شباش: المتحرش يفتقد الثقة في النفس

أكدت أن القانون مهم لزجر المتحرشين لكنه غير كاف لضمان عدم تكرار الفعل حددت أمل شباش، اختصاصية في العلاج النفسي والجنسي العوامل المشجعة على التحرش، الذي قالت إنه ليس حكرا على الرجال، بل يمارسه الجنسان معا، وإن كانت نسبة المتحرشات أقل، منبهة إلى أن المتحرش هو شخص يفتقد الثقة في نفسه، وغير قادر على تأسيس علاقة مع الآخر، مبنية على الاحترام والتواصل، يصعب عليه تحمل مسؤولية فعله، ويحمل الذنب للمرأة باعتبارها هي المحفز.تفاصيل أكثر في الحوار التالي: < هل هناك عوامل تشجع على التحرش الجنسي؟< أريد أن أشير بهذا الخصوص إلى أن أول عامل حاسم في هذه المسألة يكمن في التربية، ذلك أن الإنسان الذي تربى على احترام الذات واحترام الآخر، سواء كان رجلا أو امرأة، أكيد أنه لن يلجأ إلى مثل هذه السلوكات، علما أن المتحرش، يشعر أنه في موقع قوة، ويعتبر الآخر (المتحرش به)، مجرد شيء من الممكن امتلاكه، وهو أمر يتم تلقينه منذ الطفولة ويؤثر سلبا في شخصية الفرد. وبعد التربية يأتي عامل المحيط أيضا، بدءا من الوالدين، إلى الأصدقاء وأفراد العائلة، والجيران، وهذا يظهر من خلال المأساة التي نعيشها في الشارع عندما يقوم طفل لا يتجاوز عمره عشر سنوات يتحرش بامرأة متقدمة في السن.فضلا عن ذلك، يجب التنبيه إلى أن المتحرش هو إنسان يفتقد الثقة في نفسه، وغير قادر على تأسيس علاقة مع الآخر، مبنية على الاحترام والتواصل. < لماذا برأيك دائما أصابع الاتهام في أي فعل تحرش تشير إلى المرأة باعتبارها «المحفز»؟< لأنه بالنسبة إلى أي كان من الصعب الاعتراف بالخطأ الذي يقترفه أو بمسؤوليته عن أفعاله، لذا يبقى من السهل تحميل المسؤولية للآخر وتحميله ذنب أفعاله، مثل ما يحدث عندما يتذرع زوج عنف زوجته بأنها هي السبب في ذلك، لأنها أغضبته، فيما الصواب أن كل شخص مسؤول عن أي فعل أو تعامل ينهجه، وهذا راجع مرة أخرى لتربية الفرد منذ الصبا، بدل أن نجعل الطفل يقول إن كأسا مثلا تكسرت بعد أن سقطت، يجب جعله يدرك أنه أسقط الكأس فتكسرت، أي تعليمه أن يتحمل مسؤولية أفعاله حتى لا نصل إلى هذا النوع من الجواب. < هل قد يحدث أن تتحرش النساء بالرجال؟< هذا أمر واقع، فالتحرش ليس حكرا على الرجال، بل إن هناك نساء متحرشات أيضا، وإن كانت نسبتهن أقل مقارنة بالمتحرشين، صحيح لا يقع في الشارع دائما باستثناء إذا كنا في وضعية لا تكون فيها المرأة بمفردها، أي أنها مصاحبة بمجموعة من رفيقاتها، في هذه الحالة يشعرن أنهن في موقف قوة عدديا ويسهل عليهن التحرش بشاب أو برجل في الشارع، عكس مثلا مجال العمل، الذي قد يعرف تحرش نساء برجال إما من منطلق قوة نفوذ أو سلطتهن عليهم، كما قد يحدث في العائلات، إذ صادفت حالة يشكو فيها صاحبها أن زوجة شقيقه تتحرش به، أي أنها تستمد قوتها من علاقته بشقيقه. < للأسف نلاحظ أن هناك قبولا أو تساهلا داخل المجتمع مع المتحرش، وقبول سلوكه سيما إذا كان المتحرش رجلا؟< لأنه مازلنا لا نعرف في المجتمع ما هي حدودنا، ولا نعرف متى تبدأ حرية الآخر وتنتهي حريتنا، ومازال هناك اعتقاد سائد بأن الشارع حكر على الرجل، رغم أن المرأة هي الأخرى خرجت إلى ميدان العمل وبالعكس تعمل أكثر من الرجل، ولأنه أيضا مازال هناك اعتقاد سائد يقول إنه عندما يتحرش الرجل بالمرأة فهذا يعني أنها مازالت جميلة، وقادرة على إثارة الاهتمام، وشخصيا تفد علي حالات لنساء يعانين اكتئابا لأنهن لم يعدن محط تحرش الرجال في الشارع، وهي كلها اعتقادات خاطئة، لأن قيمة كل فرد، هو من يمنحها لذاته وليس الآخرون.- هل القانون يكفي لردع هذه السلوكات؟المقتضيات القانونية التي تعاقب وتجرم هذا الفعل مهمة جدا، وأساسية، لأن الإنسان إذا لم يخش العقاب، فلن يفكر قبل القيام بذلك الفعل الخاطئ، لكن، العقاب وحده غير كاف، إذ يجب في المقابل، إمداد المخطئ وتعليمه كيفية تجاوز مثل هذا السلوك، وتدريبه على القيام بالعكس، وجعله يشعر بالأذى الذي يسببه للآخر من خلال «إرغامه» على العمل، نوعا من العقاب، في أحد مراكز النساء ضحايا العنف مثلا، لجعله يعايش آلامهن.أجرت الحوار: هجر المغلي

شباش: المتحرش يفتقد الثقة في النفس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التجريـم انتصـار مؤقـت للنسـاء

كوناطي يغيب أمام اتحاد طنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات