته أيضا مشاكل إنتاجية، لكن بإذن الله سيظهر قريبا خاصة أنه أول بطولة مطلقة لي بالتلفزيون، علما أنني سبق أن مثلت في أفلام سينمائية، لكنني في النهاية أعتبر نفسي مغنية قبل أن أكون ممثلة. < ما هو الجديد الغنائي الذي تحضرينه حاليا؟< هناك أغنية جديدة بعنوان «طمّن قلبك» من كلمات إيهاب عبدو ولحن تامر عاشور ستظهر بعد رمضان. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

انتهـى زمـن الألبومـات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشغب يطرد الوداد من آسفي

تفكيك عصابة "القرقوبي" تنشط بين البيضاء ووجدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات