الملاعب المنسية بالبيضاء

عددها خمسة واحتضنت مباريات في النخبة تحتضن البيضاء عددا من الملاعب التي يمكن اعتبارها منسية رغم تاريخها في احتضان مباريات سواء بالقسم الأول ، أو الثاني، بل منها من احتضن مباريات للمنتخب الوطني.ورغم توفر البيضاء على هذه الملاعب إلا أن نادييها الوداد والرجاء منفيان عن المدينة بعد إغلاق ملعب المركب الرياضي محمد الخامس.وعرفت المدينة خلال السنوات السابقة بكثرة ملاعبها، والسبب يعود إلى أنها عاشت مجدا كرويا قبل الاستقلال بواسطة أندية تمكنت من صنع اسم لها، ليس فقط في سماء المغرب، بل في شمال إفريقيا ، كأندية الصخور السوداء والاتحاد المغربي «الياسام». "الريجي"خلال تسعينات القرن الماضي احتضن ملعب الألفة، الذي كان يعرف بملعب «الشوعة» لأنه كان يحتضن مباريات شعاع الحي الحسني الذي تحول إلى شباب الحي الحسني أو «الريجي» نسبة إلى شركة التبغ، مباريات لحساب بطولة القسم الأول خلال فترة لعب القوات المساعدة بالبيضاء.وخلال الفترة نفسها حضر الوداد والرجاء بنجومهما الكبار إلى هذا الملعب وأودا مباريات من المستوى العالي، إذ أن الكثيرين مازالوا إلى حدود اليوم يتذكرون الهدف الرائع الذي سجله السنغالي موسى انداو في مرمى القوات المساعدة من وسط الميدان.هذا الملعب رغم أنه خضع لعمليات صيانة كاملة، إلا أنه منسي ولا يحتضن أي مباريات رغم ما تعانيه أندية البيضاء.وخلال فترة التسعينات، كانت الجماهير تملأ جنبات هذا الملعب للاستمتاع بفنيات عدد من نجوم شباب الحي الحسني، كالزبايدي وعبد الإله فهمي وحنظار وطبيب. "روش نوار" تأسس النادي في 1920 بحي الصخور السوداء بالبيضاء، وكان معروفا لدى محبيه ب «نوار إي بلان» في إشارة إلى تميز قمصانه باللونين الأبيض والأسود.نافس الفريق طيلة عقود في القسم الوطني الأول إلى أن طالته أيادي الإهمال ليسقط إلى القسم الثاني موسم 1956 / 1957 ويغدو بعدها الفريق مجرد ذكرى، رغم أن ملعبه شهد ابداعات لاعبين كبار مثل إيلينيو هيريرا الذي مر بجميع فئات النادي، قبل أن يرحل إلى فرنسا ليحقق كأس فرنسا رفقة ريد ستار والملعب الفرنسي وإكسيلسيور، ويتحول بعدها إلى التدريب، إذ يعتبره البعض من بين أفضل المدربين على مر التاريخ، خصوصا أنه حاز على لقب الدوري الاسباني مرتين رفقة إفسي برشلونة وأتلتيكو مدريد، كما درب أنتير ميلانو الإيطالي وفاز معه بلقب البطولة ثلاث مرات كما فاز بكأس ملك إسبانيا مرتين رفقة برشلونة وكأس إيطاليا مرة رفقة نادي روما ، وكأس أوربا للأندية البطلة وكأس القارات مع أنتير ميلانو لمناسبتين وكأس الاتحاد الأوربي مع البارصا.ولعب هيريرا رفقة الصخور السوداء لأربعة مواسم قبل أن يقرر الرحيل إلى أوربا في 1933.عاش الملعب فترة اعتبر فيها ملاذا لمشردي عين برجة وروش نوار قبل أن تتدخل عصبة البيضاء لصيانته رفقة ملاعب با محمد بعمالة ابن امسيك ولاجونيس بعمالة سيدي عثمان ونجم الشباب «ليطوال» والحاج العربي بن امبارك «فيليب»، وملحق مركب محمد الخامس «لا نيكس»، وسيدي مومن والحبيب الزمراني بالحي الحسني والعالية بالمحمدية. "سطاد فيليب"أطلق عليه البيضاويون «ملعب الموت» فيما أسماه آخرون «ملعب العار» معتبرينه عارا على الرياضة الوطنية بأكملها، لم لا وهو الذي استضاف عمالقة كرة القدم والملاكمة، إذ استقبلت أرضيته العربي بن امبارك وعبد الرحمان بلمحجوب وجوست فونتين الهداف التاريخي لكل نهائيات كأس العالم، إضافة إلى البطل العالمي في رياضة الملاكمة مارسيل سيردان، الذي خاض فيه نزالا مازال تاريخ الملاكمة يحتفظ به إلى الآن سنة 1938 أمام 10 آلاف متفرج. تحول الملعب منذ تجديده إلى ملعب دون ملامح ودون تحديد الهدف من وجوده، كيف تمت الصفقة ولمن تمت، رغم أن المهندس الذي تكلف بإعادة تهيئته من كبار المهندسين الذين صنعوا تحفا في البيضاء، الفرنسي دومينيكو باسكيانو.كان الملعب بعد حصول المغرب على الاستقلال يحتضن مباريتين للبطولة الوطنية لكرة القدم كل يوم أحد، الأولى على الساعة الواحدة والنصف زوالا والثانية بعدها بساعتين، لأن البيضاء كانت تتوفر على أربعة فرق في القسم الوطني الأول هي الراسينغ البيضاوي «الراك» ونادي الاتحاد البيضاوي «الطاس» بالإضافة إلى الوداد والرجاء، قبل أن يلتحق فريق شباب المحمدية للاستقبال بنفس الملعب بعد صعودها لقسم الصفوة.شهدت رقعة ميدانه صولة نجوم عالميين في سماء كرة القدم في تلك الفترة، في مقدمتهم العربي بنمبارك الجوهرة السوداء المغربية هداف كل من نادي مارسيليا وأتلتيكو مدريد في ما بعد، وصانع أمجاد المنتخب الفرنسي، والفرنسي المزداد بمراكش، جيست فونتين، مهاجم فريق «الياسام»، وهداف النسخة السادسة من كأس العالم، وعبد الرحمن بلمحجوب الذي بصم على حضور قوي في الدوريات الأوربية و ماريو زاتيلي هداف مارسيليا، وآخرون من الجيل الحالي.لم يعد الملعب اليوم يستقبل جمهور كرة القدم بسبب انحدار مدرجاته بعد أخطاء هندسية فادحة وقعت خلال ترميمه في السنوات الماضية، ما جعل المسؤولين عن الكرة المغربية يقررون وقف استقبال الجمهور بالملعب. سيدي محمدعاش سنوات الثمانينات مجدا غير مسبوق قبل أن يأفل نجمه عقب انسحاب الاتحاد الرياضي (التبغ البيضاوي) من البطولة الوطنية، رغم أن تأسيسه يعود إلى 1936.شهد هذا الملعب ديربيات كثيرة بين التبغ والوداد والرجاء والاتحاد البيضاوي «الطاس» والراسينغ الرياضي «الراك» قبل أن يمحى من الوجود بعد اتفاقية الاندماج مع الفتح، كما شهد تألق لاعبين مثل عمر زويت ونور الدين بوبو وهشام لمرابط وأمين البودي والعربي صابر.حمل الاتحاد الرياضي اسم التبغ لأنه أنشئ ومول بالكامل من طرف الشركة الوطنية المغربية للتبغ التي أنشأها الفرنسيون في المغرب بداية الثلاتينات من القرن الماضي في عهد الحماية الفرنسية. وكان يشارك في بطولة القسم الأول حتى 2003 تاريخ اندماجه مع الفتح.وحسب المسؤولين السابقين للفريق، فإن السبب الرئيسي للاندماج كان هو عدم توفر الفريق على قاعدة جماهيرية حيث كانت تجرى معظم مبارياته أمام مدرجات فارغة في ملعب التبغ بسبب وجود فريقين كبيرين في البيضاء. تيسيمايوجد ملعب تيسيما بحي سيدي عثمان بالبيضاء، وتم تفويته للرجاء الرياضي، الذي أصبح يتخذه معقلا لعدد من فئاته العمرية إلى جانب مركز التكوين بملعب الفريق بالوازيس.وتمت تسمية الملعب بتيسيما سنة 1988 ، بأمر من الملك الحسن الثاني لمناسبة الدورة 16 لكأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في المغرب، نسبة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم آنذاك إيدتكاتشو تيسيما.ويعاني الملعب الإهمال رغم أنه شاهد على صولات الأولمبيك البيضاوي «جمعية الحليب» وتتويجاته عربيا ومحليا، إذ توج بكأس العرش في 1983 و1992امام الرجاء و1990 أمام الجيش، إضافة إلى ثلاثة ألقاب عربية متتالية.إعداد: أحمد نعيم

الملاعب المنسية بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف متهمين باغتصاب مسنة ودفنها حية

اليوسفية يشكو حكما إلى المديرية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات