الرجال أيضا سيقاضون النساء

مشروع القانون يتيح للجنسين التشكي من الآخر باستعمال عبارة ״كل من״ يعتبر مرتكبا لجريمة التحرش الجنسي، وفق مشروع قانون محاربة العنف ضد النساء، كل من أمعن في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية أو غيرها بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، وكذلك بواسطة الرسائل المكتوبة أو الإلكترونية أو الهاتفية أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية. ويعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة من ألفي درهم إلى 10 آلاف. وجاء التعريف مبهما، إذ أن عبارة "كل من" تشمل الرجل كما تهم المرأة أيضا، اللهم إذا كان معدو المشروع يعتبرون أن المرأة كائنا غير عاقل وأنها ليست معنية بحرف "من" الذي يقصد به العاقل فقط، وعندها يكون المقصود به الرجل في هذه الحالة. لكن من المستبعد أن يكون الأمر كذلك، بالنظر إلى الديناميكية التي يعرفها المجتمع، في ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، إذ لا يمكن التراجع عن المكتسبات التي تم تحقيقها حتى الآن. وهكذا سيصبح الجنسان معنيين بالتحرش الجنسي، فكما أن المرأة أصبحت تتوفر على الآلية القانونية لحمايتها من التطاولات والتجاوزات التي تتعرض لها في الشارع وكل الفضاءات العمومية، إذ يمكنها أن تنتصر لكرامتها، فإن الرجل بدوره، يمكن، بمنطوق هذا النص، أن يشتكي من تحرش المرأة به، ما سيترك الباب مفتوحا على كل الاحتمالات. وهكذا سيشتكي البعض من طريقة لباس بعض النساء، التي يمكن أن تعتبر تحرشا بالرجال، وهناك العديد من التحرشات في هذا الباب، على غرار ما وقع تحت قبة البرلمان عندما ثار عبد الإله بنكيران، عندما كان يجلس في صف المعارضة، في وجه أمينة خباب مصورة القناة الثانية "كاميرا وومان"، احتجاجا على طريقة لبسها، الذي اعتبره مستفزا ويدخل في إطار التحرش. وظل متشبثا بموقفه ولم يقدم أي اعتذار رغم ما خلفه الحادث من احتجاجات في صفوف الحركة النسائية. كما أن الكل يتذكر فتاتي إنزكان اللتين اعتقلتا بتهمة الإخلال بالحياء العام بسبب لباسهما ولولا تعبئة المنظمات الحقوقية والجمعيات النسائية لكان مصيرهما السجن.لكن، بالمقابل، هل المرأة تكون دائما ضحية للتحرش الجنسي ؟ أم يمكن أن تتحرش جنسيا هي الأخرى بالرجل، سواء في الأماكن العامة أو في مقرات العمل، خاصة عندما تكون في موقع المسؤولية ويكون الشخص المتحرش به تحت سلطتها الإدارية. كما أن بعض النساء يبالغن في طريقة لباسهن ما يجعلهن في موقع الإثارة ويصبحن مشاركات في جرم التحرش الجنسي، خاصة بالنسبة إلى النساء اللاتي ينطبق عليهن وصف "كاسيات عاريات"، ألا يمعن، هن الأخريات، في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية، ألا يحق للرجل أن يشتكي، بمقتضى مشروع القانون الجديد، من التحرش الذي يتعرضون له إثر كشف المرأة لمفاتنها، كما يرى العديد من الرجال، الذين يعتبرون الأمر استفزازا لهم. كلها أسئلة سيثيرها تطبيق القانون الجديد بشأن محاربة العنف ضد النساء. عبد الواحد كنفاوي

الرجال أيضا سيقاضون النساء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السخرية تطبيع مع المعاكسة

التجريـم انتصـار مؤقـت للنسـاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات