العماري: الدولة تريد “بيجيدي”

أوضح أن المؤشرات الحسابية تضع حزبه في مقدمة البرلمان المقبل شريطة عدم تدخل الإدارة أكد إلياس العماري، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، أن المؤشرات الحسابية تقول إن حزبه سيحل أول في الانتخابات البرلمانية المقبلة شريطة ألا يكون هناك تدخل من الإدارة وتصحيح الاختلالات التي وقعت في الانتخابات الجماعية السابقة وعدم السماح بتكرار ما قام به «بيجيدي» عندما عوض وزارة الداخلية في التسجيل باللوائح الانتخابية.وكشف العماري، الذي حل أول أمس (الاثنين) ضيفا على نادي «ليكونوميست»، عن قرار اتخذ بألا يحصل «البام» على الرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية السابقة، موضحا أن الدكتور محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام الأسبق، قال لأعضاء الحزب بأن جهات طلبت ألا تتجاوز حصيلة الأصالة والمعاصرة عتبة 50 مقعدا بالبرلمان، وذلك في وقت كان «البام» يستهدف الحصول على 120، معتبرا أن الربيع العربي لم يكن حراكا أصيلا، لأن فيروسه صنع في مختبرات أجنبية، ضاربا المثال على ذلك بالمصطلحات والكلمات المستعملة في شعاراته، مثل «البلطجية» و»الشبيحة»، موضحا أن الأمر لم يتعلق بثورة، بقدر ما كان تصريفا لحسابات شخصية، ضد بنعلي في تونس، والقذافي في ليبيا، ومبارك في مصر، وصالح في اليمن، والدليل ألا شيء تحقق بعد ذهاب المذكورة أسماؤهم. إعداد:ياسين قُطيب < من أين يستمد إلياس العماري، مهندس الأصالة والمعاصرة، قوته؟< شكرا لكم على الاستضافة، صحافيين ومسيرين، أنا لا أومن بالقوة في المجال السياسي، وأعتبرها مسألة نسبية تربط الفعل السياسي بالزمان والمكان، وليست رهينة طول أو قصر مسار رجل السياسة، وربما تأثرت في نظري للأمور بمقولة شهيرة لأمير الشهداء وشهيد الأمراء الراحل عبد الكريم الخطابي هي " فكر بهدوء واضرب بقوة"، أي أن الفعل يكتسب أهميته إذا كان في الزمان والمكان المناسبين.وردا على وصفي بمهندس الأصالة والمعاصرة، أقول بأن عملية البناء تتطلب مشاركة مهندسين من تخصصات متعددة، مهندس معماري ومهندس إسمنت مسلح ومهندس ديكور إلى آخره، فما بالك بمشروع مجتمعي يفترض فيه أن يرتكز على مساهمات أصحابه كل من موقعه بنسب مختلفة، وتحقيق مشروع قوامه الحداثة والديمقراطية لا يمكن أن يكون مهمة الأصالة والمعاصرة بمفرده دون تراكم ساهمت فيه قوى سياسية ومدنية، لذلك نعتبر أن حزبنا جزء من الكل، ومهما تكن القوة المستمدة من شخص أو مؤسسة فإنها ستكون غير كافية. < أين سترسو سفينة "البام" في رحلة الهوية والبحث عن موقع في المشهد السياسي، خاصة بعد وصولكم إلى منصب الأمانة العامة؟< لقد كنت من العائلة اليسارية، ومازلت مقتنعا بأن الفكر اليساري يعني الحرية والانفتاح والجدلية، وانتميت تنظيميا إلى تيار الديمقراطيين المستقلين، وبعد ذلك اليسار الاشتراكي الموحد، ثم التحقت بحركة لكل الديمقراطيين دون أن أستقطب أي مناضلة أو مناضل من صفوف حزبي السابق، أكثر من ذلك فقد كنت من الرافضين لتأسيس الأصالة والمعاصرة، وانسحبت من العملية، لذلك أعتقد أن الذين جاؤوا إليه من الرفاق إنما فعلوا ذلك عن قناعة شخصية.بخصوص هوية الحزب التي صادق عليها في مؤتمره الثالث تضعه سياسيا في وسط اليسار، ونعتبر أن الأصالة في حمولتها الثقافية المغربية هي نقيض الأصولية. وحينما نتكلم عن المعاصرة فإننا نقصد بها الحداثة في إطار المسؤولية وليس حرية الفوضى، ولكي "نقعد" ذلك كما يقول الفقهاء اعتمدنا على مراجعة مشتركة بين الليبراليين والاشتراكيين، على اعتبار أن الحداثة جاءت تجاوزا للأزمة سواء بالنسبة إلى الليبرالية في جانبها المتوحش أو بالنسبة إلى الاشتراكية في واقعها المغلق. كنت أتمنى لو استمرت الحركة لكل الديمقراطيين كتنظيم وليس فقط كمشروع فكري، ولكنها لم تستمر ربما لأسباب ذاتية، على اعتبار أن رئيسها أحمد أخشيشن انشغل في تدبير القطاع الحكومي الذي كان يحمل حقيبته، أضف إليه انصراف جل الأعضاء إلى مسؤولياتهم السياسية والحزبية الأمر الذي عجل بتقهقرها. < هل كان المغرب في حاجة إلى مشروع الأصالة والمعاصرة ؟< بعد الدينامية السياسية التي أطلقتها حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمان اليوسفي، إلى حد أنها ذكرتنا بما قرأناه عن حماس السنوات الأولى بعد نهاية الاستعمار، وبعد مواصلة العمل في الأوراش الكبرى والمبادرات الشجاعة التي قام بها المغرب في عهد حكومة إدريس جطو، جاءتنا انتخابات 2007 برسالة خطيرة جدا، مفادها أن كل تلك الحركية لم تستأثر بأي اهتمام من المغاربة، إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة 20 في المائة، ما يعني أن هناك خللا ما، وهذه المرة ليس في قمة الهرم كما كان الحال في سنوات فجر الاستقلال، حيث كان الخوف في الأعلى وساد منطق الدسائس والمؤامرات والانقلابات إلى غير ذلك من ممارسات الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، المدنيين والعسكر، حينها تساءل الجميع عما يقع في الأسفل، في قاعدة الهرم داخل المجتمع. تلك كانت الأسباب الموضوعية التي أنتجت الحركة لكل الديمقراطيين وبعدها حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أعتبره استفزازا للمشهد السياسي.في الانتخابات الجماعية لـ 2009 قدم الحزب، عكس ما يتم الترويج له، 70 في المائة من المرشحين يدخلون عالم السياسة لأول مرة، وأكثر من ذلك يبدؤون المسار بخوض تجربة الانتخابات، فكان رد فعل المغاربة سريعا، وكان جواب الأحزاب أسرع منه، إذ تجاوزت نسبة المشاركة 42 في المائة، ولا أحد تساءل من أين أتت 25 في المائة من المشاركين الجدد. الأكيد أن هناك تفسيرين لا ثالث لهما، إما أن الناس وضعوا ثقتهم في مشروع معين، وإما تم التلاعب بصناديق الاقتراع، لكنني أتبنى الفرضية الأولى، وإذا كان هناك من يقول العكس فأتوا ببرهانكم إن كنتم صادقين. < هل ينطبق تحليلكم هذا على انتخابات 2011؟< رغم أن ذلك قد يغضب بعض حلفائنا السابقين سأقول لكم قولا، يكشف عنه النقاب لأول مرة، فقد اتخذ قرار بأن لا يحصل "البام" على الرتبة الأولى.< من اتخذ هذا القرار ؟< ما أعرفه أن الدكتور محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام الأسبق، قال لنا بأن جهات ما طلبت ألا تتجاوز حصيلة الأصالة والمعاصرة عتبة 50 مقعدا بالبرلمان، وذلك في وقت كنا نستهدف الحصول على 120.< ألم تناقشوا القرار؟< أنا لم أقبله فقط بل نفذته باعتبار أنني كنت رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات في الأصالة والمعاصرة آنذاك، وطبعا احتدم بيننا النقاش، وبحثنا عن الطريقة المثلى لتمريره على أرض الواقع، آخذين بعين الاعتبار أن مطالبة الأعضاء الراغبين في خوض غمار الانتخابات بالترشح بألوان أحزاب أخرى ستكون حيلة مكشوفة لدى المغاربة، لذلك اقترحت على أعضاء الحزب أن نقتسم الحصيلة المتوقعة مع أحزاب أخرى بإحداث تحالف G8 وأوضحت لهم أن العملية ستمنحنا تبريرات مقنعة لعدم الترشح في الدوائر التي يمكن أن يفوز بها حلفاؤنا ولو أننا كنا متأكدين من فوز "البام" بمقاعدها، أكثر من ذلك طلبنا من البعض الذهاب إلى أحزاب أخرى، ويمكن لكم أن تتأكدوا بطرقكم الخاصة من وجودهم في كل الفرق البرلمانية بمجلس النواب الحالي بما في ذلك الفريق النيابي للحزب الحاكم.في النهاية لم نحصل على الرتبة الأولى ولكن سيحسب لنا أننا جددنا النخب البرلمانية بنسبة 80 في المائة.نفذت القرار المذكور ولست نادما على ذلك لاعتبارات قد يتم الكشف عن تفاصيلها في مستقبل الأيام، والمهم أن مصلحة الوطن وضعت فوق كل اعتبار.< ولصالح من كان القرار ؟< القرار صدر لتعبيد طريق الفوز في انتخابات 25 نونبر 2011 أمام الحزب الحاكم < هل يعني ذلك أن البام أسندت له مهمة ضابط المشهد الحزبي؟< لا يمكن أن يضبط أي مشهد سياسي إلا بإعمال الديمقراطية ولا أعتقد أن هناك من له القدرة على الضبط في هذا المجال سواء تعلق الأمر بحزب أو الإدارة أو حتى الملك. وعندما أقول إن مشروعنا هو الحداثة والديمقراطية لا يعني أننا نريد أن نحتكر التوجه، بل نتقاسمه مع جزء مهم من التشكيلات السياسية الموجودة لأنها مبادئ لا تقبل التحفيظ أو الخوصصة والاحتكار، نحن لسنا إلا مساهمين في مشروع كبير. ورغم أنني كنت ضد تأسيس الحزب في البداية لكن الرجة الاستفزازية التي أحدثها جعلتني اعترف بعد أقل من ستة أشهر أنني على خطأ، إذ لولا وجود "البام" لما خرج المغرب سالما من الربيع العربي. شبح الحزب الوحيد < ماذا عن الذين غادروا سفينة الحزب؟< ليس هناك من غادر الحزب ما عدا صلاح الوديع ، الذي رغم فك ارتباطه تنظيميا بالأصالة والمعاصرة مازال يدافع سياسيا عن مشروعه المجتمعي. أنا شخصيا لست ضد ذلك على العكس أعتبر أن الانتماء للأحزاب يجب أن يرتبط بالراحة الذاتية للمنتسبين إليها، فالأمر لا يتعلق بجندي في ثكنة عسكرية أو موظف في علاقته بالإدارة أو المقاولة التي يشتغل فيها، وكل عضو له الحق في البحث عن مكان آخر يرى أنه يناسبه أكثر. وكما تسري هذه القاعدة على المناضلين والمنتسبين والمتعاطفين تسري على القياديين، تماما كما هو الحال في الأنظمة الديمقراطية، حيث تجاوز الناس منطق الارتباط الأبدي بين الأشخاص والهيآت السياسية، ذلك أن رئيسا أو أمينا عاما يمكن أن يقرر في وقت من الأوقات مغادرة الحزب والالتحاق بآخر أو ربما تأسيس حزب جديد.وكلنا نتذكر كيف غير كولين باول، كاتب الدولة الأمريكي الأسبق في الخارجية، انتماءه بدون أي حرج، لذلك يمكن أن أقول بأنه مازالت عندنا مخلفات الحزب الوحيد. الحراك الشعبي لم يكن أصيلا < هناك من يعتبر أن "البام" تراجع خوفا من الشارع، كيف تردون على ذلك ؟ < تعلمون جيدا أنني تعلمت في الشارع، لذلك فهو لا يخيفني ولن يخيفني، لكن الذي يجب أن يخيفنا جميعا هي تلك القوى التي تريد استعماله . لقد رفعت عشرات الشعارات والصور ضد "البام" وضدي شخصيا، لكن أرى أن الشعارات المرفوعة اليوم أقوى وأخطر، ومع ذلك لم تأخذ الأمور الحجم الذي أخذته الاحتجاجات الواقعة بين فبراير وماي 2011.لم يكن الربيع العربي حراكا أصيلا، لأن فيروسه صنع في مختبرات أجنبية، والمثال على ذلك في المصطلحات والكلمات الموحدة في شعاراته، مثل "البلطجية" و"الشبيحة". الأمر لم يكن يتعلق بثورة، بقدر ما كان تصريفا لحسابات شخصية، ضد بنعلي في تونس، والقذافي في ليبيا، ومبارك في مصر، وصالح في اليمن، والدليل ألا شيء تحقق بعد ذهاب المذكورة أسماؤهم. برامج حزبية "حدها الرباط " < لم نصل بعد إلى مرحلة صراع البرامج عوض حرب أشخاص في مشهدنا الحزبي ما السبب؟ < صحيح لكنني أرى أن هناك مستويين لتحليل الظاهرة، في الجانب الإيديولوجي أتفق معكم تماما، أزكي ما تحمله افتتاحيات عبد المنعم دلمي رئيس المجموعة التي تنتسبون إليها من رفض الأصوات القائلة بنهاية الإيديولوجيا، على اعتبار أن الاختلاف على هذا الصعيد يشكل صمام الأمان الذي يضمن تقدم و تطور الشعوب، والدفع بنهاية زمن الاختلاف سيوصلنا إلى الدمار الشامل للمجتمع، لكن أغلب سياسيينا يحاولون قدر المستطاع التهرب من الكلام في الإيديولوجيا خوفا من أن يدفعوا ثمن التموقع، خاصة في الاستحقاقات الانتخابية، إذ يمكن أن تتسبب المواقف في بعض الخسائر في الأصوات، لكن يمكن أن أقول لك بأنه في اليوم الذي سأكون مجبرا على إخفاء قناعتي والتنكر لمبادئي وأستعمل "التقية" لن أتردد في اعتزال السياسة، أكثر من ذلك تسعي جل الأحزاب إلى تطبيق برامج لا يتجاوز مداها الرباط ، إذ تستعمل خطابا مناقضا تماما في المغرب العميق. كيف يقول هذا الحزب أو ذاك أنه يشتغل من أجل أن تكون البطالة في حدود 8 في المائة مثلا ويقول في القرى النائية أنه سيقضي عليها تماما و سيشغل الجميع، أو يتعهد في برنامج بالمحافظة على البيئة وسن مقتضيات تواكب هذا التوجه وعندما يتكلم وزراؤه في تجمعاتهم الانتخابية في القرى والمداشر يشجبون تلك القوانين بداعي أن المعامل يجب أن تكون في كل مكان حتى يشتغل الجميع، "البرامج حدها الرباط" . حسابيا حكومة 2017 لـ "البام" إذا تكلمنا بلغة الحساب سنجد أن "البام" سيحل أول إذا أقيمت الانتخابات اليوم، بدون تدخل من الإدارة، وبتصحيح الاختلالات التي وقعت في انتخابات شتنبر الماضي وعدم السماح بتكرار ما قام به "بيجيدي" قبيل الانتخابات الجماعية السابقة عندما عوض وزارة الداخلية في التسجيل باللوائح الانتخابية، إذ لم تتردد قيادات الحزب الحاكم في الكشف أنها تمكنت من إضافة 300 ألف ناخب جديد.إذا أخذنا المليون و 340 ألف صوت التي حصل عليها الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الجماعية وقسمناها على 92 دائرة ستكون لنا الغلبة من حيث عدد المقاعد، وذلك رغم أن حزبا آخر حصل على مليون و 500 ألف صوت، لكنها كانت متجمعة في دوائر معينة، وحتي في تلك الدوائر سيخسر الحزب المذكور عددا كبيرا من المقاعد كلما فقد مقعدا ثانيا أو ثالثا في الدوائر المعنية. في سطور - من مواليد 1967 بمنطقة بني بوعياش، إقليم الحسيمة.- انخرط منذ شبابه المبكر في اليسار السياسي إذ بدأ مسارا سياسيا من الريف متأثرا بقيم المقاومة وواقع التهميش.- رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة. - أمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة.- بعد أحداث يناير 1984 انخرط في العمل السري لخمس سنوات .- في 1989أسس جمعية ضحايا الغازات السامة بالريف لتسليط الضوء وإثارة الانتباه إلى الانتهاكات الجسيمة لمرحلة الاستعمار الإسباني. - في تسعينات القرن الماضي انضم إلى "التجمع الديمقراطي"، الذي جمع عددا من اليساريين. - من الأعضاء المؤسسين لحركة لكل الديمقراطيين. -الرئيس المؤسس للمجموعة الإعلامية الدولية آخر ساعة.

العماري: الدولة تريد “بيجيدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خلية الدواجن الفاسدة أمام المحكمة

"حجاب داي"...محاكمة الجسد الأنثوي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات