المغـرب يحمـي دولا مـن الانقـراض

العجلاوي قال إن المغرب لن يتكبد أي خسارة في حروبه الخارجية لأنها تقوي وضعه الإستراتيجي نفى الموساوي العجلاوي، أستاذ التاريخ المعاصر بمعهد الدراسات الإفريقية و جامعة محمد الخامس بالرباط وجود أي خسارة قد يتكبدها المغرب في مشاركاته العسكرية في الشرق الأوسط، مشددا على أن ربحا سيجنيه المغرب إن على المدى المتوسط أو البعيد، على اعتبار أنها تمكنه من تحريك قواته في حروب حقيقية وليس فقط مناورات شكلية كما هو الحال بالنسبة لكل جيوش دول الجوار، ومن حماية دول شقيقة مهددة بالانقراض موضحا أن المشاركة الحالية، سواء في الحرب على "داعش" في العراق وعلى الحوثيين في اليمن، ليست هي الأولى، على اعتبار أن المغرب تعود على الحرب في الشرق الأوسط منذ حرب أكتوبر سنة 1973 . < ماذا سيستفيد المغرب من مشاركة جيوشه في الدفاع عن الدول العربية في حروب الشرق الأوسط؟< الأكيد أن مشاركة المغرب في التحركات العسكرية بالشرق الأوسط، سواء في إطار عملية عاصفة الحزم في اليمن، أو داخل التحالف الدولي ضد «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» تأتي في خضم انبثاق تحالف عربي تشكل فيه القوات المسلحة الملكية دعامة أساسية بالنظر إلى التجارب التي اكتسبتها وقيمة جنودها، وليست مسألة جديدة ذلك أن المغرب سبق أن دخل حروبا في المنطقة كما هو الحال في حرب الخليج الأولى سنة 1990 عندما دخل الجيش العراقي إلى الكويت، عندما أرسل قوات لحماية حدود المملكة العربية السعودية.وقبل ذلك شارك الجنود المغاربة في حرب 1973، التي شنها الجيش المصري والجيش السوري، وحلفاؤهما العرب ضد القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان، وانتهت بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك، التي أعادت بموجبها إسرائيل، مدينة القنيطرة إلى سوريا وضفة قناة السويس الشرقية إلى مصر، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاقية.وبالإضافة إلى الحروب العربية تدخل المغرب عسكريا في العديد من مناطق العام في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، خاصة في إفريقيا، والجميع يتذكر المساهمة الإنسانية للجنود المغاربة من خلال المستشفيات العسكرية التي أصبحت علامة مميزة للجيش المغربي، بداية من الصومال ومرورا بعدد من مناطق التوتر الإفريقية ووصولا إلى سوريا. مشاركات لم تستثن القارة الأوربية إذ كانت كتيبة مغربية ضمن المشاركة الدولية في بعثة الأمم المتحدة إلى كوسوفو. < بغض النظر عن المشاركة ضمن قوات حفظ السلام والمبادرات الإنسانية، هل هناك مجال للمقارنة بين المشاركات السابقة والعمليات القتالية إلى جانب الجيوش العربية وما يقع الآن؟ < أعتقد أن الجديد في هذا النوع من المشاركات العسكرية الخارجية أن العالم العربي يمر من مرحلة تحول حساسة، ذلك أن الصيغة القديمة انتهت في 2011، ومنذ 2012 بدأت عملية إعادة رسم الخريطة العربية، وأن المغرب في علاقاته الإستراتيجية مع دول الخليج، أصبح مطالبا بدعم الدول المهددة وخاصة المملكة العربية السعودية التي تواجه مخططا عدائيا متعدد المداخل، أهمها ما يتعلق بالأطماع التوسعية لإيران التي فتحت جبهات حرب معلنة في اليمن وفي لبنان وكذلك في سوريا والعراق بذريعة مواجهة «داعش»، وهي بؤر أصبحت تهدد الأمن الإستراتيجي لكل دول الخليج.لقد فقد المغرب طائرة في الحرب اليمنية لكنه يربح عسكريا من خلال تحريك قواته في حروب حقيقية وليس فقط مناورات شكلية كما هو الحال بالنسبة إلى كل جيوش دول الجوار، فهو يطور قدراته الحربية بعيدا عن مجاله الجغرافي بالمساهمة في قوات مشتركة، بأماكن تبعد كثيرا عن حدوده الوطنية، مع ما يتضمنه ذلك من اكتساب خبرات طوبوغرافية جديدة وامتلاك كفاءة عالية بالقتال في مجالات معقدة وصعبة سواء تعلق الأمر باليمن أو العراق أو سوريا، مع فرصة التمرن على أحدث الأسلحة، الطائرات النفاثة بكل أنواعها، ومنظومات الصواريخ المتطورة الدفاعية منها والهجومية والخطط والاستراتيجيات العسكرية، بالإضافة إلى ما توفره تلك العمليات من مزايا اتفاقيات الدفاع المشترك.< ألا تعتقدون أن التحركات العسكرية للمغرب تجر عليه توجس الدول المجاورة وحتى بعض العواصم العالمية؟ < هذا أمر أكيد، فمن الطبيعي أن تتوجس منه دول الجوار التي لا تتحرك جيوشها إلا في المناورات السنوية، دون أن تغادر مدى مياهها وأجوائها الإقليمية، خاصة من جانب الجزائر وموريتانيا، اللتين تنظران بقلق إلى التقدم المغربي في مجال استعمال التنكولوجيات الحربية الحديثة والممارسة التطبيقية في عمليات قتالية حقيقية. وطبيعي أيضا أن يتوجس الجيران من اتفاقات الدفاع المشترك، التي تربط المغرب بدول الخليج، التي سيكون عليها التدخل للدفاع عن كل ما من شأنه تهديد وحدته الترابية، وهو ما فعلته أخيرا عقب اجتماع بالرياض عندما جدد مجلس التعاون الخليجي دعمه المطلق للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية، معتبرة إياه الأرضية الواقعية الوحيدة لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، معتبرا أنه حل واقعي للقضية، ينبغي على المجتمع الدولي أن يدعمه، وذلك في رد صريح على التصريحات المثيرة التي أدلى بها بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة في ختام زيارته لمخيمات مستعملا مصطلحات تفيد بـ «احتلال» المغرب للصحراء.لذلك أقول بأنه ليس هناك أي خسارة في المشاركات العسكرية في الشرق الأوسط بل هو ربح سيجنيه المغرب إن على المدى المتوسط أو البعيد، وإذا نظرنا إلى تحركات الجيش المغربي وكذلك أجهزته الأمنية، كما حدث عندما استدعيت للمساعد في تفكيك خيوط الاعتداء الإرهابي الأخير بكوت ديفوار، وقبل ذلك في بلجيكا وفرنسا، خاصة بعد اعتداءات 13 فبراير الماضي، نلاحظ أن المغرب أصبحت له امتدادات أمنية وعسكرية. أجرى الحوار: ياسين قُطيب

المغـرب يحمـي دولا مـن الانقـراض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيدي قاسم يدافع عن صدارة الهواة بملعبه

الكوكب أوفر حظا للتأهل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات